شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“حماس” .. حائط الصد لتمدد العدو الصهيوني

“حماس” .. حائط الصد لتمدد العدو الصهيوني
أعلن عن تأسيسها "أحمد ياسين"، بعد حادث الشاحنة الصهيونية في 6 ديسمبر 1987، حيث اجتمع سبعة من كوادر...

أعلن عن تأسيسها "أحمد ياسين"، بعد حادث الشاحنة الصهيونية في 6 ديسمبر 1987، حيث اجتمع سبعة من كوادر وكبار قادة جماعة "الإخوان المسلمين" العاملين في الساحة الفلسطينية، وهم "أحمد ياسين" و "محمود الزهار" و "إبراهيم اليازوري" و "محمد شمعة"، ممثلو مدينة غزة، و"عبد الفتاح دخان"، ممثل المنطقة الوسطى، و"عبد العزيز الرنتيسي"، ممثل خان يونس، و"عيسى النشار"، ممثل مدينة رفح، و"صلاح شحادة" ممثل منطقة الشمال، بالإضافة إلى "محمد الضيف".

 

"حماس" كلمة من أربع أحرف، هزت عروش الكيان الصهيوني، منذ أن تم إنشاءها، وهى الاسم المختصر من الحروف الأولى لـ"حركة المقاومة الإسلامية"، فهي حركة مجاهدة أُعلنت في فلسطين بديسمبر عام 1987، ولكن هذا التاريخ لا يعدو في الحقيقة سوى كونه تاريخ إعلان الحركة بهذا الاسم "حركة المقاومة الإسلامية" أو "حماس"، حيث ان هذه الحركة نشأت في فلسطين ووجدت قبل عام 1937م، وذلك عندما بدأ "الإخوان المسلمون"، الذين هم أصل حركة "حماس" وانبثقت عنهم هذه الحركة المجاهدة، بتكوين بعض الشُّعَب لهم في "القدس" و"حيفا" و"دير الزور" في سوريا، وقد كان النائب الشيخ "صبري عابدين"، مندوبًا لشعبة "القدس" عام 1937م، والشيخ "محمود أفندي عزت النحلي"، مندوباً لشعبة "حيفا".

 

وقد كان "الإخوان المسلمون" في مصر، وعلى رأسهم الإمام الشهيد "حسن البنا"، يضعون فلسطين في مقدمة اهتماماتهم منذ نشأة الجماعة، عام 1928م، وذلك للمخططات الواضحة للاستعمار بتهويد هذه الأرض المباركة والديار المقدسة، وقد سارع "الإخوان المسلمون" إلى دعم كل أنواع المقاومة التي نشأت في فلسطين منذ نشأتهم، التي جاءت بعد احتلال "بريطانيا" لـ"فلسطين" بست سنوات، فأيدوا ثورة "البراق" عام 1929م، وكذا وقفوا إلى جانب ثورة "القسام" عام 1936م، وقد أخذ الإخوان، في "فلسطين" خاصة، وفي المنطقة بشكل عام، يعدون أنفسهم إعدادًا جهاديًا على رأس أولوياته الدفاع عن فلسطين.
 

وقد تمكنت "حماس" منذ البداية من الاستناد على أسس أيديولوجية وحركية وشعبية صلبة، مكّنتها من الوقوف في وجه الضربات القاسية التي تلقتها من الكيان الصهيوني وقد أعانها على ذلك عراقة وقدم التنظيم الإخواني الفلسطيني، إذ أنه أقدم تنظيم حركي فلسطيني، لا يزال يحتفظ بفاعليته على الساحة، وكذلك تراث "الإخوان المسلمين" العالمي الفكري والدعوي والتربوي الضخم، الذي أنتجته مدرسة الشيخ "حسن البنا"، ومفكروها في بلدان العالم منذ الثلاثينيات وحتى الآن، مما ساعدها كثيرًا في تحديد الرؤية والأولويات والمواقف منذ مراحل مبكرة من نشأتها، واستناد الإخوان إلى ماضٍ جهادي مقاوم يفخرون به منذ 1948.

 

كما أن شمولية دعوة "الإخوان" وتكاملها، مدت المزيد من القوة للحركة حيث لم تركز على مشروع المقاومة العسكرية فقط، وإنما مثلت دعوة إصلاح ومدرسة تربوية وهيئة اجتماعية خيرية، وتغلغلت في أوساط الناس، بحيث استفادت من هذه الأنشطة في تجنيد عناصرها وتجديد نفسها، مما جعل عملية اقتلاعها أمرًا يكاد يكون مستحيلاً.

 

أول بيان

وأصدرت حماس بيانها الأول عام 1987، إبان الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في الفترة من 1987 وحتى 1994، ثم صدر ميثاق الحركة في أغسطس 1988، لكن وجود التيار الإسلامي في "فلسطين" له مسميات، أخرى ترجع إلى ما قبل عام 1948، حيث تعتبر حماس نفسها امتدادًا لجماعة "الإخوان المسلمين"، التي تأسست في مصر عام 1928، وقبل إعلان الحركة عن نفسها عام 1987 كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم "المرابطون على أرض الإسراء".


وتزامن مع تدشين حركة "حماس" الانتفاضة الأولى بـ"فلسطين" فشاركت "حماس" في الانتفاضة الباسلة، التي أطلق عليها ثورة الحجارة في 8 ديسمبر 1987م، بعد مضي ستة أشهر من بداية الانتفاضة حيث أنها لم تكن قد بلورت بعدًا عسكريًا بعد، إلا أنه وبعد اجماع القاده ومطالبتهم للشيخ "أحمد ياسين"، رحمه الله، تم اتخاذ قرار بالبدء بالعمل الجهادي وكانت هذه هي البدايه للعمل العسكري، وقد قدمت مئات الشهداء والسجناء ولا زالت تقدم، وتقول الحركة إنها لن توقف ثورتها حتى تحرر فلسطين من رجس اليهود.

 

فكل ماحدث من اعتداءات ضد الشعب الفلسطيني، كان دافع قوى لحماس للتصدي للمشروع الصهيوني، حيث أنه ومع نهايات عام 1987 م كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية، لبروز مشروعًا إسلاميًا جديدًا، يواجه المشروع الصهيوني وامتداداته، ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فانطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لتعبِّر بشكلٍ عملي عن تفاعل هذه العوامل، ولتكون نبراسًا للفلسطينيين في الوطن والشتات، ولتكون كذلك شوكةً في حلق الاحتلال الصهيوني، ووقف التمدد الاستيطاني للعدو وقطع الطريق على كافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء عملية التنازل عن أرض فلسطين لليهود الصهاينة.

 

قلق العدو الصهيوني

وقد عبَّر العدو الصهيوني، آنذاك، عن قلقه بسبب انطلاق حركة "حماس" المجاهدة، لقد باتت أحلام الصهاينة تحت تهديد المقاومة الإسلامية بقيادة حركة "حماس"، فأثار بروز الحركة خوفًا لدى العدو الصهيوني، واستنفرت أجهزة الاستخبارات الصهيونية كل قواها لرصد هذه الحركة وقياداتها، وما أن لاحظت سلطات الاحتلال استجابة الجماهير للإضرابات، وبقية فعاليات المقاومة التي دعت إليها الحركة منفردةً منذ انطلاقتها، وصدور ميثاق الحركة، حتى توالت الاعتقالات التي استهدفت كوادر الحركة وأنصارها منذ ذلك التاريخ، وقد كانت أكبر حملة اعتقالات تعرَّضت لها الحركة آنذاك في شهر مايو 1989م.

 

تطور العمل الجهادي

وتطور العمل الجهادي لحركة "حماس" بتسارع وفي خطوات كبيرة فبعد أن بدأت المقاومة بالحجر، ثم بالسكين والعصا، ثم تطورت بالبندقية، ولكنها بنادق قديمة من عهد الاحتلال الإنجليزي، ثم بدأ المجاهدون يقتلون الجندي ويأخذون سلاحه، ثم بدأت العمليات الاستشهادية التي هي الأقل مؤونة في العتاد، ولكنها عظيمة الكلفة إذ إننا نقدم بها أغلى ما في هذه الحياة، مهج القلوب الشباب المقدام، الذي استرخص كل شيء مما في ذلك الأنفس في سبيل الله عز وجل، ثم جاءت الصواريخ والتي تطورت على مدار السنوات العشرة الأخيرة، حتى وصلت إلى( M-75 ) معناها "مقادمة نسبة إلى د. ابراهيم المقادمة" و75 أي إنها تصل مداها لخمسة وسبعين كيلومتر، وهو صناعة محلية مئة بالمئة.

وهذا في المجال العسكري، ولا شك أنه حصل مثل هذا التطور في المجال الأمني وفي المجال السياسي والعلاقات الداخلية مع الفصائل الفلسطينية والخارجية على مستوى أحزاب ودول، وعلاقات اعلامية ،الخ.


في بداية التسعينات كان لا يتاح أمام الحركة صحيفة تملك نشر خبر فيها أو مقال واليوم أصبح لا يحصل حدث صغير أو كبير لدى المقاومة، وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلا وتتسابق وسائل الإعلام لتغطيته ونشره وتحليله ونقاشه.

وفي مجالات العلاقات مع الدول أصبحت حركة "حماس" واسعة العلاقات مع الأحزاب والدول العربية والإسلامية وغيرها، وأصبح لا يستطيع أن ينكر عدو ولا صديق أن تجاوز حركة حماس في الشأن الفلسطيني يعني الفشل لأي مشروع يتم فيه ذلك، أيًا كان مقدمه وأيًا كان داعمه.


وعن العمل العسكري  فقد مثلت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس و قد أثارت عملياتها الاستشهادية في السابق جدلاً دوليًا، انعكس على الداخل الفلسطيني، و كان يثير الكثير من المخاوف لدي الجانب الصهيوني ، وظل اتباع نهج العمليات الاستشهادية حتى وقت قريب إذ بدأت "كتائب القسام" في تطوير نفسها و زيادة كفائتها من حيث السلاح و التدريب، فامتلكت صواريخ "القسام" التي انهمر الكثير منها داخل الاراضي المحتلة، إبان حرب غزة (معركة الفرقان) عام 2008 م، و التي دفعت بالجيش الصهيوني إلى تلك الحرب، وقد قامت بالعديد من العمليات العسكرية الناجحة ضد جيش الاحتلال، وكبدته خسائر فادحة في المعدات و الأرواح، أدت إلى هزيمة نكراء لجيش الاحتلال، و خروجه من غزة و بقائها تحت سلطة "حماس".

 

يمثل العمل العسكري لدى حركة "حماس" توجهًا استراتيجيًا، كما تقول، لمواجهة "المشروع الصهيوني في ظل غياب المشروع التحرري الإسلامي والعربي الشامل"، وتؤمن بأن هذا العمل وسيلة للحيلولة دون التمدد "الصهيوني التوسعي في العالمين العربي والإسلامي"، ويعتبر خلاف حماس مع اليهود أنهم يحتلون فلسطين ويرفضون عودة من هجروهم إبان بداية الاحتلال.

 

استشهاد مؤسس الحركة

وفى 2004، غاب الشيخ "أحمد ياسين" عن ساحة الجهاد الفلسطيني، بجسده فقط، تاركًا فراغًا كبيرًا بشخصيته القوية التي نضجت في العمل الجهادي، واكتسبت خبرةً هائلةً في إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني، الذي قرر اغتيال "ياسين"، رغم أنه كان قعيدًا لا يحرك سوى لسانه وعينيه، ولكن ظلت تلك العيون كفيلةً ببث الرعب في نفوس الصهاينة، لذلك كان من المهم للصهاينة القضاء على ذلك الشخص الذي يمثل قيمةً كبيرةً لدى أبناء فلسطين كلهم، وليس لأعضاء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحدهم؛ حيث أجمع الشعب الفلسطيني على حب وتقدير "ياسين"، الذي اعتبر رمزًا للجهاد المتواصل لأبناء شعب فلسطين البطل الذي لم يرفع راية الاستسلام حتى الآن.


وكان اغتيال "ياسين" يومًا للحزن للفلسطينيين بنفس القدر الذي كان فيه يومًا للسعادة للصهاينة، حيث ظن الكيان الصهيوني أنه باغتيال "ياسين" يمكن أن تضعف مقاومة "حماس"، وأن تنكسر بعد رحيل مؤسسها ومرشدها، إلا أن ما حدث كان شيئًا مختلفًا حيث زادت شعبية حركة "حماس" بشكلٍ لم يسبق له مثيل منذ تأسيسها عام 1987 م، فحققت نصرًا كبيرًا في الانتخابات البلدية، في حين اكتسحت الانتخابات البرلمانية، التي أجريت مؤخرًا رغم أنها المرة الأولى التي تشارك فيها، الأمر الذي ترتب عليه توليها مقاليد السلطة الفلسطينية، في أول تجربة لحكومة تمثل "الإخوان المسلمين" في العالم.

 

محاولات تشوية

وظلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على طوال عمرها، هي الكيان الوحيد الذى يصد ضربات العدو الصهيوني، دون الاستعانة بجيوش عربية أو غربية، ودون مساعدات من الدول المجاورة، والتي باتت في الفترة الأخيرة تمثل ضغطًا آخر على أبناء شعب "فلسطين" حيث هدمت الأنفاق واغلقت المعابر ومنعت المساعدات، وباتت "غزة" وأهلها محاصرون من كل الاتجاهات.

 

وتعرضت "حماس" في الفترات الأخيرة للكثير من محاولات التشوية ، ووصفها بـ"الجماعة الإرهابية"، خاصة في وسائل الإعلام المصرية، لاسيما بعد الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي"، فضلاً عن إشادة تلك المنابر الإعلامية بدور الكيان الصهيوني وتشجيعهم على قتل المزيد من أبناء فلسطين والمقاومة الاسلامية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023