أكد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورطولموش، أن العالم يحتاج إلى منظومة جديدة لإرساء السلام، بعد فشل المنظومة التي أنشئت بعد الحربين العالميتين الأولى، والثانية، مشددًا على أن الشرق الأوسط مفتاح السلام في العالم.
وأضاف "قورطوموش"، في كلمة له اليوم في افتتاح منتدى الأعمال الفلسطيني الدولي الرابع، أن "مفتاح السلام في الشرق الأوسط، هو حل القضية الفلسطينية، من خلال استقلال الفلسطينيين، وفق حل دائم، وشامل".
وشدد "قورطوموش" على أن "الأمن الذاتي الفلسطيني لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حصولهم على استقلالهم، وبعد الحرب العالمية الاولى، والثانية، فإن النظام العالمي أعلن إفلاسه، وبشكل خاص في هذه المنطقة الجغرافية التي يعيش فيها المسلمون، من خلال المعاناة التي يعانون منها في الدول التي قسمت، فضًلا عن عمل الغرب على الإيقاع بين الشعوب".
وتابع "قورطولموش"، قائلًا: "كل ما يحدث يشير إلى أن العالم بحاجة إلى شكل جديد، آملًا بأن يكون منطلق ذلك من العالم الإسلامي رغم السوداوية فيه، حيث سيظهر الأمل من هذه اللوحة، وهو ما بدا في الربيع العربي، ولكن لم يتم تنفيذ ذلك، إلا أن المطالب لا زالت باقية، فقط تم تأخيرها".
من ناحية أخرى، أوضح قورطولموش أن "العالم بحاجة إلى إتفاقية جديدة، وهو ما يتطلب من العالم الإسلامي بناء مستقبله بالتعاون، والاتفاق مع بعضه البعض بالاعتماد على الشباب، وتعزيز ثقافة التشارك الجغرافي، والثقافي، والإمكانيات، والمستقبل".
واستنكر نائب داود أوغلو "فرض الهيمنة على المسلمين بالقوة والسلاح، مطالبًا بأن يكون من خلال الحوار، متسائلًا هل يمكن تأسيس منظومة للسلام في المنطقة؟ مجيبًا نعم ممكن لكن وفق إطار لا يتضمن الهيمنة والقوة، من خلال رؤية الإنسان للآخر كإنسان".
واستشهد قورطولموش بأن "فلسطين تعاني أمام العالم، ولكن عبر أربعة قرون عاش المسلمون هناك في وحدة واحدة، وعم السلام المواطنين أحرارًا، ولم ينظروا بالتفرقة بين المسلمين، والمسيحيين، واليهود، ما يؤكد بأن المستقبل يمكن أن يحمل ههذه المنظومة"، مشددًا على أن "العالم أجمع يشاهد ما يحدث في المسجد الأقصى".
كما رفض قورطولموش "الممارسات الإسرائيلية من محاولات اقتحام الأقصى، وتغيير حالته، محذرًا من أن هذه المحاولات لا يمكن قبولها، وأن أية تغيير فإنه تصرف إسرائيلي خاطئ، لن يقبل به العالم"،
وانتقد قورطولموش "مشروع الحكومة الإسرائيلية باعتبار دولة إسرائيل يهودية" مطالبًا "داعمي السلام في إسرائيل برفع صوتهم من أجل رفض هذا القرار، الذي يفتح باب الهجرة إلى فلسطين، ومنح الجنسية الإسرائيلية لكل يهود العالم، في حين دعا الأمم المتحدة لاتخاذ موقف تجاه القرار الإسرائيلي".
وفي نفس الإطار، كشف قورطولموش أن "تركيا تقدمت بمقترحات للجنة القدس الدولية التي اجتمعت في المغرب مؤخرًا، وهو تأسيس وقف القدس الدولي، وتأسيس لجنة من القانونيين لمتابعة التجاوزات الإسرائيلية في المحافل الدولية، وتأسيس تحالف دولي للدفاع عن القدس" قائلًا إن القضية تهم غير المسلمين أيضا من الدول الأخرى.
وبدأ اليوم في مدينة إسطنبول التركية، منتدى الأعمال الفلسطيني الدولي، في دورته الرابعة، تحت عنوان "فرص أقوى من التحديات"، والذي يستمر ليومين، بمشاركة المئات من رجال الأعمال، والاقتصاد، والمفكرين.
