"الرقص".. عنوان كبير صار مسيطرا على العديد من المشاهد بالساحة المصرية خاصة بين الموالين للانقلاب العسكري، غير أن المفاجأة أن الرقص لم يقف عند اللجان الانتخابية على أنغام "تسلم الأيادي"، ومؤخرًا "بشرة خير" فقط؛ بل امتد ليصل إلى مدارس النشء من بنات وبنين وانتشرت مقاطع فيديو لمدرسين يشرحون راقصين على أنغام أغان شعبية؛ غير أن المفاجأة أن وزير التعليم بحكومة الانقلاب قال إن الوزارة ستبدأ استخدام الموسيقى في العملية التعليمية، من خلال أعمال غنائية، وهو ما دفع تربويين للقول: إن التعليم في زمن الانقلاب صار "على واحدة ونص"!.
البداية كانت عندما تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي منذ حوالي شهر، مقطع فيديو لأحد المدرسين، يقوم خلاله بشرح المنهج الدراسي لعشرات طالبات الثانوية العامة، داخل إحدى القاعات بطريقة غير تقليدية باستخدام الموسيقى والأغاني الشعبية والطبل والرقص.
وعلى الرغم من مقابلة هذا المشهد الراقص، بموجة من السخرية في الأوساط المصرية؛ وصيحات غضب واستنكار في أوساط معلمين وتربويين وآباء؛ فإنه لم يمر على وزير تعليم الانقلاب مرور الكرام.
اكتشاف مواهب
وبدلاً من إحالة هذا المدرس للتحقيق، قال وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب محمود أبو النصر، إن الوزارة ستبدأ استخدام الموسيقى في العملية التعليمية، من خلال أعمال غنائية، تتضمن المفاهيم الأساسية لموضوعات المناهج، يقوم على تأليفها مؤلفون بالتعاون مع مركزي تطوير المناهج والبحوث التربوية، لمناهج الصفوف الأولى من التعليم الأساسي كتجربة أولية، لجذب التلاميذ، وتنمية ملكاتهم، واكتشاف مواهبهم.
وفي ذات السياق قالت الدكتورة نسرين حلمي المدرس بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، والمنسق العام لمشروع استخدام الموسيقى في العملية التعليمية، إن استخدام الموسيقى داخل الفصول سيحقق استجابة عالية لدى الطلاب لاستيعاب مضمون المادة الدراسية، كما أنه سوف يخلق جوا من البهجة والمرح داخل الحصة المدرسية، على حد قولها.
كاد المعلم أن يكون (…)
وأكدت "حلمي" أن الطريقة الجديدة ستساعد على الحد من انطواء وخجل بعض الطلاب من خلال العمل الجماعي، ويزيد من فعالية التلاميذ في العملية التعليمية والمشاركة الفعالة بها، وأنها ستحد من التسرب المدرسي.
وعلى غرار فيديو مدرس الثانوي، أثار قرار الوزير الانقلابي، سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فعلق أحدهم على الخبر قائلاً: "من يوم ما العسكر بوظ التعليم وجابوا مقرر حمار صغير يعيش في الغابة وقطة نطة على البطة، والتعليم خربان، وبكرة يجيبوا نجوى فؤاد تعلمهم رقص!".
فيما علق آخر: "جميل جدًا وبعد ما يتخرج يشتغل باللي اتعلمه في شارع الهرم".
بينما علق أخير بقوله: رحم الله أمير الشعراء الشاعر أحمد شوقي عندما قال: "قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا"، الحمد لله الذي لم يمد في عمر شوقي حتى يرى المعلم في زمن الانقلاب "رقّاصا"!.
