في الوقت الذي يخشى فيه أهالي سيناء عمليات التهجير القسري التي يقوم بها الجيش، جاءت تصريحات المتحدث بأسم قبيلة الترابين عن المطالبة بإخلاء المدنيين من مناطق الصراع لتثير غضب أهالي سيناء، وتأييد من النظام.
وتعتبر تصريح المتحدث باسم قبيلة الترابين هو التصريح الأول من أحد قبائل سيناء يتحدث فيه عن إخلاء مناطق في سيناء من المدنيين.
إخلاء سيناء من المدنيين
ومن جانبه طالب موسى الدلح، المتحدث الرسمي باسم قبيلة الترابين، بإخلاء المدنيين من المناطق العسكرية ومسرح العمليات بحيث يتم التعامل مع جميع المتواجدين بها.
وقال الدلح في مداخلة هاتفية مع برنامج «صح النوم» المذاع على قناة «ltc»: « هناك اختراقات، وبعض الناس ضعيفة وبعضهم لها مصالح وتنقل تحركات الجيش وأبناء القبائل».
وأضاف: «ماحدث برفح هو انتصار للجنود ولابناء القبائل وتوحدهم مع الجيش»، منوهًا إلى أنه بالرغم من كل تجهيزات الإرهابيين إلا أنهم لم يستطيعوا رفع العلم على مبنى واحد، ولم يستطيعوا أن يأخذوا كثير من الجثث التى ظلت في الصحراء تنهشها الكلاب، ولم يستطيعوا تصوير فيديوهات، ومازال يتم مطاردتهم حتى الآن.
اقتراح برلماني
واقترح النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إخلاء عدة آلاف من أهالى مدينتى رفح والشيخ زويد، بمحافظة شمال سيناء، إلى مناطق بديلة بشكل مؤقت، حتى تتم السيطرة على الأوضاع الأمنية والقضاء على الإرهاب هناك، مشيرا إلى ضرورة وجود ضمانة من قبل الحكومة بعودتهم مرة أخرى إلى أراضيهم وفق جدول زمنى محدد.
وأوضح الغول فى تصريحات نقلتها صحيفة الشروق أنه بمجرد نقلهم إلى منطقة بديلة سيتم إعمارها على الفور، وتقديم التعويض المناسب لهم عن أية أضرار محتملة، مضيفا: «شهداؤنا من ابناء القوات المسلحة والشرطة المصرية، هم كنز حقيقى استغرق بناؤه سنوات طويلة وكلف الدولة الملايين وأى نقطة دم من أحدهم لا تقدر بثمن».
وأكد أن ما يحدث فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، هو استنزاف للموازنة العامة للدولة، مضيفا: «نحن الآن فى حالة أسوأ من حالة الحرب، ونحارب أكثر من دولة، وعدونا غير محدد بعد، والعملية الأخيرة (كمين البرث) تؤكد أن ما حدث ليس عملا فرديا بل عملا مخابراتيا تدعمه دول خارجية مثل تركيا وقطر إسرائيل».
وقال الغول إن «بيانات الإدانات أو الشجب حيال مثل هذه الحوادث لم تعد كافية، وانه يجب على الدولة اتخاذ قرارات مصيرية وصعبة حتى يمكن إنهاء هذا العبث الذى يحدث فى شمال سيناء».
مطالب أمنية
ومن جانبه قال الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، القيادي السابق بجهاز الأمن الوطني، إن المواجهات العسكرية في مصر لدحر الإرهاب وحدها غير كافية للقضاء عليه، موضحًا أن هناك محاور يجب أن تكون متواجدة في المواجهة وهي المحور السياسي والاقتصادي والثقافي والتعليمي.
وطالب «علام»، خلال لقائه ببرنامج «بالورقة والقلم»، المذاع عبر فضائية «TEN»، مع الإعلامي نشأت الديهي، مساء السبت، الحكومة بأن يتم تهجير أهالي سيناء؛ حتى تتمكن القوات المسلحة من القضاء على الإرهابيين الذين يندسون وسط الأهالي، متابعًا: «إذا تم إنشاء ترعة على حدود مصر مع غزة سيتم ضمان غرق الانفاق التي يتسلل من خلالها التنظيمات الإرهابية».
وأضاف أن عمليات التنظيمات الإرهابية الكبيرة تستهدف عدم انشقاق أفرادها، موضحًا أن الهدف من تغيير مسميات التنظيمات الإرهابية هو تضليل أجهزة الأمن.
رفض سيناوي
ويرفض الأهالي في سيناء التهجير القسري لهم، وإخلاء منازلهم وأرضهم.
وفى أول رد فعل من جانب نواب سيناء على هذا المقترح، قال النائب رحمى عبدربه إن «هذا المقترح مرفوض جملة وتفصيلا، ولن نقبل بترحيل أهالينا أيا كان الأمر»، مشيرا إلى ان المقترح ليس أكثر من «شو إعلامى».