معاناة المصريين من غلاء الأسعار – خاصة أسعار الأطعمة – لم تقتصر على سكان القرى والأحياء الفقيرة فقط، بل امتدت إلى أحياء راقية مثل حي جاردن سيتي في القاهرة، بحسب تقرير لموقع “إيجيبت اندبندنت”.
ويقول التقرير، الذي ترجمته شبكة “رصد”، إنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، فإن معظم الآباء والأمهات المسلمين في جميع أنحاء العالم يولّون اهتماماً ووقتاً كبيراً لشراء أنواع مختلفة من الأطعمة التي سيستهلكونها لتعويض ساعات الصيام الطويلة، وقبل وصول هذا الشهر، قد يكرس الكثير منهم فترة يومين للتجول في الأسواق لشراء السلع الغذائية الضرورية كمخزون لشهر رمضان.
وعادة ما تشهد الأسواق الشعبية في العالم العربي الإسلامي حشوداً غير مسبوقة، من العملاء الذين يركزون بشكل رئيسي على توفير مخزون كاف من اللحوم والدجاج في ثلاجاتهم.
ومع ذلك، فإن الوضع في عام 2017 يختلف إلى حد ما في مصر، حيث تعاني البلاد حاليا من ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بسبب الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التي نفذتها الحكومة، ومن بينها تخفيض قيمة الجنيه المصري في نوفمبر الماضي.
الأسواق الشعبية
وسنوياً، كانت الأسواق الشعبية المصرية للخضراوات واللحوم والدجاج تستهدف تقليديا أعداد كبيرة من المتسوقين المصريين قبل وصول الشهر الفضيل، وكان المتسوقون يشترون بشكل مكثف مخزوناً كافياً لشهر بأكمله، مما يوفر عناء القيام بذلك في وقت لاحق، ومع ذلك، هيمنت انكماش ملحوظ في المبيعات على موسم 2017، وخاصة الزبائن الراغبة في شراء اللحوم والدجاج.
وفي داخل إحدى المناطق الشعبية المصرية السيدة زينب، التقينا مع جمال أشرف الجزار، الذي أكد أن الأسواق تعاني الآن من انكماش بسبب موجة لا مثيل لها من ارتفاع الأسعار، وهو ما دفعه إلى عرض اللحوم المستوردة في محله عوضاً عن اللحوم البلدية.
وأضاف: “نسب مبيعات اللحوم تشهد انخفاضاً كبيراً ، والناس لا تشتري اللحوم المحلية لأن سعرها يصل إلى 130 جنيه ، في حين يصل سعر البرازيلية إلى 70 جنيه للكيلو ، كما أن ظهور سيارات القوات المسلحة المصرية التي توزع اللحوم المستوردة أثر سلباً على تجارته”.
وأكد “جمال” أن البرازيلية ليست طيبة كاللحوم المحلية، وهو ما تقوله أيضاً أميمة النجار، المقيمة بحي السيدة زينب، والتي لجأت إلى شراء اللحوم البلدية الأكثر تكلفة والتي يصل سعرها إلى 120 جنيه مصري.
قصص ذات الصلة
وتقول أميمة: “أضع جدولا غذائيا لشهر رمضان يشمل تناول اللحوم مرتين فقط أسبوعياً؛ لأننا إذا تناولنا نفس كمية لحوم شهر رمضان العام الماضي، لن يكون هناك أي أموال متبقية لإنقاقها حتى نهاية الشهر”.
وفي نفس السياق، شهدت أسعار الدجاج الطازج زيادة ووصل الدجاج إلى 35 جنيه للكيلو، ويقول خالد شرارة، وهو بائع دواجن في السوق الشعبية للسيدة زينب إن نسبة الإقبال على شراء احتياجات رمضان العام الماضي أكثر بكثير من العام الحالي بسبب ارتفاع الأسعار.
ويضيف: “بلغت أسعار الدواجن العام الماضي 22 جنيه للكيلو، أما هذا العام زاد سعر الكيلو بمقدار 10 جنيهات ، لذلك لا يشتري الناس نفس الكميات”.
جاردن سيتي
وبالانتقال إلى حي جاردن سيتي أحد الأحياء الثرية في القاهرة، بات الوضع مشابهاً إلى حد ما لما يحدث في حي السيدة زينب المجاور له، لا سيما فيما يتعلق بموجة أسعار السلع الغذائية المبالغ فيها.
وقال مسئول عن أحد المتاجر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن متجره كان يبيع اللحوم والدجاج لسكان جاردن سيتي في عام 2016؛ ولكن هذا العام قرر وقف بيع اللحوم حيث يتجه السكان الآن لشراء اللحوم من أحياء الطبقة الوسطى التي تبيعها بسعر أقل.
ويؤكد علي هشام، وهو من سكان جاردن سيتي، إنه وسكان آخرين في هذا الحي الغني يعانون من جشع التجار ، مما دفعهم إلى الشراء من أحد الأحياء القريبة بسعر أقل ، ويقول إن جزاري الحي يبيعون كيلو اللحم ب 160 جنيه أي أعلى ب50 جنيه من أي مكان آخر.