شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

واشنطن بوست: في مصر.. التاريخ يكتب بحسب أهواء السيسي

واشنطن بوست: في مصر.. التاريخ يكتب بحسب أهواء السيسي
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الضوء على تبني وزارة التربية والتعليم للرواية التاريخية المتوافقة مع نظام السيسي عند وضعها للمناهج الدراسة؛ حيث تم تزوير أحداث ودوافع ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومحو أي حديث عن الثورة..

سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، الضوء على تبني وزارة التربية والتعليم للرواية التاريخية المتوافقة مع نظام السيسي عند وضعها للمناهج الدراسة؛ حيث تم تزوير أحداث ودوافع ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومحو أي حديث عن الثورة في المناهج الدراسية.

وقالت الصحيفة: قد تم محو أحد الأسماء من قائمة الحاصلين على جائزة نوبل للسلام وهو “محمد البرادعي” الرئيس الأسبق الهيئة الدولية للطاقة الذرية.. فمنذ ثلاث سنوات استقال الدبلوماسي السابق من منصب نائب الرئيس بسبب حملة قوات الأمن العنيفة ضد الإسلاميين، ويعتبر مؤيدو “الرئيس” عبدالفتاح السيسي الاستقالة نوعًا من الخيانة، ويبدو أنهم لم يصفحوا عن ما فعله البرادعي حتى الآن.

ويقول سامي نصار، الأستاذ بكلية التربية جامعة القاهرة: “إنهم يعيدون كتابة التاريخ مجددًا، والآن السيسي هو الرئيس، ولذا فالمنهج لا بد وأن يكون انعكاسًا للنظام السياسي”.

ويرى “نصار” أن أعين واضعي الكتب الدراسية تتجه إلى الرجل الجالس على العرش، ويقول: “إن تغيير المناهج على حسب أهواء الحاكم هي وسيلة لمغازلته، ما يعطيه مزيدًا من النفوذ لكي يمارسه على الشعب، وهو ما يعطيه صورة جيدة، والتاريخ هنا ليس تاربخ الأمة بل تاريخ الحاكم”.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ عام 1952، عندما أطاح مجموعة من الضباط بالملكية، أصبح التعليم العام امتدادًا للحكومة، وقدمت المناهج الدراسية، والكتب المدرسية رواية متوافقة مع النظام السياسي، ومحت وبدلت الحقائق، لكن الآن وصل تسييس المدارس إلى مستويات غير مسبوقة، ظهر ذلك جليًا في محو أو تقليل من جهود مساهمات المعارضين للنظام في التاريخ.

وأضافت الصحيفة، أن ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بمبارك وصفت بفقرات سطحية في الكتب المدرسية، والنشطاء الذين أشعلوا الانتفاضة الشعبية تم تجاهل ذكرهم، وهوجم الإسلاميون المعتدلون الذين لعبوا دورًا مهمًا.

ويقول سعيد كمال، الأكاديمي السابق والباحث بالمجلس القومي للتعليم: “يبدو الأمر وكأن الثورة لم تحدث فهناك شخصيات لديهم مشكلة مع الثورة داخل النظام، ويحاول هؤلاء الهجوم على أي رمز لها ليس فقط الدكتور البرادعي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن التغيير في المناهج أيام حكم محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيًا، شمل وجهات نظر الإسلاميين، وأصبحت المدارس نقاط تجمع لهم ولأنشتطهم، وتمت إعادة صياغة الكتب الدراسية لتشمل صور الفتيات وهن يرتدين الحجاب، وبعد عام أطاح السيسي بمرسي في إنقلاب عسكري -بحسب الصحيفة- وأعدمت آلاف الكتب الدراسية المطبوعة خلال حكم الإسلاميين، واليوم توصف جماعة الإخوان بأنها جماعة فاسدة.

ولفتت الصحيفة إلى التغييرات الأخرى التي قام بها نظام السيسي العام الماضي؛ إذ ألغت وزارة التربية والتعليم قصتي صلاح الدين، وعقبة بن نافع في مسعى لمكافحة التطرف، واليوم توصف ثورة الخامس والعشرين من يناير بأنها “نموذج للوحدة الوطنية في أبهى صورها؛ إذ نزل المسلمون والمسيحيون إلى الشوارع للمطالبة بالحرية، والكرامة”.

وأوضحت أنه لا توجد أي إشارة إلى أن الثورة اشتعلت بسبب الغضب الجماعي ضد الحكم الديكتاتوري لمبارك، والفساد والمحسوبية، ولا أي ذكر إلى قتل الشرطة للمتظاهرين، ولا كيف بدأت الثورة.

ولفتت الصحيفة إلى تمجيد المناهج للسيسي بوصفه استجاب لمطالب الشعب المتمثلة في أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير وذلك بعد المظاهرات الضخمة التي شهدتها البلاد، وتابعت: في مثال آخر، تم حذف درس “ثورة الطيور”من الصف الخامس الإبتدائي والذي يتحدث عن الثورة ضد البقرة المستبدة، وكذلك حذف مشهد من مسرحية “أنطونيو وكليوباترا” الذي يشير إلى الثورة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023