انتشر في الساعات القليلة الماضية مقطع صوتي للعقيد أحمد المنسي، الذي قتل اليوم في هجوم لمسلحين بسيناء، وصف بأنه «آخر رسالة صوتية للضابط المصري قبل استشهاده على يد جماعات إرهابية» لم تُعرف من هي حتى الآن.
وبالرغم من التعاطف الذي حظي به التسجيل الصوتي المزعوم وانتشاره؛ إلا أنه أثار شكوكًا لدى متخصصي تحرير مقاطع صوتية ومرتادي الشبكات الاجتماعية بشأن صحته، وقالوا إنه مفبرك.
طلب الدعم
في هجوم مسلّح بسيارتين ملغّمتين صباح اليوم الجمعة على نقاط عسكرية بمحافظة شمال سيناء، قُتل 23 من قوات الجيش؛ بينهم خمسة ضباط، وأصيب أكثر من 30.
وقالت مصادر لوكالة رويترز إن السيارتين انفجرتا أثناء مرورهما بنقطتي تفتيش عسكريتين متجاورتين على طريق خارج مدينة رفح الحدودية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها. فيما قال الجيش في بيان إن 26 من أفراده سقطوا بين قتيل وجريح، دون تحديد للعدد، وقال إن قواته قتلت أكثر من 40 من المهاجمين ودمّرت ست عربات استخدمت في الهجوم.
وبحسب التسجيل المزعوم للعقيد أحمد المنسي، طالب بتدخل قوات من الجيش لدعمه، قائلًا إنه في اللحظات الأخيرة من حياته ولن يترك الأرض والمجندين الذين معه في الموقع.
وهناك أربعة أسباب توحي بأن التسجيل الصوتي مفبرك وبطريقة رديئة أيضًا:
1- خلو صفحة المتحدث العسكري من التسجيل:
لم تنشر الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المقطع أو تشر إليه؛ رغم أنها نشرت تفاصيل الهجوم على نقاط تمركز بجنوب رفح بمحافظة شمال سيناء، كما نشرت صورًا قالت إنها للأفراد «التكفيريين» الذين هجموا على الكمين وقتلوا.
2- الصفحة الشخصية للضابط القتيل لم تنشر التسجيل:
أيضًا، خلت صفحة الضابط القتيل من المقطع المسجّل؛ حيث تضمّنت الصور الشخصية له بالزي المدني والعسكري، ما يثير الانتباه بشأن كيفية إيصال الضابط القتيل تسجيله إلى وسائل الإعلام.
3- ظهور التسجيل على صفحات غير معروفة:
نُشر التسجيل الصوتي بعد الواقعة بساعات على صفحات غير معروفة وحسابات غامضة على موقع يوتيوب، وتداولته وسائل إعلام محسوبة على النظام دون الحديث عن مصدر التسجيل.
4- نقاء صوت التسجيل ومكان تسجيله:
من اللافت في التسجيل المزعوم جودة المادة المذاعة ونقاؤها من أيّ «غلوشات»؛ على الرغم من المكان الذي يقف فيه المتحدث ويدعي أنه في «المعركة» ويفترض أنه واقف في الهواء الطلق وأثناء اشتباك مسلح؛ وهو ما لم يظهر في التسجيل.
أيضًا، ظهر صوت طلقات رصاص في المقطع المسجل كما لو كان خلفية بعيدة عن مكان التسجيل؛ وكأنه لم يكن في موقع الأحداث.