شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صرخات واستغاثات آباء المعتقلين …مآسٍ وحياة تدمي القلوب

صرخات واستغاثات آباء المعتقلين …مآسٍ وحياة تدمي القلوب
  "أرجوكم إنها صرخة أب يرى ولده يحتضر أمام عينيه كل لحظة أملًا إما الحرية أو الشهادة"،...

 

"أرجوكم إنها صرخة أب يرى ولده يحتضر أمام عينيه كل لحظة أملًا إما الحرية أو الشهادة"، "نحن لسنا في بلد يراعي الحقوق الإنسانية أو تعنيه سلامة أغلي أبنائه"، "أبنائي محبوسون اصرخ أنا .. وهم ولا أحد يسمعنا ..نستغيث ولا مجيب ليس لنا سوى الله"، " أناشدكم واستحلفكم بالله وبحق الوطن من أم مكلومة فقدت أغلى ما عندها ابنتها الوحيدة، ولا تتحمل أن يصيبكم مكروه في صحتكم الغالية"، هي عبارات رددتها أسر وعائلات فرقت السجون بينهم وبين أولادهم أو أزواجهم أو أقاربهم بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس منتخب.

 

كلها رسائل نداء واستغاثة بعد أن امتلأت السجون بالمعارضين لحكم العسكر، وبالمحبوسين احتياطيا دون تهم مثبتة واضحة، لا لشيء إلا أنهم خرجوا في تظاهرات، واعتقلوا على إثرها، أو كتب عليهم الزمن أن يكونوا ورقة ضغط على ذويهم للتنازل أو التراجع خصوصا قيادات دعم الشرعية ورفض الانقلاب.

 

فبعد اعتقال الفتيات وتعذيبهن، واعتقال المعارضين من الأطفال أقل من 18عاما، وتجاهل مطالب المضربين عن الطعام في السجون؛ ليس أمام أهالي هؤلاء الشباب المعتقلين والأطفال والفتيات سوى توجيه الاستغاثات من حين لآخر علها تجدي أو تلاقي صدى.

 

ولم استغاثة الدكتور صلاح سلطان الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية للعلماء وللسلطة وللمسئولين لإنقاذ ابنه الذي يحتضر بسبب إضراب دام أكثر من 75 يوما في سجون الانقلاب الأولى، ولن تكون الأخيرة وسط قمع سلطة الانقلاب لمعارضيها.

 

استغاثة

 

فقد أطلق الدكتور صلاح سلطان، المعتقل في سجون الانقلاب العسكري أول أمس استغاثة لإنقاذ ابنه المضرب عن الطعام منذ ما يربو على 75 يوما بسبب اعتقاله التعسفي، وتلفيق التهم له وحبسه ظلمًا.

 

وقال سلطان في قصاصة ورقية مسربة من داخل السجن: "إلى أعلام الأمة وقادة الفكر وسادة الدول، وأصحاب القلوب الرحيمة في العالم كله إلى فضيلة العلامة القرضاوي، والرئيس أردوغان، والمفكر د محمد عمارة، والكاتب فهمي هويدي، والأستاذ محمد عبد القدوس، ود. سيف الدين عبد الفتاح، ود. هبة رؤوف، والدكتور عصمت سيف الدولة، والأستاذ محمد عثمان _مجمع فقهاء الهند_، ومحمد هادي رئيس مجلس النواب ببنجلاديش، ود. علي القرة داغي، وأغلو الأمين العالم لمنظمة التعاون الإسلامي، ود.المقريء الإدريس، وأ. راشد الغنوشي، وأ. سالم الشيخي ود.طارق السويدان، ود. محمد العريفي، ود.عائض القرني، ود. سليمان العودة، ود. طه العلواني، ود. طارق رمضان، ود. جمال بدوي، ود. سلطان أبو حيرة، ود. محمد العوضي، هيئات حقوق الإنسان. ولدي "محمد" يُغمى عليه كثيرًا بعد الإضراب الذي زاد عن (75) يومًا، نزل وزنه (45) كيلو وصار جلدًا على عظم هش، ويطلب الإفراج عنه من تلفيق تُهم لا دليل عليها".

 

معتقل من فراشه بعد عملية جراحية

 

وأضاف سلطان في رسالته متحدثا عن الانتهاكات التي حدثت ضد ابنه، أنه "ضُرب بالرصاص في رابعة يوم 14/8 فتهشم عظام ذراعه، واعتقل من بيتي وهو في السرير بعد عملية جراحية ومسامير في ذراعه، وعُذب وضُرب وأُهين في (6) سجون مصرية، والآن هو موجود في استقبال طره."

 

وواصل سلطان: "ومع الإهمال أُجريت له جراحة بدون بنج أو تخدير في الزنزانة؛ لنزع الحديد الذي يُزرق جلده نتيجة التعذيب."

 

وتابع "الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية": "كما يجدد حبسه منذ أكثر من سبعة أشهر دون أحراز أو أدلة، وأضرب عن الطعام منذ 26/1/2014 ولايزال دون تراجع في صمود مدهش أمام ظلم وصلف الأمن المصري، مضيفا وسقط مغشيًا عليه في حمام مستشفى ليمان طره، ولم يأت طبيب له إلا بعد 17 ساعة كاملة".

 

وقال سلطان: "حرموني من رؤيته وفقًا لقانون "لم الشمل" ومساواة مع علاء وجمال مع الرئيس المخلوع، ولم يجمعوني به إلا بعد أن أغشى عليه مرارًا، وطلبوا طلبًا محددًا أن أضغط عليه لينهي الإضراب".

 

صرخة أب

 

واستغاث سلطان رسالته قائلاً: "أرجوكم إنها صرخة أب يرى ولده يحتضر أمام عينيه كل لحظة أملًا إما الحرية أو الشهادة". واختتم بقول الشاعر: "ونفس الشريف لها غايتان بلوغ المنايا ونيل المنى، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا".

 

 بين "المؤسسة العقابية" و "برج العرب"

 

لم تتوقف المعاناة عند ذلك، فالدكتور محمد عماد أب لاثنين من المعتقلين هما “محمد” و”خالد”، حائر بين استغاثة الأول من مؤسسة كوم الدكة العقابية، واستغاثة الآخر من سجن برج العرب بالإسكندرية.

الأول يبلغ من العمر خمسة عشرة عاما من أطفال مؤسسة كوم الدكة العقابية الذين تم ترحيلهم إلى مؤسسة المرج العقابية بالقاهرة، وتم إعادتهم مرة أخرى واحتجازهم بمديرة أمن الإسكندرية بعد أن قام زملاءهم بالإسكندرية الإضراب عن الطعام اعتراضاً على ترحيلهم للمرج.

 

وروى الأب قصته في تصريحات صحفية تفاصيل اعتقال ابنه قائلا: "ابني قبض عليه بلطجية وسلموه لقوات الأمن أثناء عودته من درس يوم 3 يناير الماضي، كان لديه امتحان في اليوم التالي ولم يتمكن من حضوره".

 

وأضاف: "تم احتجازه بالمؤسسة العقابية بكوم الدكة بالإسكندرية إلى أن تم إبلاغ الأطفال بأنه سيتم ترحيل مجموعة منهم إلى مؤسسة المرج العقابية وهو ضمنهم. الأمر الذي رفضه الأطفال وتمسكوا ببقائهم جميعا في مؤسسة كوم الدكة، فردت قوات الأمن بالاعتداء عليهم بالضرب والرش بالمياه، وترحيلهم لمؤسسة المرج العقابية بالقوة".

 

اعتقل لنجدته امرأة!

 

وانتقل الأب إلى مأساة أخرى يعيشها ابنه في سجن برج العرب، قائلا: "ابني الثاني خالد طالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، اعتقل يوم 16 مارس الماضي، أثناء توجهه معي وبعض أسر الأطفال المعتقلين بمؤسسة كوم الدكة العقابية إلى مبنى مديرية أمن الإسكندرية للاحتجاج على ترحيل أخيه وباقي زملائه إلى مؤسسة المرج.

 

وقامت حينها قوات الأمن بالاعتداء علينا بالضرب ورشنا بالمياه، وفُوجئ ابني بأن أحد أفراد الأمن يقوم بالاعتداء بالضرب على إحدى أمهات الأطفال فقام بالاعتراض على هذا الفعل المخزي، فإذا بالضابط يصوب سلاحه في وجهه أمام أخته فصرخا وهربا فتتبعتهم قوات الأمن، وتم اعتقاله وتلفيق تهم له، منها الاعتداء على قوات الأمن، ومقاومة السلطات، والانتماء لجماعة إرهابية".

 

انتشار الأمراض

 

وأوضح الأب أنه قابل مع مجموعة من أباء وأمهات أطفال كوم الدكة المعتقلين المحامي العام، وتحدثوا معه عن تدهور صحة الأطفال وانتشار الأمراض الجلدية والغدة النكافية بينهم، ومدى خطورة هذا المرض وانتشاره السريع، وطالبوه بالتدخل لإنقاذهم، فطلب منهم كتابة شكوى لرئيس النيابة ففعلوا ولم يجدوا استجابة".

 

واختتم حديثه: "مائة يوم وأبنائي محبوسين .. أصرخ أنا وهم ولا أحد يسمعنا ..نستغيث ولا مجيب ليس لنا سوى الله".

 

مناشدات بوقف الإضراب

 

ورغم تمسك المعتقلين بحقهم في الإضراب، إلا أن هناك مناشدات تطاليهم بتحويل الإضراب لجزئي حفاظا على سلامتهم في ظل سلطات الانقلاب التي لا تهتم بهم.

 

ففي مطلع أبريل الجاري ناشدت الدكتورة سناء البلتاجي، زوجة القيادي بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي، الشباب المعتقلين المضربين كليا عن الطعام، بتحويل إضرابهم إلى جزئي.

 

وقالت "البلتاجي": في تصريحات صحفية: "إلى أبنائي وإخواني في سجون مصر المختلفة المضربين عن الطعام إضراب كلي، أناشدكم واستحلفكم بالله وبحق الوطن من أم مكلومة فقدت أغلى ما عندها ابنتها الوحيدة ولا تتحمل أن يصيبكم مكروه في صحتكم الغالية، أناشدكم حفاظًا على حياتكم الغالية علينا أنتم من ستبنون مصر ومن غيركم، مصر في حاجة إليكم أنتم سواعدها التي تستكمل مسيرة الثورة بعد زوال الانقلاب وسينكسر قريبًا لأن الله لا يرضي بالظلم".

 

"بلد لا يراعي الحقوق الإنسانية"

 

وناشدت "البلتاجي" الشباب المضرب عن الطعام في المعتقلات بأن يحولوا إضرابهم الكلي إلى جزئي حفاظا على حياتهم، مضيفة: "نحن لسنا في بلد يراعي الحقوق الإنسانية أو تعنيه سلامة أغلى أبنائه، أناشدكم بالله أن تستجيبوا لندائي هذا".

كان المئات من المعتقلين السياسيين قد أعلنوا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على المعاملة السيئة لهم من قبل سلطات السجون بالمعتقلات المصرية.

 

رابطة دفاع

 

وفي17 أبريل الجاري دشنت أمهات أكثر من 40 طفل في سجون الانقلاب بالدقهلية رابطة للدفاع عن أبناءهن، منددات بما يحدث لهم داخل السجون من تعذيب وصعق بالكهرباء وحرمان من كل حقوقهم، وأكدت الأمهات أن كل الخيارات مفتوحة للدفاع عن أبناءهن وتصعيد قضيتهم.

 

مذابح للمعتقلين

 

وقد حذرت حركات ثورية في مطلع يناير الماضي في بيان لها من أن هناك مذابح جماعية واعتداءات من قوات خاصة يرتدون زي الصاعقة وقوات الأمن المركزي على المعتقلين في العديد من السجون المصرية، بعدما أقدم المئات -خاصة الطلاب المعتقلين- على الاحتجاج والإضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف الاعتقال السيئة في زنزانات جماعية يوضع بها أضعاف ما تستوعبه.

 

وكشف معتقلون وحقوقيون أن مذبحة جرت داخل زنزانة رقم 1 وزنزانة رقم 2 بسجن الحضرة بالإسكندرية بقيادة العميد «محمد أحمد حسن أبو رية» مأمور السجن والرائد «شريف شلبي»، ضد مجموعة من الطلبة المعتقلين الوافدين من سجن برج العرب (الغرينيات) بصفة مؤقتة لأداء الامتحانات.

 

حيث قامت تشكيلات من الأمن المركزي بفتح الزنزانتين المسجون بأحدها 16 شابا في مساحة 4×4 أمتار، و30 شابا معتقلا في زنزانة أخرى وتمت ضربهم بكعوب الرشاشات والعصى والشوم، ما تسبب في إصابتهم بكسور وجروح في معظم أنحاء الجسم، كما سرقوا متعلقاتهم.

 

ورفضت إدارة السجن السماح لهم بالعلاج رغم وجود 3 إصابات في حالة خطيرة لإصابتهم بجروح في الرأس وهم ينزفون.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023