شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حاكمو المشتبه بهم بالتفجيرات وليس الشعب الشيشانى-أحمد زكاييف

حاكمو المشتبه بهم بالتفجيرات وليس الشعب الشيشانى-أحمد زكاييف
    فى مقال للقيادي الشيشاني أحمد زكاييف قال فيه للأسف الشديد لعبت الدعاية الروسية بالهجوم الإرهابى...

 

 

فى مقال للقيادي الشيشاني أحمد زكاييف قال فيه للأسف الشديد لعبت الدعاية الروسية بالهجوم الإرهابى الأخير فى بوسطن لصالح حملة الإفتراءات المستمرة طويلا لتشويه الشعب الشيشانى وبمجرد أن أصبح واضحا أن الأخوين تسارنييف المتهمين بتنفيذ الهجوم الإرهابى من أصل شيشانى بدأت روسيا وبعض وسائل الإعلام الغربية بالبحث عن رابط بينهم وبين المسلحين فى شمال القوقاز معززين فكرة أن الشيشانيين أعلنوا حرب الإرهاب على أمريكا وعلى الرغم من ذلك يوجد العديد من الظروف أو الملابسات التى توضح كيف أن هذه المحاولات لتجريم أمة بأكملها (شعب بأكمله) هى محاولات ليس لها أى أساس.

 

لقد كشفت أجهزة التحقيق الأمريكية أن وكالات المخابرات الروسية طلبت من مكتب التحقيقات الفيدرالى فى عام 2011 أن يحقق مع تاميرلان- الأخ الأكبر- الذى يشكون فى تورطه مع المتمردين فى شمال القوقاز وقد قام مكتب التحقيقات الفيدرالى بالبحث و أبلغو نظراءهم الروس أنهم لم يجدو أى دليل ضده وفى المقابل طلبو من مكتب الأمن الفيدرالى الروسى أن يرسل إليهم معلومات أكثر عن تاميرلان تسارنييف ولكن تم تجاهل طلبهم وفى يناير 2012 غادر تاميرلان الولايات المتحدة إلى موسكو ثم منها إلى داغستان حيث قضى هناك ما يقارب من ستة أشهر وقد تم منحه جواز سفر روسى لكن المخابرات الروسية التى أبدت اهتماما نحوه منذ عام و التى تراقب الوضع عن قرب فى شمال القوقاز لم تقم باحتجازه ولا استجوابه وهذا الموقف اللامبالى منهم هو أحد الجوانب الغريبة والتى لا يمكن تفسيرها فى هذه القضية .

 

وفى خطابه عن هجوم بوسطن أكد الرئيس الامريكى باراك أوباما أن هناك الكثير من الأسئلة التى لم يتم الإجابة عليها .

والتحقيق مازال مستمرا ونأمل أن يوضح الكثير من جوانب هذه القضية .فإن الشعب الشيشانى الذى يحاول الإعلام أن يربطه بهذه الجريمة لا يحمل اى عداوة على الإطلاق تجاه الولايات المتحدة أو الغرب بل على عكس ذلك فإن مئات الآلاف من الشيشانيين ممتنين لشعوب وحكومات الدول الغربية لإتاحة ملجأ لهم ولأطفالهم فى الوقت الذى أجبرو فيه على الفرار من أهوال الحرب الوحشية فى وطنهم .

 

أنا لا أريد أن أمجد الشيشانيين لكنى أجد أنه من غير المقبول شيطنة هذا الشعب الذى عانى طويلا ومحاولات الجميع تحميله ذنب جرائم ارتكبها أفراد معينون.

 

إن الجمهورية الشيشانية مثل كل دول الاتحاد السوفيتى السابق أعلنت استقلالها عام 1990 وهذا لم يكن إعلانا احاديا(من جانب واحد) كما يدعى المنظرون الروس بل كان مطابقا تماما لقانون الإتحاد السوفييتى و الإتحاد الروسى فى ذلك الوقت ومطابق أيضا للقانون الدولى وقد رد رئيس الاتحاد السوفييتى ميخائيل جورباتشوف ورئيس روسيا بوريس يلتسن على هذا الحدث بارسال برقيات تهنئة رسمية.

 

وبعد سلسلة من الأعمال الاستفزازية ومحاولات التحريض على الثورة ضد الحكومة الشيشانية أمر الرئيس يلتسن القوات الروسية بغزو جمهورية الشيشان المستقلة فى 11 ديسمبر 1994 وكان ذلك بداية الحرب الشيشانية الروسية المتقطعة التى تمر الآن بعامها التاسع عشر وفى هذا الوقت قتل أكثر من 250000 من الشعب الشيشانى وقد صاحب عمليات القتل الجماعى التى قام بها المعتدون الروس ضد الشعب الشيشانى عمليات تعذيب واعتقال وجرائم حرب قد قامت بتوثيقها منظمات حقوق الانسان الدولية.

 

ولم يكن من نتائج الحرب أن عانى الشعب الشيشانى من الخسائر الغير قابلة للعلاج فحسب بل إنه أيضا أصبح الشعب مقسما سياسيا ولم يعد مجتمعا موحدا وإنه لمن الصحيح أن جزء من الشيشانيين الذين يعيشون فى الوطن المحتل قد أجبرو على التعاون مع روسيا ومع أتباعها وجزء آخر قد لجأ إلى التطرف وإلى أساليب من الصراع التى يدينها كلا من المجتمع الدولى والحكومة الشيشانية الشرعية فى المنفى فى الغرب أما الجزء الثالث فيعيش فى المهجر فى عدد من دول العالم.

 

ويعلم بوتين انه عاجلا ام آجلا سوف يسأل عن الإبادة الجماعية للشعب الشيشانى ولهذا فإنه منذ بداية الحملة العسكرية الثانية للنظام بذلت الدعاية الروسية جهدا مضاعفا لتصف جرائمها ضد الشعب الشيشانى أنها جزء من الحرب على الإرهاب الدولى من أجل حمايتها من الرقابة الدولية وفى الحقيقة أن كل عمل إرهابى تم فى روسيا ثَبُت فى وقت لاحق انه تم بالتواطؤ مع المخابرات الروسية وكان هذا صحيحا فى تفجيرات المدن الروسية فى خريف عام 1999 وكان صحيحا فى احتجاز الرهائن فى مدرسة بيسلان عام 2004 وبفضل التحقيقات التى قام بها كل من الصحفية انا بوليتكوفسكايا و العميل المنشق الكسندر ليتفينينكو جذبت هذه الجرائم وغيرها انتباه المجتمع الدولى.

 

إن بوسطن ليست موسكو و مكتب التحقيقات الفيدرالى ليس جهاز الأمن الفيدرالى الروسى وسوف تقوم أمريكا باجراء تحقيق شامل لهذه الجريمة بهدف كشف الدافع الحقيقى وسياق الجريمة وحتى ذلك الوقت علينا الامتناع عن تشويه صورة شعب بأكمله



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023