شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تعرف على “الإسلاموفوبيا”.. من الألف إلى الياء

تعرف على “الإسلاموفوبيا”.. من الألف إلى الياء
ظاهرة الإسلاموفوبيا نجد أنها موقف سياسي عنصري له جذوره القائمة على المحددات الإنثروبولوجية للشعوب التي...

ظاهرة الإسلاموفوبيا نجد أنها موقف سياسي عنصري له جذوره القائمة على المحددات الإنثروبولوجية للشعوب التي انتشر فيها الاسلام. وهو ما سهل طرح الإسلام كعدو حضاري للغرب قبل سنوات من تفجيرات 11 سبتمبر. وهو أيضاً الذي يبرر الهيستيريا الغربية من امتداد الإسلام وانتشاره في مجتمعاتها.

 

النشأة التاريخية للمفهوم

تشير الدراسات الأكاديمية الغربية إلى أن النشأة الأولى لاستخدام مفهوم "الإسلاموفوبيا" في الأدبيات والكتابات الغربية تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، حيث استخدمه مستشرق بلجيكي هو هنري لامينس ـ الذي عاش في لبنان لسنوات ـ في سياق كتاب له عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن المصطلح ورد ذكره أيضًا في كتاب للرسام الاستشراقي الفرنسي ايتيان ديني بعنوان: "الشرق كما ينظر إليه من الغرب".

ويتكون مصطلح "الإسلاموفوبيا" من نحت لغوي لمفردتين "الإسلام"، و"فوبيا" ذي الجذور الإغريقية بدلالة الخوف غير المبرر والمصطلح على ترجمتها بـ"الرهـاب" على وزن "فعال" الخاص بالإمراضية.

غير أن الأبعاد السياسية لمفهوم "الإسلاموفوبيا" بدأت تتبلور منذ أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي إثر بروز ظاهرة ما يسمى "الصحوة الإسلامية" أو "صعود الإسلام السياسي" في العالم العربي والإسلامي، وخاصة بعد الثورة الإيرانية بزعامة الإمام الخميني عام 1979، وتزايد الاهتمام الغربي بدراسة ظاهرة تنامي الصعود السياسي للتيارات الإسلامية والأصولية وتأثيرات ذلك على الغرب.

وارتبط مفهوم "الإسلاموفوبيا" في الكتابات الغربية بمجموعة من المسلمات المسبقة والسلبية عن الإسلام والمسلمين. وبخاصة بالصورة النمطية الهوامية التي بدأتها المخابرات البريطانية عبر لورنس العرب وملاحظاته. وأكملتها المخابرات الأميركية في سياق عملها على رسم قوالب نمطية للأمم والشعوب بهدف وضع قوالب سلوكية للتعامل معهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن معظم علماء النفس والإنثروبولوجيا الذين رسموا هذه القوالب كانوا من العلماء اليهود المهاجرين من ألمانيا هربًا من النازية.

 

بعد "شارلي إيبدو"

 المؤكد أن أوروبا بعد «شارلى إيبدو» لن تكون الأرض المريحة للعرب والمسلمين، وبدأت بالفعل بوادر «إسلام فوبيا»، متمثلة فى مشاعر الكراهية والغضب والمضايقات المتعمدة من الأوروبيين، والمتوقع أن يتطور الأمر فى صورة تشريعات وإجراءات، تضع قيودا على الهجرة والتنقل والعمل والحريات الدينية، ربما أقل قليلا مما فعلته أمريكا بعد 11سبتمبر، ولكنها ستكون أكثر إيلاما وأشد تأثيرا، خصوصا للجاليات العربية من دول شمال أفريقيا، الذين عاشوا واستوطنوا وحصلوا على جنسيات تلك الدول من عشرات السنين، ويتحملون الآن أعباء جرائم إرهابية ليس لهم ذنب فيها.


من بين هذه الحركات حركة «بيجيدا» الألمانية التي تدَّعي أنها تعمل على وقف «أسلمة الغرب»، ولقادتها خطابٌ ممجوج يتسم بالعنصرية ويدفع إلى الكراهية، ما استدعى إصدار موقف ألماني رسمي ضدها عبرت عنه المستشارة أنجيلا ميركل.

وفي باريس ذهبت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمين المتشدد "ماري لوبان" إلى أبعد من ذلك، فقد قالت "يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالرد على الحرب التي بدأها الإسلاميون".

أما في هولندا فقد كرر السياسي الهولندي "خيرت فيلدرز" الذي يخضع للمحاكمة بسبب تحريضه على الكراهية، تصريحه القائل بأن "أوروبا تخوض حربًا" وأن عليها إغلاق أبوابها في وجه المهاجرين المسلمين وفرض قوانين الاعتقال الإداري.

وفي بريطانيا اتهم "نايجل فراج" زعيم حزب الاستقلال البريطاني اليميني بأنه استغل الهجمات في باريس من أجل الحصول على مكاسب سياسية لحزبه.

وتتوقع الأحزاب الأوروبية المناهضة للهجرة ازدياد قوة شعبيتها بتأثير ما حدث، حسب الصحيفة.

واستغلت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من الحكومة الهجوم على الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو" للتحريض على مسلمي أوروبا، حيث يقول "دان مرغليت" تحت عنوان "اليهود والتبرير المتواصل" "إن الإرهاب الإسلامي في أوروبا يعيش في ظل تجاهل وسائل الإعلام والحكومات لخطره، وفي المقابل يستمر إلقاء اللوم دائما على إسرائيل".

وأضاف "أن النازيين والإسلام السياسي يحاولون السيطرة على العالم واستعباد البشر وسحق كرامة الإنسان وحريته، متهمًا الإسلام المتطرف بالصدام مع الثقافة الغربية والمسيحية والديموقراطية واليهودية، حسب تعبيره".

تقع المسؤولية الكبرى في مواجهة الخوف من الإسلام (الإسلام فوبيا) على المؤسسات الدينية المعتبرة في الدول الإسلامية لأنها الجهات المختصة بالحديث في شؤون الإسلام، ولأن لديها أدوات وإمكانات مخاطبة الغرب ولديها المصداقية التي قد لا تتوافر لمنظمات غير رسمية تهتم بهذا الملف وتعمل على مكافحة معاداة الإسلام.
ودور هذه المنظمات مهم للغاية لأنها موجودة في أوروبا والولايات المتحدة وهي تتمتع بقدرة على الحركة السريعة والتعاطي مع المجتمعات المحلية، لكن هذا الدور يظل داعماً للدور الرئيس الذي يُفترَض أن تلعبه المنظمات الدينية ذات الثقل الشرعي وذات الكلمة المسموعة لدى قادة الدول والحكومات.

وحسب دراسة حديثة بعنوان "الإسلاموفوبـيا كمظهر لجنون العظمة الغــربي" جاء فيها "على المؤسسات الدينية أن تتحرك سريعاً، لأن الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا استغلت الهجمات الأخيرة في فرنسا لتبرير خطابها المفزع ودعواتها التي تطلقها ضد المسلمين بالأصوات العاقلة التي ترفض أن يؤخذ جموع المسلمين، خصوصاً المقيمين في الغرب، بجريرة مرتكبي الهجمات الأخيرة".

 

عـلاج الإسلاموفوبيـا

يقسم علاج الإسلاموفوبيا إلى شقّين بحسب الجمهور المستهدف. فهنالك علاج الجمهور الغربي المصاب بهيستيريا الخوف من الإسلام وهو علاج يقع على عاتق الغرب الذي يملك امكانياته. كما أنه معني مباشرة بمساعدة مرضاه وتأمين سعادة جمهوره. ناهيك عن حاجته لحماية مجتمعه من احتمالات سوء توجيه إسلاموفوبيا لتتحول ضد مجتمعاته.

 

العـلاج الوقائي للإسلاموفوبيا

يؤكد أستاذ العلوم السياسية الاميركي د.وليام بيكر ،مؤسس منظمة التآخي الاسلامي ـ المسيحي في أميركا، ان الاسلاموفوبيا هي جزء من سياسات تصنيع الخوف التي برع فيها تاريخيا المجمع العسكري الصناعي السياسي في الولايات المتحدة الاميركية بهدف تبرير سياسات الانفاق الهائلة على كل جديد في عالم السلاح والتدمير والقتل.

ومن العوامل المساعدة في القضاء على هذه الظاهرة أيضا إظهار وعرض المذابح المرتكبة بحق المسلمين فمخاطبة مشاعر التعاطف الانسانية لدى الإنسان الغربي عن طريق عرض الأفلام والصور والأشخاص لضحايا المذابح المرتكبة بحق الشعوب العربية والمسلمة. حيث لا يفرق معظم جمهور الغرب بين العربي والمسلم. وتأتي هذه العروض بهدف استثارة مشاعر الذنب لدى مرضى الإسلاموفوبيا كون مشاعر الذنب علاجاً ناجعاً لهذا المرض.

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023