بقلم: أحمد السيد
إن ما تشهده الساحة المصرية حاليا من جدل ونزاع وخلاف يأخد شكلا قانونيا حينا وشكلا سياسيا حينا آخر بحيث يغرق المشاهد والمتابع في متاهات ومهاترات ونأويلات لا حصر لها ولا قيمة لها إلا انها تثير المزيد من الغبار في الهواء فيصعب على الكثير حينها رؤية الطريق لكن في ظل هذه الحالة الضبابية هناك من عرف طريقه والتزم مساره ونأى بنفسه عن هذه الفوضى .
ان المعركة الحقيقة التي تدور رحاها الآن في مصر في ساحات المحاكم وشاشات التلفاز هي معركة بين الحق والباطل وليست بين فصيل سياسي وآخر كما يحاول الكثير تصوريها نعم هي معركة الارداة الشعبية وسيادة الشعب وبين المتسلقين والمتعالين والذين عاشوا عقودا يظنون أنفسهم فوق الشعب وأوصياء على الشعب هي معركة بين مصر وأعدائها من الداخل الذين هم أخطر من اعداء الخارج ولا أبالغ في هذا التوصيف .
حينما يندفع محامون من تيارات مختلفة كالقطيع الذي يجري من ذئب يلحقه الى ساحات المحاكم ليحاولوا الغاء قرار الرئيس بعودة البرلمان لم يسأل أحد منكم لماذا يفعلون ذلك وهم من ظل طوال المدة السابقة يصرخون بسقوط حكم العسكر ؟!!!!! قد يندهش البعض من تحالفات سياسية بين تيارات لا يصدق أي عاقل أو مبتدئ أن يكون هناك ما يجمعها إلا شيء واحد هو العداء لكل ما هو إسلامي وديني حينما ترى الأقنعة تتساقط من على أوجه دعاة المدنية والعلمانين واللبراليين وهما يدافعون عن بقاء السلطة في يد العسكر ويدافعون عن حكم من محكمة لا دستورية صنع ومرر وأصدر بليل أسود لا يبغي لك أن تتعجب أو تندهش لأن هذه المخلوقات التي أعجز عن وصفها تربت وعاشت لتلعب دور يجمل نظام مبارك ويظهره على أن لديه معارضين من كل التيارات التي يحبها الغرب علما بأن هؤلاء أجهل ما يكون بالتيارات التي يمثلونها فهم لا يدافعون عن شيء ولا يحملون قضية هما كانوا موظفين في نظام مبارك باسماء مختلفة ومدارس مختلفة تخدم كلها صورة النظام وبعد الثورة وأحداثها حدثت الكاشفة وأزيلت الاقنعة وظهر كل على حقيقه فوجدنا مسوخا لا صفة لها ولا فكر ولا مبادئ ولا هدف الا محاولة إعادة الوصاية على الشعب ألا محاربة التيارات الاسلامية المعبرة عن إرادة الشعب فمعركتهم معنا معركة وجود وليست منافسة شريفة وهذا مايفسر قبولهم واستعدادهم لأن تحترق مصر كلها ان كان ذلك سيؤدي إلى خسارة الاسلاميين .
لكن مع كل ذلك لابد أخي القارئ أن تشعر بالراحة والثقة والإطمئنان بأن هؤلاء لن يحصدوا إلا الحسرة والخيبة والندامة وأعلم عزيزي المتابع بأن أحد أهم نجاح التجربة الاسلامية واستمراريتها هو بقاء هؤلاء في نهجهم وتوجههم لانهم لن ينافسوك أبدا ولن يزعجوا أطراف أصابع أقدامك طالما ظل مشروعهم وسبيلهم وحيلتهم محاولة النيل منك والتحقير من شأنك والعيش على ما تلقيه لهم من نفايات
وفق الله المخلصين والمحبين لوطنهم ورد كيد الخائنين في نحورهم.