شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دعاة الكفر بالعدالة – عادل عمارة

دعاة الكفر بالعدالة – عادل عمارة
لست بعالم دين؛ لا أعرف الكثير في علم التفسير و الحديث والجرح والتعديل ولا لي باع في الفقة المقارن ولا خطيبا مفوها علي المنابر...

لست بعالم دين؛ لا أعرف الكثير في علم التفسير و الحديث والجرح والتعديل ولا لي باع في الفقة المقارن ولا خطيبا مفوها علي المنابر وربما لن أكون كذلك. ولكنني أزعم أن كل من يحمل هذا العلم لا يمكنه خداعي بما يقول إذا فتنته الدنيا ومال عليها. أنا أتكلم كمواطن مصري مؤمن بالإسلام كدين وإطار فكري جامع.


علمنا من سنوات العمر ومن الكتب الكثيرة ومن أقوال العلماء أن العدالة هي القيمة الحاكمة في الإسلام وعلي الجميع حينما يتكلمون أو يطلقون الأحكام أن يضعوا هذه الكلمة أمامهم "العدالة هي القيمة الحاكمة". ومن ير في حكمه أو فتواه ما يخالف ذلك فعليه فورا أن يمزقها ويقذفها في أقرب سلة مهملات.


يطل علينا بين الحين والأخر من يطلق من الكلمات والفتاوي ما نعجب منه وليس العجب فقط ولكن يصل بنا الحال أحيانا إلي الاشمئزاز من الكلمات ومحتواها والكل يغني علي لحن واحد وهو لحن الفتنة ؛ ألا في الفتنة هم سقطوا. إن الفتنه هم والعار هم.


إن الإسلام الذي نعرفه هو دين الكرامة والعزة وليس دين الخانعين والمنكسرين وبائعي الأعراض .عندما نتحدث عن الحاكم الظالم فهناك مستويات متعددة لهذا الظلم فمعني الظلم لغة هو تجاوز الحد ووضع الأمر في غير موضعه ومعناه اصطلاحا التعدي من الحق إلي الباطل. والحاكم هو بشر يصيب ويخطئ وهناك مساحة مقبولة من التعدي باعتباره بشر معرض للخطأ ومعرض للميل والافتخار وتلك مساحة يمكن قبولها أما ما تجاوز ذلك من أن يصبح الظلم مؤسسيا وقاطرة الحكم وأصلها فلا طاعه له بل إن الواجب هو مقاومة الظلم المتجذر في منظومة الحكم بلا تراجع والنضال بكل الأدوات للعودة إلي أصل الحكم الإسلامي وهو العدالة مهما كان الثمن. ويقول العلماء في تفسير " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" أن طاعة الله والرسول طاعة استقلال أما طاعة أولي الأمر فطاعة تبع فلا طاعة لهم في مخالفة الله ورسوله.


عندما تغتصب الفتيات وتنتهك الأعراض ويحرق الناس في الشوارع ويأتي أحد ويقول أطع الحاكم ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك ويستشهد بنص حديث شريف لكي يقنعنا بضرورة قبول الاغتصاب والحرق والقتل فعلينا أن نتوقف ونسأل


هل الإسلام الذي يراه هذا الداعية يتناقض مع الحقوق الأصيلة للإنسان في الكرامة والعدالة والحرية. هل يدعو إلي الصمت والخنوع أمام الظلم والجبروت والقتل.


إن كانت الإجابة بنعم فعلي هؤلاء الدعاة أن يعلنوا ذلك صراحة ويعلنوا أيضا لأي دين يدعون لأننا كفرنا بما يدعوننا إليه.


إن استمرار هذه الحماقات من "الدعاة" في إظهار صورة الإسلام بهذا الشكل هو أشد خطرا علي الإسلام من ألد أعدائه وإذا استمر الدعاة الآخرين في مراعاة الأدب واللباقة معهم بحجة أنهم أهل علم وشيوخ فعليهم أيضا من الله ما يستحقوا.


إن دعاة الكفر الذين يملأون الشاشات وصفحات الجرائد يدعون كل من يحلم بالعدالة وهي أصل الإسلام الذي أعرفه أن ينسحب فورا من المشهد ويترك هذا "الدين" الذي يلغي إنسانيته ويجعله أشبه بالبعير بل أضل سبيلا.


دعاة الكفر يعيثون في الأرض فسادا ويعبثون بثوابت العقل والدين. فلا تسمعوهم ولا تنصتوا لهم ودعوهم في دينهم الذي يدعون إليه يعبثون



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023