أعرب المستشار أحمد مكي – رئيس محكمة النقض السابق – عن رفضه لكل من يهاجم المعايير التي وضعتها لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى في اختيار رؤساء الصحف القومية؛ حيث أكد أنهم أبناء وأعوان جهاز أمن الدولة السابقة وفلول الحزب الوطني المنحل.
يذكر أن نشطاء سياسيين وحقوقيين هاجموا المعايير التي وضعتها اللجنة, مؤكدين في تصريحاتهم لـ«رصد» رفضهم لهذه المعايير؛ حيث وصفوها بالجهد المنظم لجماعة الإخوان المسلمين لأجل السيطرة على الإعلام.
ومن ناحيته، أشار الدكتور «أشرف راضي» – الناشط الحقوقي وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة – أن هذه المعايير بالإضافة إلى الحملة التي يقوم بها شباب الإخوان في مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه صورة بعض الإعلاميين ما هي إلا جهد منظم من جماعة الإخوان؛ لسيطرتهم على مؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية.
وانتقد «راضي»أحد المعايير التي فرضت أن يتم تعيين اثنين من أعضاء مجلس الشورى في مجلس إدارة كل صحيفة قومية.
ومن جانبه، أشار الناشط الحقوقي نجاد البرعي أن هذه المعايير تعد قيودا على الإعلام المصري، منوها إلى أن تلك المعايير هي مقيدة للصحافة – على حد تعبيره -؛ حيث نصت على ألا يكون لرئيس التحرير المرشح علاقات سياسية بقوى أجنبية أو سبق عمله كمستشار إعلامي لمسئول حكومي أو رجل أعمال أو شركة أو مصلحة محلية.
وفي نفس السياق، رفض نبيل ذكي – القيادي بحزب التجمع – هذه المعايير مبررا رفضه لانضمام عدد من المنتمين لحزب الحرية والعدالة باللجنة المنوط بها اختيار رؤساء التحرير، بالإضافة إلى وجود معيار يفرض ضرورة ألا يكون الصحفي المرشح لرئاسة التحرير قد عمل بالمجال الإعلاني, واصفا هذا البند بالخلط بين الإعلان والتحرير.
وانتقد أحمد بلال – عضو اتحاد الشباب الاشتراكي – تلك المعايير خاصة اللجنة التي أقرها مجلس الشورى, والتي تتولى الإشراف على اختيار رؤساء التحرير برئاسة فتحي شهاب الدين – أحد قيادات الإخوان, رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياح – معربا عن تخوفه من استخدام هذه اللجنة لمصلحة الجماعة.
في حين أكد المستشار «أحمد مكي» – رئيس محكمة النقض السابق – على أن مجلس الشورى هو وحده المسئول أمام الشعب الذي انتخبه في إدارة الصحف القومية، مضيفا: "المجلس له السلطة الكاملة في اختيار رؤساء تحرير هذه الصحف, وليس لأحد الحق في إلغاء أو الاعتراض على القرارات التي يصدرها بهذا الشأن".
وأشار مكي – في تصريح خاص لـ«رصد» أن كل من يهاجم المعايير التي وضعتها لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى, الذي انتخبه الشعب هم أبناء جهاز أمن الدولة, الذي شارك مجلس الشورى التابع لنظام مبارك المخلوع, والذي رأسه صفوت الشريف.
وعقب: "يا كل من تهاجمون المجلس الذي انتخبه الشعب هل ترغبون في عودة من أفسدوا الصحافة المصرية, وعلى رأسهم ممتاز القط, وسمير رجب؟, أليسوا هؤلاء هم لسان النظام السابق الذي أفسد الصحافة القومية التي هاجمت ثورة 25 يناير؟".
ويذكر أن مجلس الشورى أقر مجموعة من المعايير لاختيار رؤساء الصحف القومية من بينها أن يكون المرشح ذا كفاءة مهنية وإدارية, وألا يكون قد تورط في وقائع فساد أو سوء إدارة أو إهدار للمال العام أو أي قضية مخلة بالشرف, وألا يكون ممن يسري عليهم قانون إفساد الحياة السياسية, وأن يقدم أرشيفا يحوي فكره وخبرته في الإدارة وتصوراته وإبداعاته وسيرته الذاتية بالإضافة إلى ضرورة ألا يكون قد مارس خلطا بين الإعلان والتحرير، أو عمل كمستشار إعلامي لمسئول حكومي أو رجل أعمال أو شركة أو مصلحة محلية أو أجنبية, وألا يكون لرئيس التحرير المرشح علاقات سياسية بقوى أجنبية.