احتفلت صحيفة يديعوت بمقالتها الافتتاحية بـ " المستبدّين العرب"؛ أمثال بشار والسيسي والملك عبد الله الثاني، مؤكدة أنّهم خير لـ "إسرائيل"، من الربيع العربي والديمقراطية والحرية، على حد وصفها.
وقالت الصحفية الصهيونية سمدار بيري في افتتاحية الصحيفة إن هذا ليس زمن حسن النية، وعلى إسرائيل أن تصوت "باسم المصلحة الأنانية" لبشار وأن تؤيد السيسي وأن تبذل جهدا لتبقى الأسرة المالكة الأردنية، على حد وصفها.
وأضافت بيري "لن نعوق المستبدين العرب عن إطعام الجماهير، وتجنيد المستثمرين وإنشاء المصانع، وأن يطرحوا في السجون كل من أرادوا".
وفي معرض تعليقها على موقف واشنطن من الحرية والديمقراطية قالت بيري "لتضرب واشنطن رأسها بالحائط"؛ مؤكدة أنّ "إسرائيل لا تملك ترف المغامرة، وبقاء المستبدين خير لها".
وحول انتخابات الرئاسة المصرية التي ستجري غدا، الاثنين، أكدت بيري أنّه "إذا لم تحدث مفاجآت في انتخابات مصر حادة فسيكون رجل مصر القوي المشير السيسي هو الرئيس".
وأشارت إلى انتخابات الرئاسة بسوريا، قائلة "في الأسبوع التالي ستحين نوبة الفوز الكاسح في سوريا. فبعد أن نظم بشار الأسد لنفسه منافسين مجهولين وأخذ بالقوة حق التصويت من ستة ملايين لاجئ الذين هربوا منه، سيكون الرئيس للمرة الثالثة، ومن المؤكد أن بشار سيفوز وبعد ذلك سيقول للسوريين أنا (ربكم الأعلى)".
ورفضت بيري بحسب ما ذكره موقع "عربي 21" الانتقادات الموجهة لـ "نتنياهو" بأنّه يدعم الطغاة العرب ولا يريد سواهم. ودعمت توجهاته السياسية بتساؤل استنكاري "ما الذي يهمنا نحن الديمقراطيين من الربيع العربي والمظاهرات والأزمة الاقتصادية الفظيعة واللاجئين والعمليات؟".
وأكدت أن وجود الحكام المستبدين خير لنا. وإن نظرة إلى دول العالم العربي الـ 22 تمنحنا شعورا بأن وجود رئيس ذي قبضة حديدية يمسك بالأجهزة الأمنية وبالجيش أجدى علينا. وكل مغامرة أخرى باسم حرية التعبير وحقوق الإنسان ستتسبب لإسرائيل بمشاكل هي في غنى عنها، والحديث للكاتبة.
وسلطت بيري الضوء على تصريحات السيسي التي قال فيها "ليس هذا وقت الحلم بالديمقراطية". وعلقت عليه بالقول "السيسي سيبني الدولة والاقتصاد والاستثمارات والسياحة ويصفي الحساب مع الإسلاميين قبل ذلك، ويكافح الإرهاب بسيناء. فهنيئا مريئا لإسرائيل".
وأبدت الكاتبة خشيتها من أن "ثلثي مواطني الدول العربية المجاورة بما فيها مصر وسوريا ولبنان والأردن والسعودية والمغرب وتونس والعراق، هم شباب بسن الثلاثين. والجزء الأكبر منهم عاطلون عن العمل ومصابون بخيبة أمل، ولا تحسب السلطة لهم حسابا إلا حينما يخرجون للتظاهر عليها. ولا صلة لنا بهم".
وشددت على أنه ليس هناك لإسرائيل أي مصلحة في التواصل مع هذه الفئة من الشباب؛ مؤكدة أن بقاء هؤلاء محاصرين بـ "التغريد على شبكات التواصل الاجتماعي، ومدوناتهم الجذابة جدا"؛ بل إن مصلحة إسرائيل بالتواصل، سواء تحت الطاولة أو فوقها، مع المستبدين العرب فقط.