باتت التصفية والتمثيل بالجثث سمة لقواتي الداخلية والجيش، في إجراء اعتبره مراقبون محاولة للتغطية على الفشل الأمني السائد في سيناء؛ حيث يعاني الجيش من ويلات أنشطة «تنظيم الدولة» في سيناء منذ أربع سنوات دون تقدم على الأرض في السيطرة على الأوضاع هناك.
وفي الجمعة الماضية، نشرت صفحة «اتحاد قبائل سيناء» على «فيس بوك» فيديو يُظهر التمثيل بجثث قيل إنها لأفراد من «تنظيم الدولة» بعد تصفيتهم أثناء الهجوم الذي قاده مسلحون على كمين «مربع البرث».
والأربعاء الماضي، صفّت الداخلية 14 شخصًا دون توضيح أي أدلة توثق حدوث اشتباكات متبادلة؛ وقتلتهم تحت مزاعم تبادل إطلاق نار مع مطلوبين في منطقة بالإسماعيلية.
وواصلت الداخلية جرائم تصفية المعارضين باغتيال ثمانية أشخاص رهن الاعتقال في سوهاج؛ بدعوى تبادل إطلاق النار بين الطرفين، رغم أنه لم يُصب أحد في صفوف أفراد قوات الأمن.
وشهدت السنوات السابقة توسّع النظام في تصفية المناهضين له؛ حيث صُفيّ المئات عقب اعتقالهم.
تغطية على الفشل
من جانبه، قال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، في تصريح لـ«رصد»، إن «قواتي الجيش والداخلية تنتقمان من الفشل الذريع الذي يصيبهما في معارك الصحراء مع الجماعات المسلحة؛ فهم يلجأون إلى التصفية في محاولة للظهور بأنهم يقومون بدورهم دون خوف».
وأضاف: نحن نتعامل مع قوات زُرعت فيها عقيدة الانتقام الوحشي، وأصبح العسكري لا يفرّق بين إرهابي أو آخر؛ فكل المدنيين أمامه يمكن قتلهم.
وأعلن المتحدث العسكري مقتل وإصابة 26 من القوات المسلحة في شمال سيناء إثر انفجار عربات ملغومة في نقطة أمنية.
جثث في البئر
وسبق وتداول مرتادو مواقع التواصل فيديو يظهر أشخاصًا يستخرجون جثثًا ملقاة في بئر عميقة «ممن قتلوا بالقرب من معسكر للجيش بجوار مطار الجورة الدولي؛ لإخفاء معالم الجريمة»، بحسب صفحة «سيناء العز» على اليوتيوب.
وتؤكد الصفحة -المتخصصة في نشر ما تقول إنها انتهاكات تحدث لأهالي سيناء- أنها «جريمة وحشية جديدة يرتكبها الجيش المصري ضد أهالي سيناء العزل، وأن هؤلاء بعض المعتقلين في معسكر الجورة ماتوا تحت التعذيب فتم إلقاؤهم في هذا البئر».
تدمير للمنازل والمزارع
وأيضًا نُشر تسجيلان تظهر في أحدهما جرافات عسكرية تقتلع الأشجار وتخرّب المزارع، ويستعرض الآخر حجم الدمار لمناطق في سيناء تعرّضت إلى الهدم، بحسب «سيناء العز».
وأصدر المرصد المصري للحقوق والحريات تقريرًا عن هجمات الجيش المصري في شمال شبه جزيرة سيناء تحدث فيه عما سماها «انتهاكات ممنهجة ترتكبها القوات المسلحة المصرية هناك».
وكشف التقرير، الذي حمل عنوان «حينما تصبح الجرائم مجرد أرقام وبيانات»، أن الهجمات الميدانية في شمال سيناء خلّفت مقتل مائتي شخص واعتقال نحو 1500، وهدم أكثر من 350 منزلًا منذ 3 يوليو/ تموز الماضي؛ معتبرًا أن هذه الانتهاكات تحدث بذريعة الحرب على «الإرهاب» في شمال سيناء.
وتحدّث التقرير، الذي تزامن إصداره مع الذكرى الـ32 لتحرير سيناء، عن مخالفة الهجمات العسكرية في المنطقة «للقوانين والمبادئ القانونية التي تحيلها إلى جرائم ضد الإنسانية»؛ إذ يتهم المرصد الجيش المصري بالقتل «خارج إطار القانون والتعذيب والاعتقال التعسفي ضد مئات المصريين».