عندما تنزل إلى ميدان رمسيس أو العتبة تجد المئات بل الآلاف من الباعة الجائلين يفترشون الشوارع التي تكاد أن تصرخ من شدة ضيقها بهم و تشعر بأنها ستبتلع الجميع و لكن يحدث العكس، فعندما تجد بائع أخر يبدأ في "فرش بضاعته" تراها ترحب به و تجد له مكانا عليها ليس لأن هناك متسع فيها ولكنها الوحيدة التي تعرف ألامه و أوجاعه.
ومن هنا انطلقت شبكة رصد الإخبارية في جولتها لتتعرف على آلام و أوجاع الباعة الجائلين و مشاكلهم و أحلامهم وآمالهم، و كيف لا و هي التي تؤمن بأن للجماهير إعلام تصنعه .
وفي جولتنا بميدان العتبة، ورمسيس، نجد الحقيقةفيقولعبد النبي عبد السميع أحد الشباب لبيع لعب الأطفال بمترو العتبة:شرطة اليوم لا تتعامل مع الباعة إطلاقا في مداخل ومخارج المترو المنتشرين بها، مضيفا وهو حزين لما يراه أمام عينه كل يوم، الباعة تتشابك مع بعض، والبعض الأخر يخرج إلى منتصف الطريق بـ "الفرش بتاعه" في طريق المارة ، ورجال الشرطة مكتوفو الأيدي، يرون بعيونهم ولا يتحركون، خوفا أو تقييدا لضمائرهم نحو منع الباعة التي زادت للضعف في محطات المترو.
خراب بيوت
لخص صلاح هشام بائع أحذية بميدان العتبة، وأحد الخريجين لكلية الحقوق،أسباب بيعه للأحذية في الميدان قائلا و اليأس يملؤه "إن قلة فرص العمل، والمعيشة غالية" مع تأكيده لعدم راضاه لما يحدث في الميدان، من خروج الباعة إلى أكثر من نصف الطريق، وإعاقة حركة المرور، ويصف مظاهرات اليوم التي تخرج على مدار أيام الأسبوع وقف حال، وخراب بيوت.
بينما يصف احمد عبد العزيز بائع سجائر صيني بميدان العتبة شكل الميدان الذي عبر عنه بأنه أصبح ميدان غريب، من كثرة الباعة وانتشار بيع الأسلحة البيضاء فيه، ويسرد مواقف الباعة نحو تعاملهم مع ضباط المرور المسئولون عن تنظيم الميدان، بأنهم يساعدوهم في حل مشاكل الميدان، وخلافات الباعة بعضهم مع بعض،
وذلك لعدم قطع عيش الباعة الذي قال عنهم "شباب وناس كتير منهم عندهم أسر وبيوت مفتوحة وعايزين يأكلوا عيش، ومفيش مشاكل بينا ولا بين الشرطة، واحنا في أوقات كثيرة نحمى العساكر بتوع المرور لو فيه أي حد من السائقين اعتداى عليهم".
البلطجي لا مكان له
أما عن ميدان رمسيس الذي أصبح أكثر معاناة من ميدان العتبة، في انتشار واضح للباعة، يقول أحمد منصور بائع نظرات شمس بالميدان، الذي نزل الميدان من أربعة شهور، لفقدانه الأمل في وجود فرصة عمل ، عن مواقف لرجال الشرطة، التي لا تنظم الشوارع ولا تمنع الباعة من الفشر على جوانب الطرق إلا في حالة خروج مسئول في المنطقة ويريد أن يمر بالطريق، وينفى بفخر عن عدم فرض إتاوات عليهم من جانب الشرطة أو غيرها ، بكلمات موجزة " لو فيه حد جه بقول هات إتاوة على أي حد من البياعين في الميدان كلنا بنتلم عليه ونكًسره ومحدش بيديه أي حاجة".
من جانبه يصف محمود حسين بائع ملابس بميدان رمسيس المظاهرات التي تخرج من الميدان أنها محل خراب عليهم وعدم رواج في السوق بسبب خوف الناس من الخروج، وعدم نزول الزبون للشراء، ويرى فى خروج هذه المظاهرات انهيار للاقتصادي المحلى والدولي، ويصف حسين الرئيس مرسى بقوله " الرئيس يريد أن يفعل أشياء كثيرة للبلد وللشباب ولكن الشعب لم يصبر عليه، يدلل بقوله" البلد خربت من زمان وعمرها ما هتصلح في يوم وليلة".