كشف أحد الضباط السوريين المنشقين عن النظام السوري كان يعمل سابقًا مديرًا لمكتب قسم العمليان الخاصة بإدارة المخابرات الجوية السورية أن عدد من يوصفون بالشبيحة يتجاوز الـ25 ألفا وهم من مختلف الطوائف ويتقاضون مرتبات شهرية تصل إلى 500 دولار.
وقال آفاق أحمد وهو أول ضابط علوي منشق عن النظام السوري في حواره مع صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: إن أعداد المنتمين للجيش السوري الحر تتنامى كل يوم حيث وصلت خلال الأسابيع الماضية إلى أكثر من 100 ألف عنصر.
وأوضح آفاق احمد أن الأردن استقبل خلال الفترة الأخيرة تسعة طيارين أعلنوا انشقاقهم عن الجيش الاسدي، فضلا عن الطيار الذي فر بطيارته قبل عدة أيام، مضيفا أن الأردن يحتضن 4 من العمداء والأركان و20 منشقا من العقداء و45 ضابطا كبيرا بالإضافة إلى مئات الجنود السوريون.
تفكك النظام
وتحدث آفاق عن الوضع الميدانى داخل الأراضي السورية قائلا: إن الوقائع على الأرض تصب في مصلحة الجيش الحر، مؤكدا أن الانشقاقات تتوسع بشكل غير مسبوق وخصوصا بين الرتب العالية.
أرجع آفاق ازدياد أعداد المنشقين إلى ما قال: إنه تفكك النظام السوري وانهياره من الداخل" على حد تعبيره، مشيرا أن كثير من الضباط الجيش الكبار مهيئين للانشقاق في أي لحظة.
وتابع أن الجيش اقتحم أكثر من ثلثى سوريا ومن النادر أن تجد ضابطا او جنديا لم يفقد على يد زملائه واحدا من أهله وأقاربه.
وقال: إن احد زملائه من ضباط الشرطة فوجئ عند عودته إلى منزله في منطقة بابا عمرو بمحافظة حمص بقصف منزل ووفاة أربعة من أبناء عمومته ما دفعه على الفور للانشقاق، وزاد لا احد من عناصر النظام ورجالاته يفضل اللجوء او التشرد لكن القتل والتنكيل لم يستثن أحدا والترسانة العسكرية تدك بيوت المواطنين دون التفرقة بين معارض ومؤيد، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بسيطرة الجيش الحر على أجزاء من الأراضي السورية اعتبر أن مسألة السيطرة على المدن قضية نسبية لكنه قال: إن الكثير من المناطق السكنية بات محرما على الجيش الاسدي والفضل في ذلك يعود للجيش الحر، في إشارة إلى محافظات درعا وادلب وحمص وحماة ودير الزور إضافة إلى ريفى دمشق وحلب.
وقال: ان الجيش الحر يحتجز المئات من العناصر الموالية للنظام لاسيما من أصحاب الرتب العليا والمقربين من دوائر القرار.
دور المخابرات
وكشف عما اعتبره الدور الذي تلعبه المخابرات الجوية في تأزيم الأوضاع قائلا: ان مهمة هذا الجهاز تنفيذ التعليمات التى تصدر أوامرها عن القيادة العليا والتى تكون لها خصوصياتها العالية، مشيرا أن ابرز ما قام به هذا القسم هو تنفيذ الضربة الأولى لدرعا بالتعاون مع الأمن السياسى في المحافظة.
وأوضح أن المخابرات الجوية تقوم بدور المشرف والمراقب على كل مؤسسات الدولة، مضيفا أن الأمر وصل إلى حد أن يطلق هذا الجهاز للفرقة الرابعة التى يقودها ماهر الأسد.
وحمل آفاق مسئولية القتل والتصفية والمجازر التي يشهدها الكثير من المدن للمخابرات الجوية فضلا عن التصفيات التى كانت ترتكب داخل السجون، متحدثا عن مشاهدات صادمة حول تعامل الجنود والضباط مع الجثث قائلا: أن طريقة التعامل مع الجثث كانت بشعة شاهدت الشهداء وهم يتعرضون للضرب والاهانات أثناء تنزيلهم وتحميلهم وهم أموات داخل سيارات وناقلات الجند.
واتهم آفاق النظام السوري بالسعي إلى جر الطائفة العلوية لحرب طائفية مع السنة وبقية مكونات الشعب السوري، ولكنه شدد على أن المناطق السلمية في ريف حماة ومشتقيا في محافظة اللاذقية التي يغلب على سكانها الانتماء إلى طائفة العلوية، شهدت الفترة الماضية الكثير من التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.