شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تحليل: إيران ستنتصر إذا حاربت «إسرائيل»

من الهجمات المندلعة في الجولان - أرشيفية

أكّد مركز «كايرو ريفيو أوف جلوبال أفيرز» أنّه إذا نشب صراع إسرائيلي إيراني عسكري ستكون موازين القوى لصالح الجمهورية الإسلامية، التي تمكّنت من اكتساب موطئ قدم بالقرب من الحدود الغربية الإسرائيلية ومرتفعات الجولان؛ كاشفًا في تحليل لـ«ميسم بهرافيش»، أستاذ العلوم السياسية بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لوند في السويد، أنّ الصراع الحقيقي الآن يدور في غرب سوريا بطرق مباشرة وغير مباشرة بين «إسرائيل» وإيران، وسط تجاهل أميركا وروسيا، اللتان تسعيان لحماية مصالحهما ومناطق نفوذهما.

وأضاف، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ الرئيسين ترامب وبوتين اتفقا في نوفمبر الماضي على تنفيذ خطة لوقف إطلاق النار في غرب سوريا، أو بمعنى آخر المناطق التي تشمل محافظة درعا، المتاخمة للأردن والقنيطرة المتاخمة لمرتفعات الجولان التي تسيطر عليها «إسرائيل».

وبالرغم من مساهمة الاتفاق في تحقيق الاستقرار النسبي في سوريا، فجرس الإنذار دقّ لخطر آخر؛ فالإسرائيليون يشعرون بالقلق المتواصل؛ لأنه وفقا للمخطط ستتمكن إيران من اكتساب موطئ قدم في الفناء الخلفي لـ«إسرائيل»، وهي فرصة غير مسبوقة لها.

وتاريخيًا، يمتد الصراع الإسرائيلي الإيراني منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979؛ إذ تواجه إيران «إسرائيل» عبر حزب الله والمجموعات الفلسطينية مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي. والآن، بفضل الحرب الأهلية السورية؛ تمكّنت إيران من الفوز بموطئ قدم على بعد بضعة كيلومترات من الأراضي الإسرائيلية.

وأكّد وزير الاستخبارات الإسرائيلي «يسرائيل كاتس»، في مؤتمر صحفي بتل أبيب في سبتمبر الماضي، أنّه في حال بروز المواجهة العسكرية مرة أخرى مع إيران ستتمكن الجمهورية الإسلامية من نشرات عشرات الآلاف من المليشيات الشيعية من مختلف الدول على الحدود الشمالية لـ«إسرائيل».

وقا إنّ «إسرائيل» اعتمدت استراتيجية متعددة الأهداف لمنع حدوث ذلك؛ بدءًا من استهداف الحرس الثوري الإيراني والمليشيات المتحالفة معه في منطقتي القنيطرة والجولان، واعتراض شحنات الأسلحة التابعة لحزب الله في سوريا، بما فيها الصواريخ متوسطة المدى، بجانب مقاومة إيران بشكل منهجي.

وقال إنّ أحد التحركات الإسرائيلية في هذا الشأن قصفها لقافلة تابعة لحزب الله في منطقة القنيطرة في 18 يناير 2015؛ أسفرت عن مقتل ستة أفراد من حزب الله، بينهم جهاد مغنية نجل قائد حزب الله الراحل عماد مغنية، والجنرال العسكري محمد علي اللحدي قائد رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني.

وبعدها بأسبوعين، رد حزب الله بهجوم صاروخي على قافلة إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية؛ أسفر عن مقتل جنديين احتلاليين، وفي سبتمبر 2017 استهدفت طائرات إسرائيلية منشأة عسكرية بالقرب من مدينة مصياف شمال غرب حماة، وزعمت أنها مصنع لإنتاج الأسلحة الكيميائية ومخزن لصواريخ أرض أرض.

لكنّ توقيت الهجوم بعد توقيع الاتفاق الأميركي الروسي بخصوص مناطق التصعيد كشف أنّ «إسرائيل» غير راضية عن واشنطن وموسكو. وزار رئيس الموساد يوسي كوهين واشنطن في أواخر أغسطس الماضي لإبلاغ ترامب شخصيًا أنّ «إسرائيل» لا تقبل الاتفاق الروسي الأميركي، وبعدها عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مخاوفه لبوتين من إمكانية توطيد الوجود الإيراني جنوب غرب سوريا.

وتؤيد روسيا خطة التصعيد؛ لرغبتها في إنهاء الصراع وفقًا لشروطها الخاصة، بما يعود عليها بالنفع اقتصاديًا وجيوسياسيًا، وتوطيد مكانتها كقوة عظمى في الشرق الأوسط وداعمة للسلام العالمي.

وفيما يتعلق بواشنطن، فإنها سعت لإبرام الاتفاق بسبب أولويته القصوى في هزيمة «تنظيم الدولة» ومساعدة الأكراد على إقامة موطئ قدم لهم شمال شرق سوريا لحماية المصالح الأميركية، بعد انقسام سوريا لمناطق نفوذ مختلفة. وبجانب ذلك، فالوجود الإيراني في سوريا لا يعني شيئا لأميركا؛ وإنما لـ«إسرائيل».

وحذّرت مصادر مقربة من المعارضة السورية مرارًا من وجود المليشيات الإيرانية في منقطة القنيطرة.

وتعد «النجباء»، الجماعة الشبه العسكرية العراقية المدعومة من إيران، أولى الحركات الشيعية التي أعلنت تأسيس وحدة داخلها باسم «تحرير الجولان» من الاحتلال الإسرائيلي في مارس 2017؛ أي بعد مدة وجيزة من استعادة حلب. ومكّن إعلانها هذا المجموعات الإيرانية الأخرى داخل الأراضي السورية من تركيز قوتها على الجبهات الجنوبية والغربية والشرقية، وأبرزها «فوج الجولان» المنتمية لقوات الدفاع الوطني الموالية لبشار ويقع مقرها في خان أرنبة بالقنيطرة.

ولا تقتصر التحركات الإيرانية في غرب سوريا على تعبئة المليشيات؛ إذ تدّعي مصادر استخباراتية غربية أنّ القوات الإيرانية تحاول الآن إنشاء قاعدة عسكرية دائمة بالقرب من دمشق، ورصدت الأقمار الصناعية صورًا لأنشطة بناء في موقع الكيسوة على بعد 14 كيلومترًا جنوب دمشق، وهو المكان الذي استخدمته قوات الأسد من قبل.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية موقع الكيسوة في 2 ديسمبر الماضي، وأفادت تقارير بأنّ جنودًا إيرانيين قتلوا وجرحوا في القصف. وبصرف النظر عن الاعتماد على قواتها الجوية، تعمل «إسرائيل» أيضًا مع الجماعات المتمردة السورية، مثل «فرسان الجولان أو لواء الجولان»؛ لخلق حاجز ضد المليشيات المدعومة من إيران في محافظة القنيطرة.

ويشمل التعاون تقديم خدمات طبية ومساعدات مالية وتبادل معلومات استخبارية، بجانب تقارير عن تعاون إسرائيلي مع جماعات أخرى كأحرار الشام وحركة التحرير (جبهة النصرة سابقًا)، وحتى تنظيم الدولة؛ للرد على القوات الموالية للأسد.

في النهاية، الوجود العسكري أو شبه العسكري لإيران جنوب غرب سوريا سيتيح لها فتح جبهة جديدة ضد «إسرائيل» على حدودها الشمالية الشرقية إذا نشب صراع؛ وهو التطور الذي من الممكن أن يغير من توازن القوى في المنطقة لصالح إيران.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023