شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المهاجرون بعد الانقلاب العسكري: هذي بلاد لم تعد كبلادي!

المهاجرون بعد الانقلاب العسكري: هذي بلاد لم تعد كبلادي!
"قد كان آخر ما لمحت على المدى.. والنبض يخبو صورة الجلاد.. قد كان يضحك والعصابة حوله.. وعلى امتداد النهر...
"قد كان آخر ما لمحت على المدى.. والنبض يخبو صورة الجلاد.. قد كان يضحك والعصابة حوله.. وعلى امتداد النهر يبكي الوادي.. وصرخت والكلمات تهرب من فمي.. هذي بلادٌ لم تعد كبلادي!".. بهذه الكلمات من قصيدة فاروق جويدة وصف أحد المسافرين من مصر حاله على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد أن اضطرته الممارسات القمعية للانقلاب العسكري إلى حزم أمتعته والسفر.
 
ورغم أن جويدة قال قصيدته في مناسبة مختلفة، فإن كثيرا من المسافرين من مصر يرون أنه قد غيّم الظلام على سماء مصر بعد مشاهد الدماء التي سالت جراء الانقلاب العسكري، وهو ما نتج عنه آلاف من المهاجرين خارج الحدود المصرية، ومئات الآلاف من الباحثين عن الهجرة؛ هروبًا من سجون الانقلاب العسكري، ولاستكمال النضال خارج حدود الوطن.
 

عقول مهاجرة

 
ومن أبرز مشاهد الهجرة والهروب من بطش الانقلاب مشهد عبد الله عاصم، الشهير بـ"المخترع الصغير"، الذي رفض الرجوع من أمريكا إلى بلده مصر، عبر انتهاء مسابقة شركة "إنتل"، مبديًا تخوفه من أمن الانقلاب.
 
في هذا السياق، يقول عضو المكتب التنفيذي لجبهة علماء ضد الانقلاب د. وصفي أبو زيد، أن من الآثار الكارثية للانقلاب الدموي في مصر توقف العقول عن التفكير والإبداع، وهجرة الطاقات العلمية والفكرية والثقافية للخارج، ووجود مئات بل آلاف المصريين الراغبين في الهجرة، بما كان من آثار اضمحلال درجات الانتماء الوطني في نفوس المصريين؛ جراء ما قام به الانقلاب من جرائم وكوارث ضد الإنسانية.
 
ويضيف في تصريحات خاصة لـ"رصد"، أن من المهاجرين علماء ومفكرين وقممًا مصرية وقامات علمية في كل التخصصات، خرج أغلبهم ليس فرارا من الموت أو الاعتقال، ولكن لانتجاع أراض جديدة لمقارعة هذا الانقلاب وكشف الغطاء عنه، وتعرية علماء السلطة المجرمين المدلسين، وعملاء الشرطة المنبطحين الخائنين، الذين خانوا رسالتهم، ودلسوا على شرع الله، وأنزلوا الأحكام الشرعية على غير مناطاتها، وأفتوا بإهدار الدماء المعصومة، وحرضوا على القتل والنفي وحرق بيوت الله.
 

مواصلة النضال

 
ويتابع أبو زيد: إن العلماء الذين خرجوا من مصر كان خروجهم لأداء رسالة وتحمل أمانة، هي رسالة هذا الدين، وأمانة العلم الذي تعلموه، ومن ناحية أخرى ليرسموا الطريق أمام المرابطين والمناضلين، ويجيبوا على أسئلتهم، ويبينوا لهم الحلال من الحرام، والمصلحة من المفسدة، والجائز من غير الجائز، والصواب من الخطأ.
 
وبسؤاله عن التضحيات التي بذلوها جراء هجرتهم خارج البلاد، قال: قد قدموا بخروجهم من مصر تضحيات نبيلة، فمنهم من فارق أهله، ومنهم من تم فصله من عمله، ومنهم من خسر ماله، ومنهم من توقفت تجاراته وأعماله، ومنهم من حُبس عن زيارة أهله وأرحامه فلا يستطيع الرجوع، ومنهم من مات أبناؤه، أو أبوه أو أمه، ولم يستطع حضور الجنازة أو العزاء.
 
ويواصل أبو زيد حديثه قائلاً: كل هذه تضحيات نبيلة، لكنها لم ولن تثنيهم عن مواصلة الطريقة ومقارعة المجرمين، وكشف زيف علماء الشيطان والسلطان، ورسم الطريق الصحيحة للثوار الأبطال الشرفاء.
 
ويختتم حديثه: لسوف يعود هؤلاء العلماء والدعاء إلى وطنهم الحبيب عودةً لا خروج بعدها أبدا، لأننا نؤمن أن هذه الجولة هي نهاية الجولات في الصراع بين الحق والباطل.
 

خراب

 
وفي السياق ذاته، يقول "أحمد حمدي"، مقيم بكندا، أنه بعد ثورة 25 يناير كان قد قرر العودة إلى مصر، وفتح مشروع خاص به والاستقرار في وطنه، ولكن عقب الانقلاب العسكري، أصبح يعاني الأمرين، حيث افتتح محل لتجارة الأغذية والمعلبات.
 
وأشار إلى أن الصورة في مصر الآن أصبحت مظلمة ويصعب التكهن بأن الحال سيتحسن بمصر، وقال: "اضطررت إلى أن أعود أدراجي إلى كندا علشان لو استمريت بالعمل في مصر هيتخرب بيتي".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023