مع تواصل هجوم الكيان الصهيوني على قطاع "غزة"، منذ نحو أسبوع وأكثر، ينظر البعض إلى الموقف الرسمي العربي بكثير من الإستعجاب، حيث لا استنكارات، ولا شجب، ولا ادانة، ولا مساعدة، ولا توعد، ولا مؤازرة.
ووسط تجاهلٌ من البلاد العربية والإسلامية، وصمت يصل للتواطؤ، و مباركة من رئيس الانقلاب "عبدالفتاح السيسي"، شنت طائرات الاحتلال، الثلاثاء، ضربات جوية على قطاع "غزة"، في إطار حملة "الجرف الصامد"، التي تستهدف ناشطي حركة "حماس الإسلامية" الذين يطلقون بدورهم الصواريخ على بلدات إسرائيلية.
وحث جيش الاحتلال الصهاينة المقيمين في دائرة نصف قطرها 40 كيلو متًرا جنوب قطاع "غزة"، على البقاء قرب مناطق تتوفر لها الحماية، وأمر بإغلاق المخيمات الصيفية كإجراء وقائي من نيران الصواريخ.
وقال الجيش، الثلاثاء، في بيان، إنه أغار في عملية مشتركة للقوات البحرية والجوية الإسرائيلية، على 50 هدفًا وموقعًا في أنحاء قطاع "غزة".
ووسع الكيان الصهيوني دائرة العدوان على قطاع "غزة"، وبدأ بقصف منازل السكان المدنيين بشكل مباشر، ما أدى إلى اصابة 14 فلسطينيًا، وشنت الطائرات الصهيونية عشرات الغارات الجوية على مختلف مناطق القطاع، مستهدفةً مواقع للمقاومة الفلسطينية وأراضٍ زراعية، واستهدفت طائرات الاحتلال منزل المواطن "محمد العبادلة" في بلدة "القرارة" شمال "خان يونس".
كما قامت طائرات قوات الاحتلال بإطلاق صاروخ من طائرة استطلاع، تجاه المنزل قبل ان تقصفه طائرات الـ"F-16" وتدمره بشكلٍ كامل.
وأكد الدكتور "أشرف القدرة"، الناطق باسم وزارة الصحة في "غزة"، وصول تسعة إصاباتٍ وصفت بالطفيفة إلى مسشتفى "ناصر" الطبي لتلقي العلاج، بعد قصف الاحتلال لمنزل "العبادلة".
وأضاف "القدرة" أن طفل، 7 سنوات، أصيب بجروح طفيفة، جراء تهشم زجاج نوافذ منزله في منطقة "التوام"، وإصابة شابين بجروح بين خطيرة ومتوسطة، في استهداف طائرات الاحتلال لموقع شرق "دير البلح".
وأكد إصابة فتاة، 20 عامًا، بجروح متوسطة في الرأس، في منطقة "الحكر" بـ"دير البلح"، وإصابة شاب، 22 عامًا، بجروح متوسطة في الرأس من حي "الزيتون"، وفي مدينة "رفح" جنوب قطاع "غزة"، أطلقت طائرات الاستطلاع صاروخًا واحدًا تجاه منزل لعائلة "الحشاش"، التي سارعت لاخلاء المنزل، وفي بلدة "عبسان" اطلقت الطائرات الاسرائيلية صاروخًا تجاه منزل عائلة "أبو دقة"، ما أدى لوقوع أضرارٍ مادية.
وشنت طائرات الاحتلال سلسلة من الغارات على أراضٍ زراعية، في "رفح"، قرب "دار الفضيلة" وحي "الزيتون" في مدينة "غزة"، وخمسة غاراتٍ في "بيت لاهيا"، واستهدفت أرضًا زراعية خلف "أبراج الندي"، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في المكان.
وبين عاماً مضي واليوم بدا الاختلاف واضحاً، بأهتمام المصريين ورئيسهم بأحداث البلاد العربية وأزماتها، حيث تشابهت الأحداث، واختلفت ردود الافعال والمواقف، فمنذ عامٍ مضى، كثفت قوات الاحتلال هجماتها على غزة كما تفعل اليوم، ولكن اختلف رد الرئيس الشرعي "محمد مرسي" إزاء ذلك العدوان حيث شدد، بلهجة حازمة، على وقوف مصر إلى جانب قطاع "غزة"، مؤكًدا أن "مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس، وأن الثمن سيكون باهظًا في حال استمرار العدوان".
كما أوفد مرسي رئيس الوزراء "هشام قنديل" إلى "غزة"، على رأس وفدٍ يضم عددًا من مساعدي الرئيس ومستشاريه والوزراء، وهو ما فتح المجال لأن تقوم دول عربية وإقليمية أخرى بإيفاد وزراء خارجيتها إلى القطاع.
وأعلنت السلطات المصرية آنذاك فتح معبر "رفح" بين "مصر" وقطاع "غزة" على مدار الساعة، والسماح بعبور المساعدات الغذائية والطبية للقطاع، وفتح مستشفيات مدينة "العريش" المصرية لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
أما على المستوى الشعبي، فبالإضافة إلى المظاهرات الشعبية المؤيدة للفلسطينيين، فقد تسارعت الوفود الحزبية والأهلية والشبابية المتضامنة إلى القطاع، الأمر الذى بات محظورًا الآن.
كما بدا واضحًا طلب قادة الدول الغربية المتواصل من "مصر" العمل على وقف التصعيد، بما لها من تأثير لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي استقبل الرئيس المصري عدد من قادتها في مقدمتهم رئيس المكتب السياسي "خالد مشعل".
أما في "غزة" فكان هناك تثمين كبير للموقف المصري، على لسان رئيس الحكومة المقالة، "إسماعيل هنية"، ووزراء آخرين.
كما طالب "وائل قنديل"، آنذاك، بإنهاء أي علاقة دبلوماسية أو اقتصادية تربط "مصر" "بكيان الاغتصاب الإسرائيلي"، ومراجعة اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، واستعادة وجود السلاح المصري حتى خط الحدود المصرية الفلسطينية في "سيناء".
وتصدرت تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة بذلك الوقت الصحف الغربية، التي اهتمت بإبراز الرد المصري وقرارات الرئيس المصري "محمد مرسي" ومقارنتها بمواقف سلفه المخلوع "حسني مبارك"، فقد حذرت صحيفة "التليغراف" البريطانية من أن عدوان "إسرائيل" الحالي على "غزة" يحمل مخاطرة أكبر بكثير من عدوانها السابق، في سنوات حكم "مبارك"، حين كانت إسرائيل تدرك أنه مهما حدث فإن الرئيس المصري لن يتدخل فيما يحدث بـ"غزة" وسيبقى اتفاقية السلام مع "إسرائيل" مقدسة.
وتضيف الصحيفة أن الوضع الآن قد تغير بصعود "مرسي" المنتخب شعبيًا إلى سدة الحكم في مصر، ولم تعد "إسرائيل" تملك تلك الضمانات التي كان يقدمها الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، مشيرةً إلى أنه في حال تصاعدت وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على "غزة"، سيصبح على "مرسي" الرد استجابةً لغضب المصريين، بعدما أصبح الرأي العام عاملاً في صناعة القرار بـ"القاهرة" أكثر من أي وقت مضى.
أما في وقتنا الحالي فباتت "غزة"، محاصرة من "مصر"، وتقذف من الكيان الصهيوني، بلا أى استنكار عربي أو إسلامي ، منع أى معونات او فتح معابر، أو السماح بزيارات من وفود حزبية أو جمعيات أهلية، فضلاً عن حملات التشوييه التى يتبناها الاعلام العربي وعلى رأسه الإعلام المصري، ضد المقاومة بـ"غزة"، وضد أهل فلسطين بصفة عامة.
وفى اشادة للدور المصري وتعاونه مع الكيان الصهيوني قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، أن العملية الحالية ضد ما أسماه "إرهاب حماس" مستمرة ولن تتوقف حتى يتم القضاء عليها – على حد زعمه-.