حل منتحر بمحافظة سوهاج الترتيب رقم "64" بعدد المنتحرين بمصر في زمن الانقلاب العسكري حيث أغلبهم في العام الجاري، حيث أقدم لى الانتحار بعد إلقاء نفسه من الدور الرابع، لمروره بضائقة مالية، وتراكم الديون عليه، كما أفاد عددٌ من المقربون منه.
و فجر اليوم ألقى شاب يدعى "رضا"، نفسه من الدور الرابع بشارع 15 بمدينه طهطا، ويبلغ من العمر 25 سنة، وهو أبٌ لطفلة تبلغ 5 شهور.
واذا حصرنا آخر ثلاثة أشهر فقط؛ فسنجد أن معدلات الانتحار بلغت نحو 63 حالة، وعدد قليل منهم تم انقاذه، موزعة على محافظات مصر المختلفة، ما بين شباب ونساء، وبحسب التوزيعات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فقد سجل شهر سبتمبر 15 حالة انتحار، و 26 حالة في شهر أكتوبر، و16 حالة في شهر نوفمبر، ونحن في مستهل شهر ديسمبر بلغ حدد حالات الانتحار 7 حالات حتى الآن
المنيا مدينة "المنتحرين"
وشهدت المنيا أكثر حالات الانتحار وقد شهدت المنيا وقوع 6 حالات انتحار خلال 20 يومًا، من شهر سبتمبر فقط، وقد لوحظ أن أغلب المنتحرين سيدات (4 سيدات من بين 6 حالات انتحار)، وأن جميع حالات الانتحار وقعت بقرى محافظة المنيا.
وفي زمن الانقلاب العسكري لايمر شهر على مصر، دون وجود منتحرين جدد ولا متخلصين من حياتهم والظروف التي يعيشونها بجميع أنواعها المادية أو النفسية وغيرها من الوسائل التي تدفعهم إلى التخلص من النفس.
2700 فتاة يقدمن على الانتحار
وكشفت إحصائية صادرة عن المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة، والتي نشرت في التاسع من الشهر الجاري، عن تزايد أعداد الشباب المنتحرين بسبب العنوسة والبطالة، حيث أقدمت نحو 2700 فتاة على الانتحار سنويًا بسبب العنوسة، فضلا عن إقدام العديد من الشباب على الانتحار أيضا بسبب البطالة وصعوبة الزواج، خصوصًا ممن يعيشون قصصا غرامية ولم تكن لهم القدرة على الزواج.
الحرب النفسية مناخ مناسب للانتحار
ويقول الدكتور علي عبد المنعم أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج، في تصريحات لشبكة"رصد" أن مصر أصبحت بئر للمنتحرين بعد يأسهم من الحياة وصعوبة مواجهة الضغوطات والأزمات المالية التي تعول دون تحقيق أبسط أحلامهم من الزواج أو الإنفاق على الأسرة.
وأشار عبد المنعم إلى أن تلك الظاهرة تعد كارثة اجتماعية، وتعتبر أخطر من ظروف الحرب المعتادة في العالم، مضيفًا أن " المواطنون المصريون خاصًة فئة الشباب يخوضون حرب مع النفس التي تشعر الفشل والحزن والاكتئاب نتيجة للفقر الذي ينتج من خلاله إعاقة الشباب عن استكمال جزء من طموحاتهم الحياتية من الزواج و المعيشة الكريمة".
وقال أستاذ علم الاجتماع أن "استمرار النظام الحالي في الضغط على فقراء الوطن والطبقة المتوسطة في رفع الأسعار الذي يسبب التضخم ومن ثم انعدام فرص العمل الأمر الذي خلق مشهدًا للبطالة بين الشباب في أكثر من 70% من الأسر المصرية وفي الوقت نفسه يستمر ذلك النظام في رفع الأسعار مرارًا وتكرارًا، وكل تلك الأمور تهيأ مناخًا مناسبًا للتفكير في الانتحار للتخلص من الحرب النفسية والإجتماعية لدى المواطنون".