نظرة في وجهها كافية لتتعلم معني الصبر والنضال، نظرة في عينيها تبث فيك روح الثبات والعزيمة، تبتسم رغم الألم، لا تجدها إلا شاكرة وراضية رغم المرض.
ذهبت أم نضال فرحات فجر اليوم الأحد للقاء ربها وأبنائها الشهداء الثلاثة.
ولدت أم نضال في حي الشجاعية بقطاع غزة عام 1949 أنجبت عشرة أبناء 6 ذكور و4 بنات ، قدمت 3 شهداء كما أن زوج أبنتها مات شهيدا.
جعلت مريم فرحات "أم نضال" من بيتها مأوي للمجاهدين، وذاع صيتها في نوفمبر 1993 عقب استشهاد عماد عقل، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في منزلها، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وتبين أن فرحات كانت تأوي "عقل" الذي يعتبره الفلسطينيون "أسطورة".
اشتهرت فرحات على نطاق واسع، عقب تنفيذ نجلها "محمد" عملية "استشهادية"، أسفرت عن مقتل 9 جنود إسرائيليين في مارس2002.
كما اغتالت الطائرات الإسرائيلية في العام 2005 ابنها الثالث "رواد" بعد قصف سيارته في مدينة غزة.
أما نجلها "وسام" فقد أفرجت السلطات الإسرائيلية عنه في العام 2005 بعد أن قضى 11 عاما في سجونها، بتهم أمنية.
وابناها حسام بترت أصابع يده خلال قصف للاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة.
من أشهر أقوال أم نضال "أعددت أولادي لتحرير القدس قبل وجود فصائل إسلامي، لم يسلبني الاحتلال أبنائي بل أنا قدمتهم راضية مختارة للشهادة".
ومن أقوالها أيضا "المرأة الفلسطينية قدمت الغالي والنفيس، لست وحدي خنساء فلسطين بل الخنساوات كثر في فلسطين، ولكنني أناشد الأم الفلسطينية والزوجة الفلسطينية وأقول لها ما زال أمامنا المشوار طويلاً وصراعنا مع الصهاينة ما زال في أوله، صحيح أنها قدمت وضحت لكن مطلوب المزيد من التضيحات".
رحلت أم نضال النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني بعد صراع مع المرض وبقيت قصة كفاحها محفورة في أذهان كل من عرفها وألتقاها، واليوم فقط فقد قطاع غزة أمه الروحية مريم فرحات.
