رفض مركز البيت العربي لبحوث والدراسات الاعتراف بما أعلنته وزيرة التضامن اجتماعي من نتائج حصر أطفال الشوارع في مصر ووصفها بأنها تفتقد الموضوعية و تعفي الدولة من مسئوليتها اتجاههم.
وقال مجدي عبد الفتاح مدير المركز في تصريحات صحفيه له اليوم الأربعاء أن نتائج حصر وزارة التضامن لأطفال الشوارع جاءت مخيبة للآمال ولا تعبر عن واقع الأزمة الحقيقي من حيث العدد والتصنيف وتمركز أطفال الشوارع في محافظات مصر حيث استثنت الوزيرة الأطفال الشوارع الذين يعودون لمنازلهم مساء مما يدل علي أن ما أعلنته الدولة من اهتمام لإنقاذ أطفال الشوارع أمر مفروغ من مضمنه.
وأشار "عبد الفتاح" في بيان تلقت رصد نسخة منه، أن ظاهرة أطفال الشوارع بدأت في الظهور بشكل واضح في ثمانينيات القرن الماضي كانعكاس للتطورات الاقتصادية التي شهدتها مصر آنذاك والتي ارتبطت بتردي الأوضاع الاجتماعية للسواد الأعظم من المواطنين، والتي تفاقمت في ظلها زيادة نسب البطالة واتساع الفوارق الاجتماعية وتراجع الأوضاع التعليمية وصعود المد الديني، فكان من نتائجها التفكك الأسرى وانتشار أطفال الشوارع والأسف الشديد لم تحقق خطط وإستراتيجيات المواجهة على المستوى الدولة أي نجاحات ملحوظة في هذا الشأن نتيجة التركيز على معالجة الآثار دون الأسباب وهو ما أدي إلى نمو هذه الظاهرة بمعدلات سريعة ومتلاحقة، حتى ظهر الجيل الثالث من أطفال الشوارع.
وأوضح عبد الفتاح أن ارتفاع عدد أطفال الشوارع في مصر لما يقرب من ثلاث مليون طفل، 60 % علي أقل تقدير يتسمون بالعدوانية وعدم الانتماء للمجتمع، وفق إحصائيات منظمة اليونيسيف
وأكد العربي للبحوث أن أطفال الشوارع ينتمون إلى عدة فئات، فمنهم من يعمل في الشوارع لكسب لقمة العيش ومنهم من يتخذ من الشارع ملاذاً له، في النهار قبل أن يرجع في الليل إلى مجموعة تشبه الأسرة ومنهم من يعيش بشكل دائم في الشارع من دون أن يكون منتمياً إلى أي شبكة عائلية.
مشدد علي ان أياً تكن الفئة التي ينتمون إليها فهم معرضون للاستغلال وللمجموعات الخارجة على القانون أو لعنف رجال الشرطة، إلا أن الأطفال الأكثر ضعفاً هم الذين ينامون ويعيشون في الشارع،
وأضاف مدير مركز البيت العربي للبحوث والدراسات أن العديد من أطفال الشوارع يموتون على حافة الطرقات نتيجة لغياب عائل أو مؤسسات اجتماعية، وكثيراً منهم يقع ضحية لصراع العصابات والعنف المجتمعي، أو نتيجة للمرض وسوء التغذية، إلى جانب الانتهاكات الجنسية التي يتعرضون لها وانتهاكات رجال الشرطة ومناطق الاحتجاز.
وشدد عبد افتاح علي انه وفق تقرير للأمم المتحدة بناءً علي مسح أجري لأطفال الشوارع في القاهرة والإسكندرية فإن حوالي 66 % من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع يتناولون بانتظام عقاقير خطرة ،وأن 80 % معرضون لخطر العنف البدني من جانب مستخدميهم واقرأنهم و70 % منهم تسربوا من المدارس و30 % لم يلتحقوا بالتعليم.
وكانت زارة التضامن بحكومة الانقلاب قالت أنه علي مسئوليتها فإن عدد أطفال الشوارع في مصر لا يتجاوز 16 ألف طفل.