شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بل سنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر – د.نهى أبوكريشة

بل سنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر – د.نهى أبوكريشة
بل سنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فقد دخل الميدان عقل جديد، فهم يظنون بقصفهم الاعلامي حول قضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر...

بل سنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فقد دخل الميدان عقل جديد، فهم يظنون بقصفهم الاعلامي حول قضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أننا قد نتوارى خجلا من فريضة اسلامية انسانية الى ابعد الحدود  فهي تؤدي حتما الى تحقيق مفهوم (الرحمة للعالمين)

فمنذ عهد آدم عليه السلام وحتى اليوم اختار أصحاب الضلال طريق التخريب والهدم، واختار أصحاب الإيمان طريق البناء والتعمير. واليوم يحدث الشيء نفسه.

انهم لا يخجلون ولا يتوارون ولا يتهاونون في الامر بالمنكر والنهي عن المعروف بمكر الليل والنهار   ولا نحتاج الا للتلفت يمينا وشمالا لنرى كيف يستعد شياطين الانس لتعويض فترة تصفيد شياطين الجن في رمضان فقد أعدوا عدتهم  لتسفيه العقول وطمس الفطرة وتنكيس القلوب وملأ الساحة بجعل الذنوب والمعاصي أضعافا مضاعفة. مع اثارة لمشاعر الإنسان وغرائزه لجره وإسقاطه في مستنقع الشهوة، وجعله أسيراً وعبداً لحياة مادّية بَحْتة، وان كان غثاء السيل يعلو قليلا فانه حتما سيذهب جفاء.

وبينما يقوم الاعلام الضال بتخريب الشباب بأفلامه ومسرحياته وخماراته وبأماكن الرقص، فإننا نرى  الشباب المتقد ايمانا ، يقولون "صلّوا وصوموا وسَيطروا على أنفسكم وأهوائها، لا تعيشوا لأنفسكم، بل ضحّوا بأنفسكم وعيشوا من أجل الأجيال القادمة". ومع كل هذا الاغراق المريع من الاعلام الضال والمضل نجد إقبال آلاف الشباب  وقيامهم بالتمسك بمبادئ الإسلام.

وقد دخل الميدان الآن شباب يتقدون ذكاء ولهم من الابداعات التي تجعلهم  ينفذون الى القلوب والعقول آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر.

(فالشباب المجددون، في قلق دائم لعزوف البعض عن اللحاق بتفوقهم الروحي والإنساني، وعلى الرغم من معرفتهم بأن الإنسان هو صنو الإنسان في سجاياه وفي طبيعة تكوينه الروحي والبايولوجي على حد سواء، غير أنهم لا يلومون الآخرين على هذا التقصير بقدر ما يلومون أنفسهم، إذ يعدُّون أنفسهم مذنبين لكونهم لم يكتشفوا بعدُ اللغة الحوارية التي تمكّنهم من الدخول إلى قلوب الآخرين وأرواحهم، وهذه اللغة هي ما يسعى هؤلاء المجدّدون إلى اكتشافها يومًا بعد يوم). أديب إبراهيم الدباغ

لقد استلهموا من مدرسة حفيدي رسولهم الكريم صلوات الله وسلامه عليه اللذين وجدا رجلاً من المسلمين يسيء الوضوء، فرأيا سوء وضوئه، وهما يعلمان بأن الله لا يقبل صلاة بغير وضوء صحيح.ما هي الطريقة الآن لنصح الرجل؟ من غير جرح لكبريائه وهو شيخ يفوقهما سناً، والكبير عادةً لا يتقبل من الصغير.فنظر الحسن و الحسين إلى بعضهما نظرةً ذات مغزى، ثم اقتربا من الرجل، فقالا له: يا أبانا أو يا شيخ! إني أنا وأخي قد اختصمنا أينا أحسن وضوءاً، أنا أقول أنا أحسن وضوءاً من أخي، وأخي يقول: هو أحسن وضوءاً مني، فأردنا أن نحتكم إليك لتحكم بيننا أينا أحسن وضوءاً من الآخر، فتقدم الحسن فتوضأ وضوءاً نبوياً كاملاً، وأسبغ الوضوء، ما ترك شيئاً من سننه، ثم تقدم الحسين لما فرغ الحسن ، فتوضأ وضوءاً نبوياً كاملاً، وأسبغ الوضوء، ما ترك شيئاً من سننه، ثم التفتا إلى الرجل ينتظران منه الحكم، فوقع هذا العمل في قلب الرجل أشد موقع، وقال بل انا الذي لا أحسن الوضوء وشكر لهما صنيعهما.

وأخذوا من معين  حسن البنا حين بدأ دعوته في الإسماعيلية عام 1928، عندما واجهته عدة عقبات ومن تلك العقبات:

موجة التبشير العارمة التي كان يتزعمها القس زويمر

وكان المبشرون يذهبون مبكرين في صباح كل يوم إلى عزبة في ضواحي الإسماعيلية، يقدمون للأهالي الفقراء هناك زجاجات من اللبن وأرغفة الخبز (الأفرنجي – الفينو)، وبهذا الأسلوب يبدأون في جذب قلوب هؤلاء البسطاء إليهم وشيئاً فشيئاً تتوثق روابطهم بهؤلاء المبشرين، وفي اللحظة المناسبة يقوم المبشرون باستدراجهم إلى ترك دينهم وأدرك الأستاذ البنا خطورة الأمر، فجمع الإخوان بالإسماعيلية وتشاوروا ، واقترح عليهم أن يقوموا بشراء زجاجات من اللبن وأرغفة من الخبز وبعض الحلوى للأطفال ثم يقوم الإخوان مبكرين بعد صلاة الفجر ليسبقوا هؤلاء المبشرين إلى هذه العزبة، ويوزعوا هذه الهدايا على المسلمين الفقراء هناك ثم يحذرونهم من ألاعيب المبشرين وأهدافهم.

وفعلا قام الإخوان على قدم وساق بتنفيذ هذا الاقتراح وتوالت هداياهم ومساعداتهم، ومحاضرات التوعية لهؤلاء الفقراء المسلمين، حتى تراجع المبشرون، وقال القس زويمر، حين نجح الإخوان في خطتهم ومسعاهم كلمته العميقة: "لقد دخل الميدان عقل جديد".

ومع أنهم  يقومون بإعادة بناء و تعمير لقلعة كبيرة جدّاً تهدّمت جدرانُها وحصونها منذ قرون عديدة. فانهم يظهرون حيوية وابداع يتخطون به تكلسات من شاخوا في بث الفكر العلماني المادي المقيت.

(لقد بدأت الإنسانية تذوب أمام الدين كذوبان الثلج أمام أشعّة الشمس. وبدأت جبهة الكفر تفقد مواقعها في الأماكن المرتفعة وتنحدر إلى أسفل. أما جبهتنا وصفّنا فهو يتسلق بسرعة إلى الأعلى. وفي ربع القرن القادم ستتغير أمور كثيرة وسيأخذ العالم الإسلامي موقعه اللائق به بين الأمم إن شاء الله تعالى. لقد بدأ الكفر بفقد مواقعه وسيطرته، وبدأنا نحن بتنظيم صفوفنا وبأخذ المبادرة. علينا أن نقوم بما يجب علينا القيام به. أما حفظ أجيال الشباب فهو شأن من شؤونه تعالى. ونحن نأمل من رحمته الواسعة أن يصون هذا الجيل الناشئ الذي ظهر ونشأ نتيجة جهود وآلام ومعاناة كبيرة،) فتح الله كولن

المصدر: رصد



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023