أبدى عسكريون تحفظهم على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتحديد نوعية الأسلحة التي ستقدمها أمريكا في معونتها العسكرية المقدمة لمصر بعد وعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإعادة المساعدات مرة أخرى بعد وقفها منذ أحداث 3 يوليو، مشيرين إلى أن العلاقة بين مصر وكل الدول ومن بينها أمريكا ينبغي أن تقوم على الندية وليس سياسة ليّ الذراع.
وأكدوا الخبراء العسكريون أن عبد الفتاح السيسي، قائد النقلاب، لا يستطيع أن يجري هيكلة للجيش الوطني وفق أهواء الدول الآخرى.
من جانبه، استنكر اللواء محمد علي، بلال الخبير العسكري والاستراتيجي، الموقف الأمريكي من المعونة العسكرية المقدمة لمصر، خاصةً أن الولايات المتحدة عطلت في وقت سابق دعم الجيش المصري بطائرات الأباتشي، ولم تتعاون مع السيسي من أجل إدراج الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، بحسب قوله.
وقال بلال في تصريحات خاصة لشبكة "رصد" إن الولايات المتحدة تحاول ليّ ذراع مصر عبر المساعدات العسكرية، على الرغم من أنها قدمت دعمًا مخابراتيًا في عدة مرات للعناصر الإرهابية داخل سيناء.
وأضاف بلال قائلا: "السيسي عقد عدة لقاءات مع القادة العسكريين في أمريكا، لكنه في الوقت ذاته لم يسلم رقبته لهم، وعمل على تعاون عسكري مع كل من روسيا وفرنسا، بتنويع مصادر السلاح"، متهمًا جهات لم يسمّها بمحاولة الإيقاع بين السيسي وأنصاره عبر اتهامه بالتواصل مع الولايات المتحدة خلال فترة تولية وزارة الدافاع.
وفي ذات السياق، قال اللواء طلعت مسلم إن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في شراء القرار المصري، من خلال المساعدات العسكرية، خاصة أنها هي من تقرر في أي الأمور تستخدم تلك المساعدات، وأي المعدات نستخدم، والتي حددتها بمحاربة الإرهاب والعمل العسكري في سيناء.
وأضاف في تصريحات لـ"رصد": "معنى أن تحدد الولايات المتحدة أي الأسلحة تورد لنا وفي ما تستخدم، فهذا يعني أنها هي من تقرر توجهاتنا العسكرية، كنت أتمنى أن تبنى العلاقات بين القاهرة وواشنطن على الندية، وليست سيطرة طرف على الآخر".
ورأى مسلم أن إعادة توجيه المساعدات إلى مصر جاءت متأخرة، مستدركًا: "لكن أن تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبدا، ورغم مساوئ المساعدات فإنها تثبت في الوقت ذاته أن أمريكا بحاجة إلى مصر، كما تثبت استقرار البلاد".
وأشار مسلم إلى أن هناك تخوفات لدى القيادة العسكرية من عدم تصديق الكونجرس الأمريكي على عودة المساعدات العسكرية إلى مصر.
ونفى مسلم أن تكون العقيدة العسكرية للجيش المصري تحولت من الاعتراف بعدوانية الكيان الصهيوني المحتل لمحاربة الإرهاب، قائلا: "الولايات المتحدة لا تعلم ما هي العقيدة العسكرية لمصر، هي تخوفت من محاولات مصر من التقرب من سوق السلاح الروسي والفرنسي في الفترة الأخيرة".
ولفت إلى أنه لا يستطيع أي قائد عسكري تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصري حتى ولو كان السيسي، كما أنه لا يستطيع أحد هيكلة جيش قوي مثل الجيش المصري طبقا لهواه.
وأخبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، أن الحكومة الأمريكية سوف تفرج عن صفقة الأسلحة التي أوقفت إرسالها لمصر منذ أكتوبر 2013.
وفي 2018، سوف تبدأ الولايات المتحدة أيضا توجيه التمويل نحو المعدات في أربع فئات ألا وهي: مكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، والأمن البحري، وأمن سيناء.