أعلنت حركة سواعد مصر، الملقبة بـ«حسم»، أنها لن تعلن الهروب أو الانجرار إلى صراعات وهمية وسجالات عبثية، مؤكدة أن «الاستبداد» أزمة مصر الحقيقية وأن لديها وجهة وقضية واضحة ومحددة.
جاء هذا في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» في الذكرى الرابعة لانقلاب الثالث من يوليو.
واستهلت «حسم» بيانها قائلة: سنواتٌ أربعٌ مضت على إعلان الغدر والخيانة والكذبة الكبرى، كذبةٌ صُنِعت وزُينت؛ بدأها الكذاب الأشرّ بالتمسح بالمسؤولية الوطنية والتاريخية دون استبعاد أو إقصاء، وطبّقها بتدمير ما تبقّى من ثورة الخامس والعشرين من يناير بسفك الدماء وإضعاف المجتمع وتهديد تماسكه وتعميق الاستقطاب والانقسام وتدمير الاقتصاد وخيانة الأرض؛ فانتهت فكرة الدولة إلّا من أجهزة البطش، وانتهت إرادة الناس إلى: ما تسمعوش كلام حد غيري، ومازالت الكذبة والخيانة مستمرة.
الشيطانُ يعدُكم الفقر
وبشأن الارتفاع الجنوني في الأسعار وضعف قيمة الجنيه وارتفاع معدلات البطالة وتدني الخدمات والبنية التحتية، مع بلوغ الدين الداخلي مستويات خيالية تصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف مليار جنيه، وارتفاع الدين الخارجي لأكثر من 60 مليار دولار؛ أكّدت «حسم» أنه «جحيمٌ يستعر به الجميع منذ الثالث من يوليو 2013 وحتى الآن؛ وكأنه الشيطان يعدكم الفقر».
ونوهت إلى «اعتقال الآلاف بوحشية وهمجية مستمرة، فأكثر من أربعة آلاف طفل وأكثر من مائتي امرأة تعرضوا إلى الاعتقال، وأكثر من ثلاثة آلاف مصري تعرضوا إلى الإخفاء القسري والتعذيب الوحشي الممنهج؛ ما أسفر عن عشرات الحالات من القتل خارج إطار القانون، إضافة إلى تنفيذ حكم الإعدام -في غياب العدالة- على ثمانية مصريين، وتأكيد الحكم على 15 مصريًا وتهديد آخرين بتصديق حكم الإعدام عليهم في أي وقت».
وأضافت: «غير كارثة سيناء بجرائم قتل المدنيين والاعتقالات العشوائية والتعذيب وتهجير الأهالي وهدم البيوت، والتفريط في الأرض في جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين من أجل مصالح صهيونية لا تراعي أمننا ولا مصالحنا، والسعي للتفريط في حقول الغاز في البحر المتوسط، وما زال مسلسل التفريط والخيانة مستمرًا».
الاستبداد والفساد
وبحسب بيان الحركة، فإن «الاستبداد أُسُّ كل فساد وأصل كل جريمة وبلاء، دين المجرمين وعقيدة الفاسدين، عقيدة تحارب الدين والمتدينين إن دعوا للحرية، وتقمع المجتمع وتسحقه إن فكّرَ في مقاومة الاستبداد».
وتابعت: «لن نهرب أو ننجر إلى صراعات وهمية وسجالات عبثية؛ فأزمة مصر الحقيقية هي الاستبداد ثم الاستبداد ثم الاستبداد، ووِجهتنا وقضيتنا واضحة ومحددة، لن نقبل الاستبداد والاستعباد ولن نركع إلا لله الواحد القهار، وإن دولة الحرية والكرامة آتية بسواعدنا وسواعد الأحرار؛ سواعد مؤمنة مخلصة قوية متوكلة على ربها واثقة في وعده ورعايته، وهي بحاجة إلى العقول والسواعد في مختلف الميادين، في الفكر والعلم والبحث، وفي الإدارة والسياسة والقيادة، وفي مقاومة آلة القمع وامتلاك أسباب القوة ومقوماتها».
الاصطفاف لقضايا عادلة
وتابعت «حسم» في بيانها أنّ «أوّل الطريق أن يتحرر الثوار من أسْر التجارب الماضية فيستخلصون منها الدروس والعبر، ويبنون مستقبلهم بأنفسهم، لا ينتظرون غيرهم، يفكّرون ويخططون ويقاومون بمنهجية علمية تعرف الفارق بين الأحلام والأهداف والقدرات، وبين ما هو ممكن الآن وما هو ممكن بعد حين، وإن الله مع المخلصين المتوكلين ولن يترَهم أعمالهم أو يضيع سعيهم».
وطالبت الحركة بالاتحاد والاصطفاف على مبادئ وقضايا عادلة، وتابعت: فكم من قضايا للمستضعفين والمظلومين بحاجة إلى النصرة والدعم، وإن قضايا الإعدام والقتل والتعذيب والتعدي على حرمات البيوت والنساء والأطفال بحاجة لأن تكون أولى الأولويات مع قضايا الخيانة والتفريط في الأرض؛ فتتضافر الجهود وتُبتكر الحلول الإعلامية والسياسية والميدانية، وهل هناك أفضل من التوحّد لإنقاذ أرواح بريئة ومواجهة الخيانة؟!
الثأر للشهداء والمعتقلين
وأنهت «حسم» بيانها متوعّدة بالثأر للشهداء حتى تقرَّ أعينُ أهليهم وذويهم وتحرير قيد المعتقلين حتى تشفي صدور المكلومين وتمسح دموع المظلومين والمقهورين.