اليوم هو الثالث من يوليو 2014 وهو ذكري مرور عام على الانقلاب الذي قام به وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي على أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير 2011 التي كان يعتقد أنها أطاحت بحكم العسكر ، وبغض النظر عن الأخطاء القاتلة التي وقع فيها الرئيس محمد مرسي خلال فترة وجوده في السلطة أو الأخطاء المركبة التي وقع فيها الثوار منذ سقوط مبارك في 11 فبراير 2011 أو ما بعدها.
فان نجاح الانقلاب في البقاء عاما كاملا بل وترسيخ وجوده عبر مسرحية الانتخابات والمجيء بقائد الانقلاب رئيسا منتخبا وتسارع دول العالم التي رفضته طيلة عام للاعتراف به دليل على محاولة فرض الأمر الواقع في ظل تخبط معارضي الانقلاب وعدم وجود رؤية وخطة وإستراتيجية واضحة لديهم لمقاومة الانقلاب واستعادة الثورة .
لا اعتقد أن السيسي ومن حوله يتمتعون بالقوة والدهاء والمكر الذي يؤهلهم لحكم مصر ، قد يملكون القوة الغاشمة التي مكنتهم من قهر الناس وقد يملكون الدعم الغربي الواسع من خلال الولاء الذي يقدمونه للسياسات الغربية وحفظ امن إسرائيل ، وقد يملكون أدوات داخلية من المنتفعين والأزلام مثل مؤسسة القضاء والإعلام والشرطة والمنظومة الإدارية للدولة العميقة ولكنهم لا يملكون الأفق والرؤية وان كل هدفهم أن حكم مصر الذي سيطر عليه العسكر منذ انقلاب يوليو عام 1952 يجب أن يبقى وألا يسمح لهؤلاء المدنيين من أبناء الشعب الذين يدعون بأنهم الأكثر تعليما وفهما ورؤية الا يقتربوا من سدة السلطة وان يبقوا مجرد تابعين ينفذون السياسات التي يحددها العسكر ، والتي أصبحت تدور الآن في ظل الامتيازات والمنافع حتى تحولت السلطة إلى عصابة مصالح مشتركة في كل المجالات .
كما يحدث في كل الانقلابات العسكرية سوف تشهد المرحلة القادمة مرحلة تصفية بين قيادات الانقلاب ولعل الحملة الإعلامية المنظمة ضد وزير الداخلية محمد إبراهيم بعد تفجيرات الاتحادية تشير الى انه سيكون أول من سيتم التخلص منهم ، لاسيما بعد الدور القذر الذي قام به في مجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة وغيرها من الأحداث الأخرى وعلى رأسها عمليات القبض على عشرات الآلاف من معارضي الانقلاب وتعذيبهم و التصدي للتظاهرات التي استمرت على مدار عام ولازالت وقد يتم التخلص من إبراهيم بعملية اغتيال يتهم فيها معارضي الانقلاب أو أي شكل آخر
وقد تستغرق عملية التصفية عدة سنوات إذا نجح الانقلاب فقد ظل عبد الناصر يتخلص من مجلس قيادة الثورة ومن الضباط الأحرار سنوات طويلة امتدت إلى أكثر من ثماني سنوات وكل من بقي حوله بعد ذلك باستثناء عبد الحكيم عامر.
المصدر : الوطن القطرية