نقلت وسائل إعلام أن حشدا من البوذيين هاجموا مسجدا ، أمس السبت، في منطقة غراندباس في العاصمة السريلانكية كولومبو، ما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص على الأقل.
وقال شهود عيان ان المهاجمين رشقوا المسجد بالحجارة وان منازل عدة في المنطقة اصيبت باضرار.
وقالت مصادر في الشرطة ان وحدة نخبة نشرت للمساعدة على فرض الامن والنظام بعد اعمال العنف ضد المسجد.
واضافت الشرطة انها فرضت حظر تجول حتى الساعة السابعة صباح الاحد 1,30 ت.غ لتفريق الاعداد الكبيرة من البوذيين التي لا تزال في المنطقة.
وقال مسؤول امني ان البوذيين اعترضوا على المسجد الجديد الذي اقيم في مكان كان موقع عبادة لهم وقد هدم لافساح المجال امام اعمال بناء جديدة.
واضاف المسؤول ان "المعبد البوذي اعترض على نقل موقع المسجد وبدأت الاضطرابات مساء السبت عند بدء الصلوات في المسجد".
ويأتي هذا الهجوم الاخير بعد خمسة اشهر على حملة ضد المسلمين ادت الى احراق مقري اعمال يملكهما مسلمون خارج العاصمة.
ووقع صدام بين البوذيين والمسلمين بعد الهجوم على المسجد، أمس السبت، وفرضت الشرطة حظر التجوال في المنطقة.
كانت مجموعة من الرهبان البوذيين قد تظاهروا الشهر الماضي بالقرب من المسجد مطالبين بنقله لمكان آخر.
وصعدت الجماعات البوذية المتشددة في الأشهر الأخيرة حملتها ضد أهداف مسلمة ومسيحية.
وقد أصيبت منازل عدة بأضرار في صدامات السبت.
وقالت التقارير إن الرهبان البوذيين احتجوا على وجود المسجد غير أنهم وافقوا على السماح للمسلمين بمواصلة الصلاة لحين نهاية شهر رمضان.
غير أن المسلمين في المنطقة يقولون إن وزارة الشؤون الدينية السريلانكية أعطت الإذن بمواصلة استخدام المكان كما وفروا حماية تضطلع بها قوات خاصة من الشرطة بسبب المخاوف من هجمات محتملة.
وشهد العام الماضي توترا دينيا متصاعدا في سريلانكا حيث هاجمت جماعات بوذية متشددة المساجد ومتاجر المسلمين وكذلك الكنائس.
وفي شهر فبراير الماضي دعت أيضا واحدة من هذه المجموعات إلى إلغاء نظام استخراج شهادات تؤكد أن المنتجات المعروضة للبيع حلال.
ويتهم المتشددون البوذيون المسلمين والمسيحيين بـ "نشر التطرف ومحاولة إقناع البوذيين بالتحول إلى اعتناق الإسلام والمسيحية".
ويقول المراسلون إن المسلمين والمسيحيين ينفون هذه الاتهامات.
يشار الى ان 70% من شعب سريلانكا الذي يعد 20 مليون نسمة بوذيون فيما يعتبر المسلمون ثاني اكبر اقلية دينية ويشكلون اقل من 10% من السكان بعد الهندوس (13%). والبقية مسيحيون.