شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا تقتل يا زيد؟ – أدهم حجاج

لماذا تقتل يا زيد؟ – أدهم حجاج
  في البداية لم يجاوب زيد على السؤال, لماذا يشرح لك شيئا لن تفهمه, شعورا لن تحسه, أموراً لم ترها و لن...
 
في البداية لم يجاوب زيد على السؤال, لماذا يشرح لك شيئا لن تفهمه, شعورا لن تحسه, أموراً لم ترها و لن تتخيلها..
لماذا يرهق نفسه في الدفاع عن نفسه أو فعله و هو يعلم مسبقاً حكمك عليه.
هو يعلم أنك في النهاية ستهز رأسك في حكمة تدعيها.. تصدر حكمك عليه.. ثم تنسى بعدها بأيام كل شئ عن زيد و لماذا قتل زيد..
 
تلح في السؤال, يبدو أنك تختلف عنهم…
إذا فلتنضم لجلستنا, اشرب معنا القهوة و أنت تسمع لقصتنا..
زيد قتل لأنه رأي أخاه يسقط صريعا برصاص جنودكم, قلتم أنه كان خطأ غير مقصوداً.. هو شئ حزين و لكنه معتاد في الحرب ضد الإرهاب. 
عليك يا زيد أن تتفهم ذلك.. أن تدرك قيمة ما نفعله.
حتما ستشعر بقيمة ما نفعله حينما نقضي على الإرهابيين تماما..
كان هذا ما سمعه زيد بعد مقتل أخيه.."الأول".
فسرعان ما لحق به أخوه الثاني, ثم عمه.. حرب شرسة ضد الإرهاب هي.
يحكي لك زيد عنها, يحكي لك كيف فقد كل من يحب فيها.. على يد طرف واحد دائما..
يحكي لك كيف كان جنود هذا الطرف يحاصرون المساجد, أنت تفهم كيف يتحصن هؤلاء الإرهابيون بالمساجد..أماكن العبادة مقدسة يجب أن يتعلم هؤلاء الهمج كيف يحترمونها..
سنعاقبهم .. بتدمير المساجد على رؤوسهم..
ترى تلك اللمعة في عيني زيد الان.. أنت تعلم أنه لن يبرر لك لماذا قرر أن يقتل..
أنت ترى بعينيه الان..
ترى جثامين أحبائك تمر أمامك هامدة, ترى كيف تحولت بلدتك لحطام و خراب على يد هؤلاء الجنود..أنت تشعر بنفس الغضب, ذلك الشعور الذي تعدى مرحلة الثأر.. هو يقتل لا ليثأر لمن قتلوا أحبائه بدون وجه حق.. ثم نعتوه بالإرهابي ليفلتوا بدون عقاب..
زيد يقتل ليحمي اخر من يحب..
سيعود زيد لصمته مجددا..
هل جاوب على سؤالك؟ هذا شئ لا يشغل بال زيد..
زيد ذلك الشاب العراقي الجميل الذي ظل سنتين يرى فيهما مصرع كل من يحب قبل أن يقرر أن هذه الحرب يجب أن تتوقف..
زيد حارب جيش احتلال يقتل بلا رحمة, بلا حساب-في أغلب الأحيان ..
———————————-
* الصورة المرفقة ليست من العراق..
هي من أرض الفيروز..سيناء
الجنود على اليسار بالتأكيد ليسوا إسرائيلين.. و التاريخ ليس 1967.
تشعر بالأسى عندما ترى القتل و التدمير, الذل و الهوان من يد كانت لك فأصبحت تقتلك..تشعر بالمرارة كلما تقارن بين عدوك و بين خائن بلدك..أيهما أكتر تنكيلا..
تعلم يقينا أنك ستجلس يوما لتسمع من زيداً أخراً لماذا يقتل..
حتى الكلاب تجد من يدافع عن حقوقها..
عندما يكون خائن بلدك أكثر إجراما من عدوك.. عندها ستكون كل مهمة عدوك هي "التنسيق" معه لقتلك.
———————————-
"لماذا تقتل يا زيد" كتاب للكاتب الألماني يورجن تودينهوفر, يحكي فيه عن حقيقة المقاومة العراقية في مواجهة القوات التي احتلت العرق بدعوى "محاربة الإرهاب".
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023