شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل يتكرر سيناريو انكسار الشرطة؟!

هل يتكرر سيناريو انكسار الشرطة؟!
  على مدارشهر تقريباً لاحظتُ أن تعامُل المتظاهرين - الشباب خصوصاً...
 

على مدارشهر تقريباً لاحظتُ أن تعامُل المتظاهرين – الشباب خصوصاً – ضد سلطة  الانقلاب اختلف من السلمية المطلقة وتلقى الاعتداءات واحدا تلو الآخر وسقوط قتلى ومصابين بالعشرات والمئات، إلى التصدّي النسبى لبعض الاعتداءات من جانب بلطجية تساندهم قوات الشرطة أو التصدى للاعتداءات بإعادة قذف قنابل الغاز المطلقة عليهم تجاه الشرطة أو إلقاء مولوتوف على سيارات الشرطة التى تعتدى عليهم.

هذا التحول فى المواجهة من صمت المتظاهرين على تلقي الاعتداءات العنيفة، انعكس على تحول مماثل فى سلوك قوات الشرطة والبلطجية تمثل فى تكثيف الاعتداءات من جهة، والهرب من المواجهات من جهة ثانية خاصة بعد صمود الطلاب فى أكثر من موقع بالرغم القوة غيرالمتكافئة مع الشرطة، وظهور طلاب يشمون قنابل الغاز المسيل للدموع ويقولون إنهم أدمنوها!.

وبات من الطبيعى فى مظاهرات الأسبوعين الماضيين أن نشاهد الشرطة تمارس أقصى درجات العنف وتقتل وتعتقل متظاهرين وطلابا، ولكنها تنسحب فى النهاية منهارة فى ظل ضغط متواصل عليها منذ ستة أشهر لتحميل سلطة الانقلاب لها مسئولية مواجهة الثورة المتصاعدة، وتوقع كثير من المراقبين لحالة انكسار جديدة للشرطة كما حدث عقب 28 يناير 2011، لأنها عادت لنفس السياسة الباطشة.

فى ضوء هذا جاء التقرير الذى نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم 17 ديسمبر الجارى ليؤكد أن حالة الخوف التى بات يعيشها أفراد الشرطة المصرية والأعباء الهائلة عليهم بسبب فشل حكومة الانقلاب فى التوصل لاتفاق سياسى يهدئ الشارع وينذر بما هو أسوأ كانهيار الشرطة مجددا كما حدث فى ثورة 25 يناير.

وقالت الصحيفة اﻷمريكية فى تقرير بعنوان: (الشرطة المصرية تختبر شعورا جديدا هو الخوف فى ظل الضغط المتصاعد عليها) As Pressure Builds, Egypt’s Police Experience a New Feeling: Fear، إن هناك دلائل عديدة على انهيار معنويات ضباط وأفراد الشرطة فى ظل استمرار المظاهرات اليومية وخاصة التى ينظمها طلاب الجامعات والتى مثلت ضغطًا نفسيًّا على أفراد الشرطة فى ظل صمود الطلاب لساعات طويلة أمام الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش.

الصحيفة قالت إن مظاهرات جامعة القاهرة والأزهر المستمرة تمكنت من هزيمة الشرطة نفسيًّا لدرجة أن أحد الضباط وصف الطلاب بأنهم “فتوات” وأكد أنه لن يعود مجددًا لمواجهة الطلاب، وأن هناك شعورًا متصاعدًا لدى أفراد الشرطة بأن سلطات الانقلاب وحكومة الببلاوى تعتمد عليهم بشكل كامل فى مواجهات سياسية مع خصومها، مؤكدين صعوبة تطبيق قانون التظاهر بالقوة.

ونقلت عن مسئولين كبار فى الشرطة أن الضغط المستمر على الجهاز سواء عبر المظاهرات أو الهجمات الصامدة تسبب فى تصاعد الشعور بالخوف لدى أفراد الشرطة، لدرجة أن فقدان أيّ من الضباط أصبح فى الوقت الراهن أمرًا عاديا بعد إقحام الشرطة فى مواجهات سياسية.

وتحدثت الصحيفة عن قلق أفراد الشرطة على أنفسهم وعائلاتهم بعد تورط الجيش والشرطة فى قتل المئات بالشوارع بعد الانقلاب العسكرى، ونقلت عن أحد الضباط شكواه من حجم المعاناة النفسية التى تواجههم وأسرهم بعد تورط الشرطة فى قتل المتظاهرين، مشيرًا إلى أن الطلاب قالوا لابنه فى المدرسة إن أباك قاتل، مع أنه لم يطلق رصاصة واحدة من بندقيته، لأن زملاءه الضباط قتلوا الكثير من الشعب.

نيويورك تايمز قالت إن قوات الشرطة منيت بالهزيمة فى عدة مواجهات أخيرة مع المظاهرات ومع الطلاب وهناك قلق بين الضباط خصوصا مع مقتل 150 منهم منذ منتصف شهر أغسطس الماضى فقط، والتى أثرت على الروح المعنوية للشرطة.

السؤال هو: هل نحن مقبولون على انهيار ثان للشرطة كما جرى فى ثورة 25 يناير؟ وهل الانسحاب التدريجى الحالى لقوات الجيش من الشارع مقدمة لتحميل الشرطة المسئولية وحدها ونزول الجيش بكثافة كما حدث عقب ثورة 25 يناير، رغم أن صورته تشوّهت بفعل مشاركته فى عمليات القمع والقتل؟
 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023