لن أتحدث عن مشاعر أم أو أب أو أسر بالكامل تأكل النيران قلوبهم على فلذات أكبادهم الذين ذهبوا فى الصباح الباكر للمدرسة ليحضروا الحصة الأولى وكلهم آمال وأحلام عن المستقبل ولكنهم لم يذهبوا للمدرسة ولكنهم حضروا الحصة الأولى فى الجنة .. لأنهم ببساطة ماتوا
إن كل مايشغلنى الأن هى الحصة الأولى التى ينبغى على كل المسئولين أن يحضروا فيها ويتعلموا منها ماهى المسئولية؟
عندما قال عمربن الخطاب وهو فى المدينة المنورة: لو تعثرت دابة في العراق لخشيت أن يسألنى الله عنها لمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر – هذا هو عمر بن الخطاب لم يقول انها مسئولية والى العراق لأنه ببساطة هو من اختار الوالى
إن المسئولية عن هذا الحادث وغيره تبدأ من رئيس الدولة مرورا برئيس الوزراء وحتى اصغر منصب فى المنظومة
فرئيس الدولة هو المسئول عن اختيار رئيس الوزراء وهو مسئول عن اختيار وزرائه وهم المسئولين عن وضع الخطط لتطوير مجال وزارتهم والوقوف على تنفيذ تلك الخطط وبالتالى اى فشل يتحمل مسئوليته الجميع مثلما اى تطوير او إنجاز سينسب وقتها للكبير والصغير ويتفاخر الجميع بأنهم أحسنوا الإختيار
على الجميع أن يدرك أن الحصة الأولى فى المسئولية تتحدث عن ان هناك واقع نعانى منه وهو الفساد الذى استشرى فى جميع انحاء البلاد لذلك على كل مسئول ان يدرك ان منصبه ليس للتفاخر وانما للعمل فإن لم يجد فى نفسه القدرة على التعب والمجهود فليرح نفسه ويرحنا جميعا ويرفض المنصب
إن الحصة الأولى فى معنى كلمة مسئولية هى ان يدرك كل مسئول ان عليه ان يضع الخطط لتطوير الجانب الذى تحت يديه وبما أن المهمة كبيرة والفساد مستشرى فى البلاد وهناك نقص فى الموارد اللازمة للتطوير لذلك فعليه ان يبدأ بوقف الاهمال كمرحلة اولى على الاقل وهذه لاتحتاج اكثر من رقابة فعالة وروح جديدة تدب فى جسد المنظومة الحكومية الذى انهكه الاهمال والفساد والروتين
لو كان وزير النقل يقوم بعمله فى مجال تطوير منظومة النقل بجانب إيقافه لعوامل الاهمال لكان ببساطة قد تأكد وراقب على كل المسئولين تحت يديه هل يقومون بواجباتهم ام لا لو تم ذلك لكن هناك من يشرف على ان المسئول عن مزلقان السكة الحديد يوجد فى مكانه ولديه مايحتاجه ليمنع من تسول له نفسه من عبور المزلقان وقت قدوم القطار
ولكن بما أننا فى منظومة لا يتحرك المسئولون فيها للقيام بواجباتهم إلا بعد الرسوب فى الاختبار لذلك نجد دائما تكرار للحوادث ويكون أقصى أمانينا أن يقال المسئول ولكن بعد ان ترك ورائه قلوب تحترق ويأتى من بعده وينتهج نفس النهج ولا يحضر الحصة الأولى وبالتالى تتكرر المآسى وتتوالى الكوارث
أعلم ان بعد هذه الكارثه سيكون هناك اهتمام بمجال السكة الحديد على الأقل لإمتصاص غضب الناس ولكن أين المسئولين عن المجالات الأخرى كالصحة والتعليم والطرق والمياه وغيرها
سنجد بعد فترة كبيرة او صغيرة مصيبة أخرى وكارثه أخرى ومسئول يقال ودماء تراق وقلوب تحترق
سيدى الرئيس انها مسئوليتك وستحاسب عنها أمام الله انت من تختار رئيس الوزراء وهو من يختار من يليه فكيف ستختار وكيف ستراقب أفعالهم قبل أن تقع المصائب
سيدى الرئيس اننى مازلت احلم باليوم الذى اجد فيه الرئيس وكافة مسئوليه يتنكرون فى هيئة مختلفة وينزلون إلى الشارع كمواطن عادى ليرى حال الهيئات الحكومية كافة التى يتعامل معها المواطن البسيط كالمستشفيات والمدارس والمصالح الحكومية ووسائل النقل وغيرها ليرى كيف تعمل وهل هناك رقابة تتم ام لا وكيف يتعاملوا مع المواطن وكيف هى حال الطرق والمواصلات
وعندما يجد من يهمل او يفسد او من لايقوم بمهمام وظيفته فليحال إلى التحقيق والمحاسبة
سيدى الرئيس قد يكون حلمى خيالى ولكنى اخذت حلمى من أسلوب حكم عمر بن الخطاب عندما كان يتحرك ليلا ليرى حال شعبه بدون أى حراسة او سابق معرفة انه سيمر ليراقب حال البلاد وهو وقتها رئيس لأكثر من دولة
أعلم أن الظروف تختلف عن ظروف فترة حكم عمر بن الخطاب ولكن عليك أيضا ان تبتكر اسلوبا يتيح لك فعل ذلك وهذه مهمتك ومهمة مستشاريك ومن أخترتهم كمسئولين ان يروا الواقع كما هو بأنفسهم ليعلموا هل هم على الطريق الصحيح أم أنهم يروا صورة مزيفة مصطنعة صنعها لهم من علم مسبقا أن سيأتوا لهذا المكان
سيدى الرئيس هناك اماكن كثيرة قد تكون هى الكارثة المقبلة إذا لم يتحرك من اخترتهم لتولى المسئولية ليقوموا بواجباتهم الأن وان يدركوا أن عليهم أن يتعلموا من الحصة الأولى لأنه ببساطه قد تكون الحصة الأولى هى الحصة الأخيرة