أطلق نشطاء مصريون، معارضون للانقلاب، اليوم السبت "ميثاق شرف أخلاقي"، يهدف إلى تجميع قوى سياسية وحزبية مؤيدة لثورة "25 يناير" التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك، وجاء إطلاق ميثاق الشرف، بعد ما تم تسميته "إعلان القاهرة" نهاية الشهر الماضي، وتشكل عنه أمانة للحوار والتنسيق بين التيارات السياسية والفكرية المعارضة لانقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.
وتضمن الميثاق الدعوة لاستعادة الثقة المتبادلة والشاملة بين الثوار، واعتماد الحوار أساسا في العلاقة، وقال الميثاق في مقدمته "لكل منا روايته للأحداث، ورؤيته للتواريخ الملتبسة، وقد اتضح أن غالبية الروايات غير دقيقة، وأن خطط أجهزة التخابر نجحت في إشعال الفتن بين الجميع".
وأشار إلى أن "من استبعد الآخرين فقد استبعد نفسه، ومن استوعب الآخرين فقد استوعب لوطنه".
وأشار "ميثاق الشرف" إلى أن رفقاء الأمس في ثورة "25 يناير" يحتاجون إلى استلهام تلك الروح (روح ميدان التحرير) بعيدا عن التحيز للأفكار والجماعات والأحزاب، أو الانحباس في المواقف المسبقة.
وشدد الميثاق على رفض "التكذيب والتخوين وسرقة الثورة أو عقد الصفقات السرية أو عدم الشفافية، أو الاستحواذ على السلطة أو المناكفة أو المكايدة السياسية أو انتهاج العنف أو تبريره، كل تلك الأمراض نرفضها، ونقاومها، ولا نسمح بها أسلوبا للتعامل بيننا".
وقال الموقعون على الميثاق إنهم سيعملون على "استعادة الثقة المتبادلة والشاملة بين الثوار، إضافة إلى ترسيخ "التعددية كمبدأ وقيمة"، وتمكين الشباب، وحل الرؤى المختلفة بين كل فصيل "والأصل والميزان هو المصلحة الوطنية العليا"، كما شدد الميثاق على ضرورة رفض كل "دعوات العنصرية والطائفية والتمييز الطبقي".
وأوضح الميثاق أنه سيصار إلى تشكيل أمانة لمتابعة الخطاب المتبادل بين هذه القوى، إضافة إلى تشكيل فريق تصالح من الشخصيات المتوافق عليها، لحل أي خلافات ممكن أن تطرأ.
وفي السياق ذاته، أعلن نشطاء ليبراليون ويساريون مصريون، في مؤتمر مُسجل عقدوه، أمس الجمعة، في منزل السفير إبراهيم يسري، أحد الموقعين على بيان القاهرة، عن استجابتهم لدعوة الاصطفاف الوطني التي دعا إليها بيان القاهرة. وقال الناشط اليساري وليد عبد الرؤوف، أحد المشاركين في المؤتمر، في تصريحات صحافية، إنّهم مستعدون للعمل مع كل شباب ثورة 25 يناير، من أجل استعادة مكتسباتها الضائعة، وتحقيق أهدافها.
وأضاف أن "هدف النشطاء توحيد الصف الثوري، واستعادة الثورة، والتعاون مع كل من ضحى وبذل دماء في سبيل استكمالها؛ وعدم التفرقة في هذا الصدد بين الإسلاميين أو اليساريين أو الليبراليين"، مطالباً الجميع بالسعي والتحرك لإزالة كل أسباب الفُرقة والخلاف.
بدوره، قال أبرز الموقعين على البيان إبراهيم يسري في تصريحات صحافية، إن "إعلان عدد من شباب الثورة انضمامهم للبيان، واستجابتهم لدعوات رأب الصدع، بادرة طيبة وردة فعل إيجابية على مبادرتنا".
وأضاف أن البيان "يجمع كل من يؤمن بثورة يناير وأهدافها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، وأن هناك يساريين وعلمانيين بعضهم شارك في التظاهرات المناوئة للإسلاميين، وراجعوا مواقفهم".
من جانبه، قال أحمد الإسكندراني، المتحدث الرسمي باسم حزب البناء والتنمية، إن الحزب يدرس ميثاق الشرف الأخلاقي، الذي طرحته مبادرة "إعلان القاهرة".
وأعرب عن ترحيب الحزب بجميع الخطوات التي من شأنها حل الخلافات وإعادة الثقة بين شركاء ثورة يناير الذين لم يعد خافيًا على أيٍ منهم كيف استفادت الثورة المضادة من تفرقهم وأشغلتهم بالخلافات فيما بينهم وكيف وظفت ذلك في الالتفاف على أهداف ثورة يناير.
فيما قال السفير إبراهيم يسرى رئيس جبهة الضمير، إن أبرز بنود ميثاق الشرف التي يتضمنها إعلان القاهرة هو عدم إقصاء أحد والإيمان بأهداف ثورة 25 يناير، ورفض كل دعوات العنصرية والعنف والإهانة والشيطنة والتشويه، وقبول الجميع في هذا الإعلان سواء كان مستقلا أو كان ينتمي لحزب شرط عدم فرض توجهات حزبه داخل الإعلان.
وأضاف يسرى في، تصريحات صحافية، أن الإعلان شكل لجنة للتنسيق والحوار تضم 15 شابا ممن شاركوا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، لبدء الحوار مع القوى السياسية، مشيرا إلى أن الإعلان يقبل جميع التوجهات والتيارات.
وفي الصعيد ذاته، رحب حزب “غد الثورة” بميثاق الشرف الأخلاقي الذي أعلنته بعض القوي الثورية، واصفا إياها بـ "الخطوة الهامة في استعادة وحدة الثورة".
وقال الحزب من خلال تغريده نشرت على صفحة مؤسسه الدكتور أيمن نور بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "حزب غد الثورة: ميثاق الشرف أخلاقي خطوة هامة في استعادة وحدة الثورة وبناء كيان موحد يناط به الدفاع عن ثورة يناير ومكتسباتها".
وعلى صعيد متصل، قال الشاعر عبد الرحمن يوسف، إن ميثاق الشرف الأخلاقي الذي طرحه بيان القاهرة يحاول أن يجمع صفوف ثوار الـ 25 من يناير، وأن يمكن الشباب من صدارة الصفوف الاولي وقيادة المرحلة الحالية.
وقال يوسف، على قناة الجزيرة أنهم سيواصلون جمع صفوف ثوار 25 يناير، وتقديم الشباب إلى الصفوف الأولي، وأنهم سيكونون في الصف الثاني والثالث والرابع وما تلا ذلك.
مؤكداً أن الشباب هو الذي سيكون له الصدارة وسيقود هذه القاطرة وسوف يحركها حتى تصل إلى سدرة منتهى الحرية.