تصاعدت حدة خطورة ظاهرة أطفال الشوارع في مصر، وأكد حقوقيون أنهم قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه المجتمع، وبخاصة أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، لا يتعامل مع الأزمة، ما يزيد من الأزمة التي تزايدت على مدى العقود الماضية ، بدءا من حكم المخلوع حسنى مبارك وحتى الآن.

وأكدت خبراء ومنظمات حقوقية أن أطفال الشوارع  يقعون فريسة لإدمان المخدرات وللمجرمين،  خاصة بسبب إهمال الدولة لهم وعدم الاهتمام بهم ، مؤكدين أن الحديث عن أطفال الشوارع مجرد شو إعلامي فقط .

ومن جانبه، أكدت "رانيا فهمي" المدير التنفيذي لجمعية بناتي المصرية أن وسائل الإعلام كانت قاسية على أطفال الشوارع خلال الثورة، متهمة إياهم بحرق مراكز الشرطة ونهب الشركات، وشددت على أن أطفال الشوارع قنابل زمنية موقوتة، وناقلات المرض وخطرا على المجتمع.

وأضافت فهمي: "إننا نعمل ضد كل الصعاب والشرطة، وتقوم الشرطة باعتقال الفتيات بشكل عشوائي بتهم غامضة ومن ثم إخضاعها للعنف والاعتداء الجنسي".

وفي السياق نفسه قالت  الدكتور عبلة البدري، صاحبة  مؤسسة الأمل خيرية التي تدافع عن حقوق أطفال الشوارع أن العديد من الأطفال يضطرون لممارسة الدعارة، الوقوع في فريسة إدمان المخدرات، مضيفة أن العديد منهم يفتقرون إلى شهادات ميلاد، ولا يمكنهم دخول المدرسة، والحصول على الرعاية الصحية المجانية والمطالبة بالجنسية المصرية.

المنسيون

كماسلطت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية الضوء على ضحايا أطفال الشوارع في مصر، في تقرير لها بعنوان "الضحايا المنسيون من الأزمات في القاهرة" ، مشددة على خطورة فقدان  نعومة طفولة أولاد  الشوارع  الذين يعيشون بلا مأوى، ويشعرون بالجوع وخطر الوقوع ضحية في المجتمع، بما في ذلك الاغتصاب، مشيرة إلى أن الأطفال  ليس لديهم مدافعون عنهم ويترنحوا من أزمة إلى أخرى منذ اندلاع الربيع العربي في البلاد في 2011.

كما قال فيليب دوميل، ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة في مصر إنه من المهم أن نتذكر أن هؤلاء أطفال، وضحايا، وأضاف لبي سي نيوز: "إن وصم أطفال الشوارع هو شيء مقلق جدًا".

وفي دراسة قام بها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط  أكد أن أطفال الشوارع في مصر يواجهون مشاكل   كثيرة  ومن بينها العنف الذي يمثل الجانب الأكبر من حياتهم اليومية سواء العنف بين الأطفال صغيري السن، أو العنف من المجتمع المحيط بهم، أو العنف أثناء العمل ، مؤكدين أن المجتمع يرفضهم  لكونهم أطفال غير مرغوب بسب مظهرهم  الخارجي وعدم معرفتهم بكيفية معاملة الأخرين والتعامل مع المجتمع.

أطفال الشوارع في ازدياد

 أما الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح جودة، أكد أن إجمالي المنح والمعونات التي حصلت عليها مصر لأطفال الشوارع خلال السنوات من  2011 حتى الآن 1400 مليون دولار أي ما يعادل 8،5 مليارات جنيه، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك نجد أن أطفال الشوارع في ازدياد وأن الحالة الاجتماعية لهؤلاء الأطفال تسوء يوما بعد يوم .

 وأوضح أنه بمراجعة هذه المنح والمعونات بخلاف ماقدمته ألمانيا من تعليم للحرف والمهن الصناعية المختلفة ضمن برنامج ( مبارك – كول ) نجد أن هذه المنح والمعونات لم تكن تنفق في المصارف المخصصة لها وذلك سواء من الحكومة أو الجمعيات الأهلية، مؤكدا أن هذه المنح تذهب إلى المسئولين عن الوزارات أو الهيئات أو الجمعيات في صورة مكافأة وتعيين مستشاريين وعمل محاضرات دون أن يكون هناك إنجاز فعلى يتم على أساسه خفض نسب أطفال الشوارع أو العمل على عدم التسريب للشارع .