قال الدكتور حسين إحسان العطفى أمين عام المجلس العربي للمياه أن ما يحدث في نهر النيل وسد النهضة الأثيوبي هو ''كارثة'' حقيقية ستعم على مصر، وستسبب في نقص مالا يقل عن 30 % من قدرة مصر على توليد الكهرباء وحوالي 10 مليار متر مكعب من حصة مصر من المياه.
وتابع في تصريحات لـ" شبكة رصد" أن اللجنة الفنية الثلاثية المشكلة بعضوية مصر والسودان وأثيوبيا لبحث أضرار سد النهضة علي دولتي المصب – مصر والسودان- لم تخرج بقرار حتى الآن بسبب عدم تقديم السلطات الأثيوبية معلومات عن السد، وحتى أنه من غير المتوقع أن تخرج هذه اللجنة بقرار منصف لمصر.
وتوقع العطفى ، الذي شغل منصب وزير الموارد المائية والري في حكومة رئيس الوزراء عصام شرف، أن تخرج اللجنة بقرار يجبر مصر والسودان علي العودة للتوقيع على اتفاقية ''عنتيبي'' وإعادة توزيع حصص المياه علي هوى دول الحوض وفقاً لما ترتضيه الأغلبية.
علامات استفهام
ويري الأمين العام للمجلس العربي للمياه أن هناك علامات استفهام كبيرة تحيط بهذا الأمر، حيث أنه من الغريب أن تستقبل أثيوبيا الرئيس محمد مرسي خلال فعاليات القمة الإفريقية بإسناد عمليات إنتاج الكهرباء إلي شركات إثيوبية وتطمئنه بأنه لا ضرر على مصر؛ ثم تودعه بقرار تحويل مجري النيل.
أبعاد سياسية
وكشف ''العطفى ' أن هذا القرار له أبعاد سياسية ويدخل في إطار ''الكيد السياسي'' لمصر، مؤكداً أنه لديه معلومات من خبراء مياه أثيوبيين تؤكد أنهم نصحوا السلطات هناك بالاستغناء عن هذا السد الضخم –سد النهضة- الذي ستصل كفاءته في توليد المياه بأقصى تقدير إلي 30 % واستبداله بمجموعة أخري من السدود تعمل بكفائه تصل إلي 65 % ولكنهم أصروا علي موقفهم لإلحاق الضرر بمصر.
أثيوبيا كانت خائفة
واستطرد قائلاً إن ''إثيوبيا كانت تخشي رد الفعل المصري تجاه تنفيذ هذا المشروع، أما الآن فقد وجدت أن الفرصة سانحة لها، نظراً لأن الأوضاع الراهنة تتيح لها الاستهانة بمصر في ظل وجود إدارة للبلاد غير مهتمة بمصالح الشعب وتركز اهتمامها فقط علي التمكين السياسي.
القوانين الدولية
وعن السبل التي يمكن لمصر التحرك من خلالها لإثبات حقها والضرر الذي سيلحق عليها جراء بناء هذا السد، أوضح "العطفى " أن مصر عليها أولاً أن تذهب إلي المؤسسات الدولية وتحتكم إلي القوانين الدولية التي تنظم التعامل مع الأنهار الدولية والدول المتشاطئة عليها، نظراً لأن جميع القواعد القانونية المنظمة لهذا الأمر تصب في مصلحة مصر.
وتابع أن مصر يمكنها الضغط علي الدول التي تساعد في بناء سد النهضة مثل الصين وإيطاليا، مؤكداً أن مصر تمتلك الكثير من كروت الضغط علي هذه الدول لتحقيق مصلحتها وإثبات حقها.