شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

محاكمة أم نزهة على شواطئ “شرم”؟! ـ شعبان عبد الرحمن

محاكمة أم نزهة على شواطئ “شرم”؟! ـ شعبان عبد الرحمن
  في المحاكمة الأولى بينما كانت ثورة 25 يناير ساخنة دخل مبارك القفص...
 

في المحاكمة الأولى بينما كانت ثورة 25 يناير ساخنة دخل مبارك القفص ممددا على سرير، ونظارته السوداء تغطي وجهه، وصوته المتهدج يخرج بصعوبة كحشرجة الموت، وابنه الأكبر علاء وقف حائلا دون تصوير الكاميرات لوالده وممسكا بمصحف كبير أشبه بمصحف صدام حسين، بينما توالت تسريبات أذرع السيسي الإعلامية (إعلام العار) تحاول الضحك على الشعب المصري بأن الرجل يشرف على الموت.

وتغير الحال قليلا قبل الانقلاب الدموي بأسابيع قليلة، مما أنبأ بأن شيئا غادرا في الطريق، فعادت الروح بقدرة قادر لمبارك وعلت وجهه ابتسامة عريضة وهو يحيي رجاله، رجال الدولة العميقة داخل المحكمة، حيث تسارعت وتيرة الإفراجات والبراآت لرجاله خلف القضبان والتي علق عليها الرئيس المخطوف د. محمد مرسي بالقول: لم يبق إلا أن يعطوهم مكافآت!.

واليوم، وبعد الانقلاب بأكثر من مائة يوم تسير القضية نحو الإغلاق على مزاج مبارك بنفس طريقة إغلاق القضية الفلسطينية اليوم علي مزاج الصهاينة.

الرئيس المجرم اعتدل في جلسته وكأنه جالس على شاطئ شرم الشيخ وتعلو وجهه انفراجة كبيرة، والنظارة السوداء إما غير موجودة أو تبدلت لنظارة أقل سوادا، وولداه بديا في استرخاء وثقة فرحين بالسيد الوالد الذي أدار معركة العودة عبر أذرعه الداخلية والإقليمية والدولية.

الجلسات سرية والشهود من رجال مخابراته، القفص ملاكي، والطائرة ملاكي، والحرس ملاكي، ولم يتوقف عن التحية العسكرية له، والأمور تسير إلى حكم ربما يقدم لمبارك الفاسد القاتل وعصره شهادة النزاهة والبراءة، لتكون الخطوة التالية تكريمه في احتفال دولي برعاية أوباما وأزلامه في المنطقة، وعندها سيخرج جمال وعلاء ومبارك وكل العائلة ألسنتهم للشعب المصري، وبالطبع لكل الشهداء.

هذه مصر بعد انقلاب عسكري دموي، القتلة والمفسدون والبلطجية والمجرمون باتوا علي سطح المجتمع المصري، والمظلوم والمغدور والشريف والمكافح إما تحت أطباق الثرى شهيدا أو على سرير المرض جريحا، أو خلف قضبان الانقلاب معتقلا، أو في شوارع البلاد وأزقتها متظاهرا دفاعا عن صوته الانتخابي الذي سُرق وحلمه الذي ضاع.

هو سجال إذًا بين نظام يحمل كل جراثيم الأنظمة المجرمة، وشعب يأبى إلا الحرية. ولم يحدثنا التاريخ يوما عن شعب انتفض وصمد وعاد بغير حريته .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023