أعلن الفنان المصري محمد شومان أنه لم يتعرض لأي مضايقات أو تهديدات أجبرته على الخروج من مصر، وأن سبب خروجه من مصر إلى تركيا يعود إلى “الأجواء غير المناسبة في مصر منذ ما قبل 30 يونيو 2013 والتي تتفاقم بشكل واضح يوما بعد يوم”، ورغبته في أن “يشم هواء نظيفا”، على حد تعبيره.
وقال “شومان”، خلال مقابلته مع “هافينغتون بوست عربي” إنه يرفض الربط بين خروجه من مصر وبين مشاكل مالية واجهته في الفترة الأخيرة، فقد قلت أعماله الفنية في العامين السابقين لثورة 25 يناير بسبب نوعية الأعمال التي تعرض عليه؛ حيث عرض عليه مؤخرا دور في مسلسل خليجي يظهره وشقيقته في المسلسل “الشخصيتان الوحيدتان من مصر” أنهما انتهازيتان وحقيرتان وبهما الكثير من العيوب التي تعكس مدى سوء الشخصية المصرية بالمسلسل مقارنةً ببقية الشخصيات.
وأكد “شومان” أن رفضه لهذا الدور يؤكد للجميع مدى وطنيته وحرصه على صورة مصر، على الرغم من حاجته الكبيرة للمال في ذلك الوقت بشكل أكثر كثيرا من حاجته للمال الآن، فهو شخص يحترم نفسه كإنسان مصري مسلم، على حد تعبيره.
وعبر عن استيائه من النقد اللاذع من قبل الفنانة رانيا محمود ياسين في برنامجها الذي تقدمه على أحد القنوات الفضائية، ووصفها له بأنه إخوان؛ حيث قال: “هي تعرفني جيدا وأنا على علاقة جيدة معها وصديق لزوجها الفنان محمد رياض”، لكنه في ذات الوقت عبر عن احترامه لها وأنه لا يمكنه الرد عليها لـ”معزتها عنده”، بحسب تعبيره.
ورفض ما قام به بعض الإعلاميين المصريين من وصفه بأنه “انتهازي مثل الليبراليين” مؤكدا أن ما ذكره عن حرصه على وطنه حتى في أعماله الفنية هو أمر كاف للرد على مثل هؤلاء .
أنا أقرب للسلف
وذكر أنه يتمنى أن يكون أقرب للسلف؛ لأنهم “الأقرب للسنة”، لكنه أوضح أن مصطلح السلف لا يقصد به الدعوة السلفية في مصر أو حزب النور، لكنه يقصد “المنهج السلفي بالرجوع للسلف الصالح، وعلى رأسهم الصحابة الذين تعلموا على يد النبي محمد”.
وأكد أن كل مسلم يجب أن يكون سلفيا؛ لأن الإسلام الصحيح هو الذي كان عليه السلف الصالح، وبالتالي فلا بد من اتباع الصحابة؛ لأن اتباعهم معناه اتباع النبي نفسه.
حيقية تأييده للاخوان
وعن تأييده لجماعة الإخوان المسلمين ، قال: “قال لي شيوخي السلفيين الحقيقيين إن الإخوان عليهم مآخذ، لكن خلافاتنا معهم كسلفيين ليست في الأصول لكنها في الفروع، فبالتالي كنا معهم؛ لأن الهدف واحد وهو تطبيق شرع الله وإقامة دولة إسلامية”.
ورفض “شومان” ما تقوم به الحكومة المصرية حاليا من إطلاق اسم الإخوان على كل من يعارضه، قائلاً: “هل كل من يدافع عن المظلوم يجب أن يوضع في موضع الاتهام مهما كان؟”، مشيرًا إلى أن كلمة إخواني هي التهمة الجاهزة الآن، ومتعجبا في الوقت نفسه “هل كلمة إخوان أصبحت الآن سبة؟”.
وضرب المثل بقناة الشرق التي سيظهر على شاشتها في أحد البرامج قريبا، موضحا أن قناة الشرق كانت إخوانية في البداية ثم تعثرت ماديا فتم إغلاقها، فقام السياسي المصري أيمن نور بشراء بعض أسهمها لتعود من جديد لكن ليس بتوجه إخواني بحت كما كانت من قبل.
وأضاف إلى أن كل إخواني: “يقول إنه إخواني ويعتز جدا بأنه إخواني ويعلن هذا الأمر”، وأن الحكومة والنظام في مصر يعلم هذا الأمر جيدًا.
سبب فشل ثورة يناير
وحمل شومان مسؤولية فشل ثورة 25 يناير إلى الشعب نفسه قائلاً “العيب فينا”، فالنظام الحاكم الآن هو جزء من الشعب وليس مستعمرا خارجيا، وأنه لولا وجود شخصيات سيئة في الشعب المصري وحكومته لما تمكنت إسرائيل من التحكم بنا.
وقال إنه قبل البحث عن تعديل النظام أو تغييره في مصر لا بد من إصلاح أنفسنا أولاً، وإنه قبل الحديث أيضا عن عملية اصطفاف ثوري بين القوى المعارضة فلا بد من إصلاح أنفسنا، وقبل حتى الحديث عن كيفية مداواة حالة الاستقطاب السياسي الحاد في مصر، فلا بد أيضا من إصلاح أنفسنا.
ويرى “شومان” أن الشعب المصري نفسه مليء بالسلبيات والأخلاقيات السيئة من كراهية وحقد والوقوف على الأخطاء لبعضه بعضا، وأكد أن أفراد الشعب المصري في غالبيتهم أصبحوا لا يتحملون بعضهم البعض.
ووصف الشعب المصري بأنه شعب يحب بلده بالكلام والأغاني فقط، وهو حب غير حقيقي، كما أكد وجود حالة من التصدع الديني والأخلاقي في المجتمع بدأها نظام ما قبل 25 يناير عندما قام بفصل الدين عن الأخلاق.
قرار الفصل من نقابة المهن التمثيلية
أكد شومان أنه لم يفاجأ بقرار فصله من نقابة المهن التمثيلية، مؤكدا أنه بالفعل لم يقم بدفع اشتراك النقابة منذ عامين تقريبا، لكنه تعجب من توقيت الإعلان عن قرار الفصل.
وأكد شومان أنه يحترم نقيب الممثلين أشرف زكي، وأنه يعرف أن هذا الأمر “غصب عنه” وهو يقدر هذا.
برنامجه الجديد على قناة الشرق
أعلن شومان أنه سيقدم “برنامج يمس كل ما يهم المواطن المصري والعربي عموما بهمومه وأحزانه وآماله وأحلامه، بشكل كوميدي ساخر”، وأضاف أن البرنامج سيكون حلقة أسبوعية بها عدد من الفقرات المميزة، رافضا التصريح عن أي تفاصيل أخرى عن البرنامج.
وأشار إلى أنه لا يوجد أي مانع لديه لتقديم أعمال فنية في القريب، لكن بشرط أن يكون عمل جيد، مؤكدًا أنه لن يعود إلى مصر إلا إذا “عادت مصر أولاً”.
