شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

موقع فرنسي: إلغاء الحج تكلفته الاقتصادية كبيرة على المملكة

سلط موقع أرتيكل 19 في نسخته الفرنسية الضوء على القرار الذي اتخذته السلطات السعودية بإلغاء موسم الحج للعام الحالي بالنسبة للقادمين من خارج البلاد، وهو الأمر الذي لم تشهده المملكة منذ تأسيسها سنة 1932 وبداية وصايتها على البقاع المقدسة.

وقال الموقع، حسب عربي21، إنّ ملايين الناس لن يحجوا إلى مكة المكرمة هذا العام؛ بسبب وباء كوفيد-19، لكن هذا الحدث ليس الأول من نوعه في تاريخ الحج عبر القرون الماضية.

وعادة ما يسافر أكثر من 2.5 مليون شخص من أصل 1.8 مليار مسلم حول العالم إلى البقاع المقدسة، إذ تُعتبر فريضة الحج الركن الخامس في الإسلام، وهي واجبة على كل مسلم بالغ، قادر على أدائها ماديا وبدنيا، وهي بالنسبة لأغلب المسلمين رحلة العمر.

إلغاء الحج.. خيبة أمل كبيرة
أوضح الموقع أن الفترة الماضية شهدت الكثير من التكهنات حول إلغاء موسم الحج بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، لكن المملكة أعلنت في آخر الأمر أنها لن تُلغي المناسك بشكل كامل، لكنها لن تستقبل الحجيج من خارج البلاد وستسمح فقط للمقيمين داخلها بأداء الفريضة.

وقررت السلطات السعودية السماح لما يقارب ألف شخص بالحج هذا العام، واشترطت أن لا يتجاوز سن الحجيج 65 عاما، وأن يخضعوا لفحص مسبق.

وأوضح الموقع أن هذا الإلغاء تسبب في خيبة أمل كبيرة للمسلمين في جميع أصقاع العالم، حيث أن الكثير منهم قضوا سنوات يجمعون الأموال اللازمة لأداء فريضة الحج وكانوا في انتظار لحظة السفر إلى مكة.

وقال الموقع إن هذا القرار غير المسبوق في تاريخ المملكة منذ تأسيسها قبل ما يقارب 90 عاما، كان قرارا شديد الحساسية، وهو ما يفسر التأخير الذي حصل قبل الإعلان عنه رسميا. ومن المنتظر أن يشكل ضربة كبيرة لاقتصاد البلاد.

حماية صحة الحجاج
برّرت السلطات السعودية إلغاء مناسك الحج للقادمين من خارج البلاد برغبتها في حماية الحجاج والحفاظ على سلامتهم في ظل الظروف الراهنة التي تمرّ بها المملكة، وهو ما أكده محمد بنتن وزير الحج السعودي.

من جانبه، اعتبر خالد رشيد، رئيس المركز الإسلامي في الهند، أن الصين تتحمّل مسؤولية إلغاء الحج هذا العام، وقال “لو نبهت الصين العالم مسبقا عن كوفيد-19 لكان رد فعل العالم مختلفا”. وأضاف أنه يجب السماح لوفد من الهند بأن يؤدي المناسك لأنه لا يجب كسر التقاليد وإلغاء هذه العبادة السنوية حسب رأيه.

قرار حكيم ومسؤول
في مصر، أشاد أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بالخطوة التي اتخذتها السلطات السعودية قائلا إنها تظهر وعي الرياض بالمخاطر التي يسببها الفيروس. وقد رحب المسؤولون في إندونيسيا وأفغانستان كذلك بالقرار السعودي.

وكانت المملكة قد أغلقت حدودها أمام الزوار الأجانب منذ نهاية شباط / فبراير الماضي، كما فرضت إجراءات أخرى منها حظر التجول الكامل لما يقرب من ثلاثة أشهر في مكة، وعلّقت مختلف الأنشطة التجارية.

إلغاء الحج عبر التاريخ
أشار الموقع إلى أن التاريخ الإسلامي شهد إلغاء مناسك الحج عدة مرات في الماضي بسبب الحروب والمجاعات والأوبئة والأزمات السياسية. وفقا لمؤرخين من مؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية، أُلغي الحج 40 مرة على الأقل منذ عام 930 ميلادي. وكانت المرة الأولى عندما نهبت طائفة القرامطة مكة المكرمة وقتلت 30 ألف حاج. وبعد سرقتهم للحجر الأسود، تم تعليق الحج لمدة عشر سنوات حتى أعيد الحجر إلى مكة.

كما أُلغي الحج بسبب الأوبئة، ومنها وباء الكوليرا الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الحجاج في القرن التاسع عشر.

وشهد الحج بعض الأحداث المأساوية في السنوات الأخيرة، ومنها أحداث تدافع وانهيار رافعة في عام 2015، ما أسفر عن مئات الضحايا. وفي عام 1987، قتلت قوات الأمن السعودية أكثر من 400 شخص، معظمهم من الشيعة، بعد أن أصرّ عدد من الحجاج الإيرانيين على القيام بمظاهرات أثناء الحج.

تكلفة اقتصادية مدمرة
أكد التقرير بأن التأثيرات الاقتصادية لإلغاء الحج ستكون مدمرة على المملكة، إذ ينفق كل حاج آلاف الدولارات لأداء المناسك.

وبحسب رويترز، فإن مناسك الحج والعمرة تدر على المملكة حوالي 12 مليار دولار سنويا، أي ما يقارب 20 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للبلاد.

ويعتبر سيمون هندرسون الخبير في الشأن السعودي بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن قرار إلغاء الحج قرار صعب، ومن شأنه أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد السعودي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023