في نفس اليوم الذي وقع فيه قتيل الدرب الأحمر على يد أمين شرطة، جرت جريمة أخرى على يد أمين شرطة لكنها لم تأخذ حظها في وسائل الإعلام، إذ قام أمين شرطة بمنطقة بولاق الدكتور بكسر أسنان “سيدة عجوز” وهو يردد قائلا “إحنا الحكومة وماحدش يقدر علينا”.
وترجع أحداث الجريمة إلى نشوب خلاف وصل لحد الاشتباك بالأيدي، بين شابين حديثي العمر في أحد شوارع بولاق، أحدهما عمه أمين شرطة تابع لقسم شرطة بولاق يدعى “م. ع.”، والآخر من أسرة بسيطة الحال.
وحسب الحاجة “صباح” أم الفتى البسيط والتي تجاوز عمرها السبعين عاما، فإنها كانت حاضرة الصراع من بدايته وهرعت لفض الاشتباك بين الشابين خوفا على نجلها، لتفاجأ بأمين الشرطة المدعو “م. ع.” يهاجمها ثأرا لابن أخيه، منهالا عليها باللكمات وموجها لها السباب مرددا عبارة “إحنا الحكومة.. وماحدش يقدر علينا”، حتى سقطت الأم مغشيا عليها بعد أن فقدت أسنانها وتورمت عينها.
وتؤكد “الحاجة صباح” أنها لأيام طويلة تحاول تحريك المحضر رقم 2302 إداري بقسم شرطة بولاق ضد أمين الشرطة، لكن لا أحد يستجيب ويقوم لمعاينة شقة السيدة التي تسكن برفقة أبنائها.
ويقول ابنها الأكبر في تصريحات صحفية: “بكل جبروت دخل الأمين الشقة وكسرها هو ورجالته وجهاز بنت أخويا كله على الأرض، مين يجيب حق أمي اللي اتضربت قدام الناس؟ ومين يعوض الخساير اللي خسرناها وإحنا مش عارفين نشتكي؟”.
الكدمات التي ملأت وجه “صباح” منذ أيام بدأت علاماتها تختفي وتتماثل للشفاء، لكن ابنها يؤكد أن معنويات والدته السبعينية “في الأرض”، خاصة بعد أن عادت ورأت شقتها بعد أن تحولت إلى “حطام”، وتابع: “تخيل لما تمشي في الشارع اللي انضربت فيه وينداس عليك بالجزمة هيبقى ليك عين حتى لو صاحب حق؟ إحنا في دولة “حاتم” بصحيح لكن مش هنسكت وعاوزين حق أمي ورد اعتبارها”.
