استخدام الخطاب الاعلامي الحكومي والخاص لمفردات "مواجهة الارهاب" هو تطور خطير في اتجاه عسكرة وأمننة المجال العام والسياسي في مصر وعلمنة الوطنية المصرية بصيغة قومية عرقية مصرية متطرفة تعادي محيطها العربي والاسلامي وتحرض على غير المصريين في مصر .
يريد عبد الفتاح "السياسي" أن يحشد لتحالف محلي-إقليمي-دولي ضد المكون الأكبر في مكونات الثقافة والسياسة بمصر ويقود تحالف إقليمي من الثورة المضادة لوصم الاخوان المسلمين بالارهاب تمهيداً للانقلاب على الربيع العربي بأكمله الذي يشكل الاخوان أكبر تجلياته.
وتعد هذه الاستراتيجية إعادة لتعريف الدور المصري الخارجي باعتبارها قلب محور "الاعتدال العربي" مع تقارب مفاجئ من محور "الممانعة" ممثلاً في العلاقة بين النظامين العسكريين المصري والسوري الذين يجمع بينهما الآن "الحرب على الارهابيين والارهاب" بعد ما كان يجمع بينهما في جبهة واحدة العدو الاسرائيلي.
ربما يقصد السيسي دفع الاخوان المسلمين للعنف من خلال المبالغة في شيطنتهم واستعدائهم ووصمهم والتحريض المباشر عليهم مما سيضفي مبررات كافية للقمع الأمني والاستبداد العسكري وعلمنة الدولة ، وربما يريد ابتزازهم للضغط عليهم ودفعم لتخفيض السقف السياسي بحيث لا يشمل عودة مرسي والقبول بالمرحلة الانتقالية التي ولدت ميتة ! .. في كل الأحوال نحن أمام نموذج خطير من التلويح بـ "ارهاب الدولة" ضد مواطنيها تحت ذريعة مقاومة الارهاب.
