فوجئت قبل أيام بهذا الحوار الذى جرى بين الرئيس المخلوع حسنى مبارك ولاعب كرة معتزل اسمه "مصطفى يونس"، وقد اهتمت به أجهزة الأعلام والصحف التى يملكها رجال الأعمال، خاصة تلك التى تكره الإخوان والمرتبطة بالانقلاب.
وأسألك هل كان هذا الأمر يمكن تصوره قبل الإطاحة بالرئيس الشرعى أم أن الدنيا تغيرت تماما إلى الأسوأ بعد استيلاء العسكر على مقاليد الأمور فى بلدنا من جديد؟!
قبل الانقلاب رأينا الرئيس المخلوع محبوسا، ثم تم وضعه تحت الإقامة الجبرية، والأجهزة التى أقامها لإحكام سيطرته على الوطن عملت الثورة على حلها، ورجاله استبعدوا من مناصبهم.. وهذا المشهد تغير كلية، وشهدنا مبارك عاد ليطل علينا من جديد، ومن يدرى ربما رأيناه قريبا متحدثا فى حوار مع إعلامى موالٍ للعسكر ويكره الإخوان!!
أما أدواته فقد عادت للعمل من جديد، وليس أدل على ذلك من عودة ضباط أمن الدولة إلى وظائفهم من جديد، وهؤلاء يعدون بالمئات شملتهم حركة التطهير بعد الثورة، وعدد المعتقلين من الإخوان يزيد عن عشرة آلاف، والعديد منهم من أساتذة الجامعات والمثقفين ويعدون من خيرة أبناء مصر، وقال تقرير حكومى إن هناك 12ألف مواطن أغلبهم من الشباب الفقراء صدرت ضدهم أحكام بالسجن فى محاكمات عسكرية!
وباختصار عاد جو الإرهاب والقمع التى كان يتميز بها نظام مبارك، بل هو أسوأ منه!
ومن الغريب أن نجد من يتحدث عن ثورة30 يونيو التى كان أنصار المخلوع من أشد أنصارها وأفرزت هذا الاستبداد الذى نراه، وصدق من قال إذا لم تستح فاصنع ما شئت.