-أحد المؤشرات الاقتصادية المهمة سواء في قياس نجاح و تقدم الشركات أو حتى الدول هو (القيمة المضافة العامل) Value Added per Employed Worker
وهو مقياس لتطور الاقتصاد للدولة أو الشركة و مدى الإنتاجية للعاملين و المنظومة ككل و هو ما يؤدي بطبيعة الحال لارتفاع مستوى المعيشة ورفاهية الشعوب.
ويتم قياسها عن طريق قسم المخرجات (الناتج) على المدخلات (عدد العمال Xعدد ساعات العمل) كإحدى طرق القياس. و الناتج في حالة الدول هو إجمالي الناتج القومي GDPللدولة.
– في الشكل المرفق من الواضح أن دول شرق اّسيا و دول جنوب اّسيا هي أكثر دول حققت معدلات مرتفعة في هذا المؤشر و هي الدول المسماة بدول النمور الاسيوية و من الواضح ارتباط ارتفاع قيمة القيمة المضافة للعامل بارتفاع الأداء الاقتصادي لهذه الدول.
-تأتي بعد ذلك دول شرق أوروبا و وسط اّسيا و معها دول OECDو هي مجموعة تتألف من 34 دولة معظمها صاحبة أداء اقتصادي مرتفع (أمريكا الشمالية و أوروبا الغربية و أستراليا و اليابان و تركيا).
-العجيب أن مع هذه المجموعتين تأتي دول sub-Saharan Africa,و هي دول أفريقيا السمراء جنوب الصحراء الكبرى, و من الواضح أن القيمة المضافة زادت بصورة مطردة منذ بداية الألفية الثالثة لتصبح في نفس مستوى دول شرق أوروبا و دول ال OECD.
– تأتي الدول العربية في المؤخرة و بفارق بعيد و كأسوأ مستوى و أداء في العالم كله.
-النمو الاقتصادي في الدول العربية هو الأسوأ في العالم كله و باستثناء دول الخليج التي يعتمد اقتصادها بصفة كلية على تصدير النفط الخام فإن مستويات المعيشة في باقي العالم العربي منخفضة بشدة و اّخذة في الانخفاض و ليس العكس.
– وصفة النجاح لأي نظام منتخب يأتي في دول الثورات العربية هو الاهتمام بالاقتصاد و نموه وبتحسين المستوى المعيشي حتى يستطيع كسب تأييد ملايين الشباب الذين كانوا هم المحرك الأساسي للثورات في تلك الدول, وهي ذاتها خلطة النجاح التي استمد منها العملاق التركي (رجب طيب أردوجان) قوته و نجاحه في تثبيت الديمقراطية في بلد معروفة بالانقلابات العسكرية المؤيدة من الكتل العلمانية.
