شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

براءة جنرالات الجيش المصري المفقودة

براءة جنرالات الجيش المصري المفقودة
كتبه : Martin Woker صحيفة Neue Züricher Zeitung السويسرية بعد أكثر من ستة أسابيع من إسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي تخلت...


كتبه : Martin Woker
صحيفة Neue Züricher Zeitung السويسرية

بعد أكثر من ستة أسابيع من إسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي تخلت قوات الأمن المصرية عن ضبط النفس وقامت بفض إعتصامي رابعة والنهضة. وهو ما تسبب في موجة عنف واسعة ومظاهرات في كل أرجاء البلاد في الوقت الذي لم يعد فيه معروفاً متي سينتهي هذا الوضع.


ووالملاحظ أن الجيش المصري فقد دوره كوسيط بين الشعب والنظام وهو الدور الذي قام به مع بداية ثورة يناير وفقد معه آخر ما تبقي له من براءة.
فضحايا الأربعاء الدامي ليسوا مجرد ضحايا لصراع دامي علي السلطة, لكنهم ضحايا قدموا أرواحهم فداءاً لإعادة نظام ديموقراطي شرعي متمثلاً في عودة الرئيس محمد مرسي وهي دوافع نبيلة.

مساعدات خليجية مثيرة للجدل

صحيح أن مرسي والإخوان المسلمون فيما يخص أدائهم في السلطة بدوا مخفقين ولم يبدو الاستعداد المطلوب للحوار مع خصومهم السياسيين وبعد مرور عام من حكم مرسي تراجع الاقتصاد بشكل كبير لذلك فإن العطايا السخية التي قدمتها الدول الخليجية لجنرالات الجيش المصري لا هي من قبيل الصدفة ولا هي من قبيل الأخوّة. تلك الإشارة لها مغزي.

فوصول الإخوان المسلمين الي السلطة في مصر من خلال انتخابات ديموقراطية قوبل بقلق كبيرمن الأنظمة الملكية الخليجية ـ باستثناء قطرـ وهو الأمر غيرالمفهوم في ظل قبول أمريكا والتي تمثل القوة الحامية لهذه الممالك الخليجية بوصول الإخوان للسلطة نظراً لكونه يأتي في إطار الديموقراطية الوليدة للربيع العربي.


لكن يبدو أن في بديهيات تلك الأنظمة الملكية الخليجية أن مشاركة مواطنيهم في أي عملية ديموقراطية هو أمر مرفوض, فهم يعلمون جيداً أنه لو سمحوا لمنافسيهم خوض انتخابات ضدهم فهذا معناه أنهم سيخسرون كراسيهم وعروشهم لا محالة ويسأل شيوخ الخليج أنفسهم : لماذا يجب إقرار تلك القيم الديموقراطية الغريبة والتي جعلت الغرب مستعداً في يوم من الأيام للتضحية بدولة قوية كالصين؟ 

أما الجيش المصري فإنه بقبوله لتلك العطايا السخية من السعودية ودول الخليج يسعي لأن يحول مواطني مصر البالغ تعدادهم 80 مليون نسمة إلي أتباع له تماماً كما كان الحال في عهد مبارك، وهو الأمر الذي جعل من الشعار الغالب في ثورة يناير "الشعب يريد إسقاط النظام" فهل ذهب كل ذلك سدي؟ وهل تم نسيان ذلك تماماً الآن؟

دوامة العنف والإنتقام

يري كثير من المراقبين أن سلوك الأجهزة الأمنية تجاه أنصار جماعة الإخوان لم يكن مبرراً لكن الإجراءات المتخذة ضد الإخوان المسلمين حتي الآن كفيلة بشل حركة الجماعة والتمهيد لنزع السلطة والشرعية عنها بشكل تدريجي.

ومن خلال عملية الإستنزاف تلك يعتمد جنرالات الجيش المصري علي الإعلام المصري والذي كان دائماً ما يتبني رواية مفادها أن غضب 30 مليون مصري يحمل من المشروعية ما يكفي لإسقاط مرسي لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا إذن تستخدمون البنادق إذا كان نزع الشرعية عن مرسي ممكناً بطرق غير قاتلة ؟ هل فرض قانون الطوارئ هو إنجاز لتلك الثورة المزعومة؟

هذه الأسئلة سيهتم بالإجابة عليها المؤخون ونأمل أن يهتم بالإجابة عليها القضاء أيضاً.

من جهة أخري يبدو عبد الفتاح السيسي والذي يعظ دائماً عن الوحدة الوطنية ويرى في نفسه شبيهاً لعبد الناصر يبدو غير مستعد لتقديم تنازلات ويري فيه الكثيرون ضامناً لاستقرار البلاد نظراً لأن حماة النظام في مصر يرون في الجيش قوة إيجابية وقفت قبل عامين ونصف في صف الشعب في صراعه حول الشرعية.

المزعج مع تصاعد العنف هو أنه سيولد حالة من الرغبة في الثأر والانتقام لكن الثأر ممن؟ من الشرطة أم الجيش أم من الإسرائيليين أم من الأقباط ؟

وفي ظل كل هذه التطورات بدأت بعض مجموعات ثوار يناير تفيق وتدرك لعبة العسكر الشريرة، لكن أصوات هؤلاء الشباب تحارب الآن لكي تجد من يسمعها فأصواتهم ودعواتهم لإنقاذ الثورة تستحق كامل الدعم والتأييد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023