شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العرقسوس مشروب الحر يتألق فى رمضان

العرقسوس مشروب الحر يتألق فى رمضان
"ساقع وجميل ياعرقسوس " ، شفا وخمير ياعرقسوس " ، "اشرب واتهني ياعطشان"، ومع رنين الصاجات وبتلك...

"ساقع وجميل ياعرقسوس " ، شفا وخمير ياعرقسوس " ، "اشرب واتهني ياعطشان"، ومع رنين الصاجات وبتلك النداءات يلفت الأنظار، خاصة مع وجود درجات حرارة عالية ، ويتزامن الوقت مع شهر رمضان الكريم ، والذى يعتبر هو الموسم الرئيسي لبائعى العرقسوس ، حيث يأتي العرقسوس على قائمة المشروبات الرمضانية فهو مشروب له فوائد عديدة ومتعددة.

 

"عرقسوس" هي كلمة عربية الأصل تتكون من مقطعين، الأول عرق بمعنى جذر، وسوس بمعنى متأصل، فالكلمة تعني امتداد جذور النبات في الأرض، وتعني في بعض اللغات الأخرى الخشب الحلو.

والسوس عبارة عن نبات معمر من فصيلة البقولية ويطلق على جذوره عرقسوس أو أصل السوس، وهو مشهور في البلاد العربية منذ أقدم العصور وينبت في الأرض البرية حول حوض البحر الأبيض المتوسط.

 

وهذا النبات له قيمة علاجية عالية وقد عرفه البابليون منذ أكثر من أربعة آلاف سنة كعنصر مقوٍ للمناعة، كما عرفه المصريون القدماء وكان يقتصر استخدامه وشرابه على الملوك الفراعنة، وساد الاعتقاد أنه يطرد الشيطان من الجسد ويزيل الآلام والمتاعب النفسية.

وعرف قدماء العرب هذا النبات حيث ورد وصفه في كثير من المراجع القديمة، كما يعتقد أن منقوعه المخمر يفيد في حالات القيء والتهيج المعدي، ويقول عنه ابن سينا في القانون: «إن عصارته تنفع في الجروح وهو يلين قصبة الرئة والحلق، وينقي الصوت ويسكن العطش وينفع في التهاب المعدة والأمعاء وحرقة البول»، وقال عنه ابن البيطار في كتبه: أنفع من نبات العرقسوس عصارة أصله، وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل، لذلك صارت تنفع الخشونة الحادثة في المريء والمثانة، وهي تصلح لخشونة قصبة الرئة إذا وضعت تحت اللسان.

وبائع العرقسوس مهنة موجودة في مصر منذ عشرات السنين ، يتميز بشكل ادواته وطريقة نداءة ،فأدواته المميزة وهو الإبريق الزجاجي أو النحاسي كبير الحجم الذي صنع خصيصا ليحافظ على برودة العرقسوس طوال اليوم، ويحمله بواسطة حزام جلدي عريض يحيط بالخصر ويتدلى منه إناء صغير للأكواب، بينما يمسك بيده اليمنى صاجين من النحاس يصدران صوتا مميزا ويحمل في يده اليسرى إبريقا بلاستيكيا صغيرا مملوءا بالماء لغسل الأكواب الزجاجية الناصعة النظافة، وقد يرتدي بائع العرقسوس طربوشا فوق رأسه للفت الأنظار إليه ودلالة على اعتنائه بنفسه.

ويقول عم جابر بائع عرقسوس : أنه يشتغل بتلك المهنة التى لا يدفع لها ضرائب ولا يحتاج إلى محل يدفع إيجاره ، منذ أكثر من 25 عاماً ، موضحاً أنه يصنع العرقسوس والخروب بنفسه في المنزل ويحضر مئات من مكعبات التلج ، التى تميز مشروب العرقسوس ".


وأضاف عم جابر الذى يبلغ من العمر 60 عاماً ولديه من الأولاد 6 : أنه يحب المهنة ، ويأخذ ابنه معه دائماً أثناء بيعه ، مؤكداً أن دخله -بالرغم من قلته- ، يكفيه وأسرته ، ولم يفكر خلال سنوات عمله بالمهنة أن يغيرها .

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023