"مصر تشارك في ساعة الأرض"، عنوان طالعتنا به معظم صفحات الجرائد ومواقع الأخبار، لم يكن نكتة من حكومة الكهرباء المظلمة، التي بدأت تفصل التيار عن المواطنين، ونحن نودع فصل الشتاء، ولم ندخل حتى الآن في بدايات الصيف الحار، ذي الكهرباء المنقطعة لثماني وعشر ساعات متواصلة.
خالد فهمي، وزير البيئة، يؤكد في بيان صحفي أن مصر ستشارك العالم في ساعة الأرض، وأن بعض المنشآت السياحية المشهورة، ومنها الأهرام وأبي الهول وقلعة صلاح الدين وبرج القاهرة، سوف تطفئ أنوارها السبت من الساعة الثامنة والنصف حتى التاسعة والنصف مساءً، بيان فهمي لم يشر إلى تلك المناطق المنزوع عنها التيار بفعل فاعل حكوميا.
وتشارك مصر العالم في فاعليات حملة ساعة الأرض بإطفاء الأنوار لعام 2015، اليوم السبت، من الساعة 08:30 إلى 09:30 مساءً، والتي ينظمها الصندوق العالمي لحماية الطبيعة، تحت شعار "استخدم قوتك.. لا لتغيير المناخ"، بهدف توفير استهلاك الطاقة ورفع الوعي بظاهرة الاحتباس الحراري، والمشاركة الإيجابية للمجتمع في حماية البيئة من خلال إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة.
سخرية أنصار عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، من الرئيس محمد مرسي، حين قال إن أحد العاملين بالكهرباء كان "ينزل السكينة بعشرين جنيها"، تحوّلت لتبني دفاعات عن الحكومة في انقطاع الكهرباء، بعد أن أصبح انقطاعها أكثر من تشغيلها.
"لن ينقطع التيار الكهربي خلال أشهر الصيف المقبل"، كان هذا واحدا من بين تصريحات حكومة محلب مؤخرا، قبل أسابيع قليلة من ارتفاع درجات الحرارة، فمن بين الوعود بتوفير التغذية الكهربائية وتصريحات تؤكد استعداد محطات الكهرباء لمواجهة أحمال الصيف القادم، ظل المواطن في حالة اطمئنان من مشاهد الظلام الدامس التي عاش بها خلال أشهر الصيف خلال الأعوام الماضية، لتحلّ لعنات الظلام مع أول هبوط صيفي على مصر.
ومبادرة إطفاء الأنوار بدأت عام 2007 بمدينة واحدة في دولة واحدة لتصل المشاركة هذا العام إلى ملايين البشر في أكثر من 5000 مدينة في أكثر من 135 دولة حول العالم، فساعة الأرض هي مبادرة تقوم بها دول العالم تطوعا، وانطلقت مبادرة ساعة الأرض من الصندوق العالمي لصون الطبيعة (ساعة الأرض) عام 2007 من مدينة سيدني الأسترالية، وبعد نجاح المبادرة ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني انضمت 400 مدينة لساعة الأرض في 2008، وكانت مدينة دبي هي المدينة المشاركة الأولى عربيا.