" من النهاردة مفيش حكومة أنا الحكومة " ، مقولة شهيرة للفنان احمد السقا في احد أفلامه ، قام المواطنون بتطبيقها علي البلطجية دون انتظار حكم المحكمة أو إجراءات الشرطة .
حد الحرابة ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة بعدد من المحافظات حيث اعتلى المواطنون مقاعد القضاء والشرطة ، وغابت جميع الأحكام إلا حكم واحد " الإعدام " هو الحكم الوحيد والفوري الذي يطبقه الأهالي علي البلطجية نظيرا ترويع وسرقة الأهالي .
ففي الغربية قام الأهالي بقرية محلة زياد بسمنود بالحكم الفوري بالإعدام علي عبده مصطفي برعي و محمود حمدي يوسف لقيامهما بمحاولة خطف طفل وطلب فدية من أهله ، فقرروا ضربهم وسحلهم حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة ، ثم تعليقهم علي مشانق بمدخل القرية ليكونوا عبرة لمن خلفهم .
الأمر كنظيرة في محافظة الشرقية حيث قام الأهالي بقرية أولاد سيف التابعة لمركز بلبيس بإصدار حكم الإعدام علي اثنان من البلطجية لسرقتهم معزة وترويعهم المواطنين ، ليصل حصيلة حد الحرابة في المحافظات إلي 30 شخصا .
الظاهرة أصبحت مألوفة لدي الجميع في ظل غياب أجهزة الأمن وعدم حسم أمرها مع البلطجية ، فالأمر بات أن يحسم هكذا يبرر المواطنين مواقفهم .
أحمد عبد الكريم – أحد أهالي الشرقية – وصف الظاهرة بأنها الحل الوحيد للقضاء علي البلطجية ، في ظل غياب الشرطة وعدم اهتمامها بالحسم مع البلطجية ، مشيرا أن الأمر تفاقم في المحافظة والسكوت عنة قد يؤدي إلي نهب وسرقة يوميا في وضح النهار .
وتسأل عبد الكريم خلال حديثة لشبكة رصد الإخبارية عن الموقف الذي تتخذه عندما تجلس في بيتك خائف علي أسرتك من الخطف معرضا لسرقة أي شئ في المنزل ، وعندما تتصل بالشرطة لا تجد من يغيثك ، فما يفعله الأهالي هو مرحلة الدفاع عن النفس .
المستشار أحمد مكي – وزير العدل – علق في تصريحات صحفية علي هذا الأمر بأن تطبيق المواطنين لحد الحرابة وقع الطرق علامة علي وفاة الدولة ، مضيفا أن استعمال القوة حق أصيل للحكومة فإذا انتقل للأفراد ضاعت الدولة .
اللواء حاتم عثمان – مساعد وزير الداخلية للأمن الغربية – قال إن الشرطة تستجيب فورا للبلاغات التي تقدم ، مؤكدا أن البلاغات تأتي بعد الواقعة وليس قبلها ، وأن الأهالي لا ينتظرون قدوم الشرطة .
وأضاف أن استخدام القوة في مثل هذه الظروف أمر بالغ الصعوبة ، فمن المنطقي أن يقف ضابط شرطة ويستخدم السلاح في مواجهة 10 ألاف مواطن ليس لهم قدوة يمكن أن يرجعون إليها "
وأشار أن التعامل مع الأمر أصبح يواجه بصعوبة في الوقت الحالي نظرا لآن الشرطة أصبحت تعمل في مجال غير مجالها وهي المحافظة علي الأماكن العامة من التظاهرات وفض الشغب ، لافتا أن الشرطة قادرة علي استعادة الأمن في وقت قصير إذا تفرغت لعملها فقط .
الدكتور علي إبراهيم محمود – أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة – قال أن الغل والتعصب والشعور بالخوف والهستريا هو ما يدفع المواطنين لارتكاب مثل هذه الجرائم ، مؤكدا أن الشعور بالخوف والانتقام ومحاولة التغلب علية هو دافع قوي جدا لفعل أكثر من ذلك .
وأشار في تصريحات خاصة لشبكة رصد الإخبارية أن هذا الشعور لا يبرر ما يحدث ، وإنما عدم ثقة الناس في جهاز الشرطة وتأخره ولو للحظات للوصول إلي موقع الحدث هو ما يدفعهم للانتقام بأنفسهم ، لافتا أننا شعب عاطفي جدا فلوا أنه شاهد الشرطة تقوم بعملها بأسرع من ما هي علية سيتخلي عن هذه الحالة لأنه بطبيعته يكن إلي الاستقرار وليس إلي العنف .