قال التقرير الأسبوعي للشركة الكويتية الصينية(KCIC) إن العملاق الآسيوي، الصين، يتجه إلى تطوير أعمال محلية تؤثر إيجابياً على مؤشرات البحوث والتطوير كما على الدخل. ويمكن القول أن الصين تتجه إلى نموذج يطابق ما نراه في اقتصاديات ذات الدخل العالي.
وأوضح التقرير أن اقتصاديات دول الخليج تُعد حالة خاصة من بين الاقتصاديات ذات الدخل العالي، إذ ان حصة صادرات التكنولوجيا من إجمالي صادراتها لا تزال ضئيلة، وليس هنالك علامات بأن هذه الحال ستتغير في المستقبل بسبب المستوى المتدني للإنفاق على البحوث والتطوير في مجال التكنولوجيا في الخليج والحجم القليل لعدد براءات الاختراع التي تم تسجيلها في هذه الدول، حيث ان مستوى الإنفاق وعدد براءات الاختراع مماثلة لما نجده في الاقتصاديات ذات الدخل المنخفض.
وتعد إندونيسيا وماليزيا والفلبين من بين الدول الآسيوية التي كسرت قاعدة ارتباط حجم تصدير التكنولوجيا بالعوامل التي تدفع إلى تصدير التكنولوجيا. فحجم تصدير التكنولوجيا من هذه الدول كبير جداً مقارنة بحجم الإنفاق على البحوث والتطوير وعدد براءات الإختراع. وهذا الواقع المعاكس له تفسير بسيط وهو أن هذه الدول لم تطور شبكة متينة من الشركات الوطنية التي يمكنها تطوير التكنولوجيا.
وعلى عكس دول الخليج، تَظهر كوريا وسنغافورة وتايوان وهونغ كونغ كاقتصاديات ذات دخل عال إذ تمكّنت هذه الدول من تطوير نموذج عال الجودة للنمو وهو ما دفع أداءها القوي في قطاع التكنولوجيا، وبالتالي حققت هذه الدول مستوى متقدما في تصدير التكنولوجيا ذات الجودة، وفي الناتج المحلي الإجمالي للفرد الذي يتعدى مستوى 25 ألف دولار، ولكن جميع الدول لم تحافظ على نموذجها مع مرور الوقت.
كما بدأت الصين حسبما يشير التقرير في رسم توجهاً مشجعاً في مجال التكنولوجيا بزيادة الإنفاق على البحوث وزيادة حجم السلع التكنولوجية التي يتم تصديرها،حيث تضاعفت نسبة التكنولوجيا من الناتج المحلي الإجمالي ثلاث مرات في 15 عاماً، وكان تضاعف الإنفاق على البحوث والتطوير وأيضاً حجم براءات الاختراع مماثلاً، أي ان العملاق الآسيوي يتوجه إلى تطوير أعمال محلية تؤثر إيجابياً على مؤشرات البحوث والتطوير كما على الدخل. ويمكن القول ان الصين تتوجه إلى نموذج يطابق ما نراه في اقتصاديات ذات الدخل العالي.
ومنذ التسعينيات في القرن الماضي، استطاعت اقتصاديات مثل كوريا وسنغافورة تحسين مستوى الدخل بشكل ملحوظ عبر الاستثمار في البحوث والتطوير وتسجيل أعداد كثيرة من براءات الاختراع. تَظهر البحوث هنا كأحد المسارات التي تؤدي إلى التطوير الصحي وينعكس على مستوى الدخل مثلما هو الحال في الصين.
وكانت تقارير اقتصادية نشرت مؤخرا أشارت إلي نمو الاقتصاد الصيني بوتيرة أسرع في الربع الثاني في 2014.