بدأ جيش الاحتلال الصهيوني، منذ قليل، في تنفيذ عملية عسكرية برية داخل قطاع "غزة"، كما تم تكثيف القصف الجوي والبري والبحري، بالإضافة إلى سماع صافرات الإنذار في "عسقلان"، وأنباء عن مقتل إسرائيلي إثر سقوط صاروخ، ويعد ذلك أولى أغراض مبادرة قائد الانقلاب العسكري "عبدالفتاح السيسي"، الذي وضعها بشروط تعجيزية لـ"حماس"، كي ترفضها وهو الأمر المعروف مسبقًا ليكون ذلك الرفض أحد أسباب العملية البرية.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أكدت رفضها الرسمي للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع "غزة" بين "إسرائيل" والمقاومة، حيث اعتبرت أنها تخدم الاحتلال في المقام الأول.
"سامي أبو زهري"، الناطق الرسمي باسم "حماس"، قال في تصريحٍ صحفيٍ بثته وسائل الإعلام الدولية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتانياهو"، يحاول أن "يصنع مجده بتدمير غزة"، ومواصلته الخراب والتدمير والعدوان في حق الفلسطينيين، مشيرا أن "حماس لا تخيفها تهديدات الاحتلال".
من جانبها قالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، إن المبادرة المصرية تمثل "ركوعٍ وخنوع"، وأضافت "لم تتوجه إلينا في الكتائب أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في هذه المبادرة المزعومة".
وأضافت "إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخنوع، نرفضها نحن في كتائب القسام جملةً وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به".
وأكدت الكتائب أن معركتها مع العدو مستمرة وستزداد ضراوة وشدة، وسنكون الأوفياء لدماء شهداء معركة "العصف المأكول"، الأبرياء وكافة شهداء شعبنا، متعهدةً للشعب الفلسطيني "أن هذه الدماء والتضحيات لن تضيع سدى، ولن يجهضها أحد كائنًا من كان في هذا العالم".
وفور خروج المبادرة المصرية إلى النور، والتي اعتبرتها فصائل المقاومة ركوع وخنوع، بدأ الدعم الدولي لهذه المبادرة حتى من الاحتلال الصهيوني، الذي أصبح يحاول بكل الطرق وقف هذه الحرب لوقف النزيف المعنوي والاقتصادي والسخط الشعبي الداخلي عليه بسبب صواريخ المقاومة.
ويعقد المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون الأمنية (الكابينيت) جلسة صباح اليوم لبحث المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وأعلن مسؤول صهيوني أن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" يقبل المبادرة المصرية وسيطرحها على المجلس للتصويت.
وبدأ الكيان الصهيوني منذ الإعلان عن المبادرة تسويقها لجمهوره، واعتبرتها "إنجازًا"، وتحدث أكثر من مسؤول عن إنجازات العدوان على "غزة" وما حققه، وعن الأضرار التي أوقعتها لفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقالت مصادر إستخبارية إسرائيلية لموقع "ديبكا"، أن "عبد الفتاح السيسي" يقوم بدفع "إسرائيل" لشن عملية عسكرية موسعة ضد قطاع "غزة"، كشرط للتعاون مع "تل أبيب" بشكل أكبر، انطلاقًا من اعتباره حركة "حماس" ذراعا فلسطينيًا لأعدائه في الداخل (الإخوان المسلمين).
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على أن مبادرة الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية، التي تقودها حماس، ما كانت القاهرة لتعلن عن هذه المبادرة رسميًا لولا موافقة "إسرائيل" عليها بشكل مبدئي.
