شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في أوروبا.. كنائس للبيع وثانية للتزلج وثالثة لتناول الخمور!

في أوروبا.. كنائس للبيع وثانية للتزلج وثالثة لتناول الخمور!
"للبيع.. "كنيسة القديس يوحنا. باكوب، إنجلترا، ارتفاع سقف مقبب، طابق سفلي واسع، السعر...

"للبيع.. "كنيسة القديس يوحنا. باكوب، إنجلترا، ارتفاع سقف مقبب، طابق سفلي واسع، السعر 160 ألف دولار."

 

هل توقعت أن ترى إعلانًا كهذا في جريدة تسويق إعلاني؟؟ فما بالك لو رأيت أن "بار الكنيسة اللوثرية السابقة يرحب بك"!! أو أن محلا للملابس النسائية أو لأحذية تم افتتاحه في كنيسة بهولندا!! لا تتعجب فهذا بالفعل موجود في أوروبا، وهو ما رصده موقع insider.proفي تقرير له.

 

وبدأت المشكلة بخواء عدد كبير من الكناس حيث لا أحد يرتادها مما دفع الحكومات للتفكير في اشتغلالها في الإسكان أو النشاطات التجاري، إذ تعاني الكنائس الأوروبية من صعوبات مالية لسنوات عديدة. ولذلك، لقد أثيرت مسألة بيع الكاتدرائيات لأكثر من مرة. حتى إن بعض المعابد في بعض المدن تحولت إلى محلات تجارية ومراكز الترفيه.

 

وفي صورة قد تبدو غريبة يجتمع في مجموعة من الشباب الذين يتزلجون على اللوح لركوب ألواحهم بين تماثيل القديسين في مدينة أرنم الهولندية.

 

 

ويطرح النقص في أعداد الرعية سؤالا صعبًا من قبل السلطات المحلية وحتى المركزية في جميع أنحاء أوروبا الغربية: ماذا نفعل بالكنائس الفارغة التي كانت لقرون عديدة مراكز الحياة الرعية ومناطق معمارية جذابة؟

 

إن الكنائس الفارغة هي مشكلة متشكلة بجزء أكبر لدى الطوائف المسيحية. فإنه لا يتم إغلاق الكنائس اليهودية في أوروبا.

 

ويسعى سكان القرى والبلدات لإنعاش روح الكنائس المهجورة، عبر اختراع المشاريع لها. لكن الحفاظ على البناء في حالة جيدة هو أمر مكلف كقاعدة ولا تحتاج البلدة الصغيرة إلى العديد من المكتبات وقاعات الحفلات الموسيقية ولا يمكن للبلدية أن تتحمل تكاليفها. لذلك غالبًا ما يكون الحل الوحيد هو المشاريع التجارية.

 

لا يوجد بيانات دقيقة عن عدد الكنائس المغلقة في جميع أنحاء أوروبا الغربية ولكن يمكنك تشكيل صورة دقيقة على أساس المعلومات لدول فردية.

 

تغلق الكنيسة الإنجليزية حوالي 20 كاتدرائية سنويًا. وتعتبر 200 كنيسة في الدنمارك في حالة "ميؤوس منها". وفي ألمانيا أغلقت الكنيسة الكاثوليكية على مدى العقد الماضي حوالي 515 مبنى كنيسة.

 

ولكن تجلت أبرز مظاهر هذا الاتجاه في هولندا. هناك تخطط الكنيسة الكاثوليكية في العشر سنوات القادمة، بإغلاق حوالي الثلثين من الـ 1600 كنيسة القائمة حاليًا. وسيتم وفقًا للتقديرات إغلاق 700 من الكنائس البروتستانتية على مدى السنوات الأربع القادمة.

 

تقول ليليان غروتسفاغرس تعليقًا على الظاهرة"إن الأرقام تربك الخيال وهذا سيؤثر على المجتمع كله. في كل مدينة سوف يرى الناس مباني عالية جميلة فارغة لكنائس سابقة".

 

ويكون لدى العديد من الأوروبيين مشاعر عميقة تجاه رعية الكنائس، وينتج لديهم شعور الرفض اتجاه احتمالية تحويلها إلى أندية أو محلات أو مكاتب؛ إذ تبذل المجتمعات جهودًا كبيرة للحفاظ على الكنائس القديمة واستعادتها.

متجر أزياء في بناء كنيسة من القرن التاسع عشر، أرنم ،هولندا

 

وفي هولندا حولت كنيسة واحدة إلى سوبر ماركت وأخرى إلى محل بيع الزهور وأخرى إلى مخزن وأخرى إلى قاعة رياضية. في أرنم يقع بوتيك لملابس النساءHumanoid في بناء الكنيسة التي بنيت في عام 1889. حيث تضاء الملابس بالضوء الساقط من خلال نوافذ الزجاج الملون.

 

في بريستول أصبحت كاتدرائية القديس بول معهدا لتعلم فنون السيرك. إن المُلاك الجدد فرحون؛ لأن خزائن الكنيسة مثالية للتمارين على الأرجوحة.

 

في إدنبرة أصبحت الكنيسة اللوثرية السابقة بارًا على نمط أفلام الرعب، إذ في منتصف الليل يسقط من السقف وحش فرانكنشتاين على الزوار (بحجمه الكامل) مضاءًا بأشعة الليزر كما جاء في رواية  ماري شيلي!

 

ويقول جايسون ماكدونالد، مدير بار جايسون ماكدونالد، إنه لم ترد أية شكاوى: "لدينا في اسكوتلندا مئات الكنائس التي لا يزورها أحد. لو كان هناك من يزورها، لما كانت مهجورة. أما نحن فنقدم لها حياة جديدة.

 

كما يتم تحويل العديد من الكنائس إلى مبانٍ سكنية، ولقد تشكلت صناعة كاملة لبيع عقارات الكنائس السابقة. إذ تنشر كنائس إنجلترا واسكتلندا الإعلانات عن بيع المباني على المواقع الإلكترونية. فهي تقريبا لا تختلف عن إعلانات السماسرة المعتادة: "كنيسة القديس يوحنا. باكوب، إنجلترا، ارتفاع سقف مقبب ، طابق سفلي واسع، السعر 160 ألف دولار."

 

وقدم موقعOurProperty البريطاني إعلانًا مباشرًا:"هل تعبت من الزحام في العالم؟ حاول أن تسكن في كنيسة سابقة. إن خبراءنا هم دائمًا على استعداد لمساعدتك على الشروع في رحلة الإيمان".

 

لقد انتقلت مشكلة الكنائس غير المستخدمة إلى مستوى حكومي. لذا أنشئ في هولندا برنامج وطني من أجل الحفاظ على المباني الدينية. تعزّز الحكومة الجمع بين الدين والبلدية. إن الرائدة في هذا المسعى هي محافظة فريسلاند، حيث أغلقت أو حولت 250 كنيسة من أصل 720.

 

يقول ألبرت رينسترا، موظف لوكالة الدولة لحماية التراث الثقافي:"كل حالة هي فريدة من نوعها. ولكن الكنائس خاوية ونحن بحاجة إلى إيجاد حل لذلك".

 

أما في الولايات المتحدة فليس هناك هذه المشكلة بعد: تترسخ المسيحية أكثر مما هي عليه في أوروبا. في الولايات المتحدة خلال 2000-2010 أنشأ ما يقرب من خمسة آلاف كنيسة جديدة. لكن عددًا من الباحثين في موضوع الكنائس يتوقعون أن أمريكا ستشهد نفس مصير أوروبا الغربية: لقد قل عدد الرعايا بنسبة 3% خلال العقد الأخير.

 

هذه البيانات هي لبحث الأستاذ سكوت تومي الذي يدرس علم اجتماع الدين في سيمينار هاروورد في ولاية كونيتيكت. ويقول:"إذا لم يتغير الاتجاه، فبعد 30 سنة، يمكن لوضع الكنائس في الولايات المتحدة أن يكون أسوأ مما هو عليه الآن في أوروبا."

 

ويقول لكولن فيرستييغا، رئيس قاعة أرنم للتزلج: "إن أنشطة النادي تجلب فائدة أكبر للمدين: فهو يحافظ على مبنى الكنيسة في حالة جيدة، ويعطي الشباب فرصة أن يفعلوا شيئًا مفيدًا، في مجال الصحة على الأقل. ولكن لا تدعم البلدية أو رجال الدين الكاثوليك مبادرة هذه المجموعات. يفسر كولين فيرستييغا ذلك بالخوف المخفي: لا يعرف المدني المسالم ما يمكن توقعه من هؤلاء المتزلجين.

 

تقول المتزلجة بيلا كرومب البالغة 14 سنة من العمر، إنه في بعض الأحيان، يقوم المارون بإظهار بعض الاستياء من ما يحدث "خصوصًا الكبار في العمر، يقولون إن هذا عار على إيماننا. وأنا أفهمهم. ولكنهم لم يزوروا هذه الكنيسة".

 

يقول كولين فيرستييغ إن البلدية ورجال الدين غير قادرين على التواصل. للحفاظ على الكنيسة في حالة جيدة تحتاج حسب التقديرات إلى حوالي 3.7 مليون دولار. السلطات جاهزة لأن تبيع بـ812 ألف دولار. فمن الواضح أن المتزلجين لا يملكون هذا النوع من المال، ومن الغير المتوقع أنهم سيملكونه.

 

ويقول جيري إلفرينك، نائب رئيس بلدية أرنهيم إن البلدية قد ساعدت المتزلجين بما تستطيع، أعطت المال للممر ودفعت ضرائب العام الماضي. يقول إلفرينك: "بالنسبة لي، ليكن هذا المبنى قاعة للتزلج".

 

إن هانز بول، رئيس دير رعية القديس أوسابيوس الذي تنتمي إليه كنيسة القديس يوحنا، يرغب أيضًا في بيعه. فهو يقول أن الأسقف ليس ضد المتزلجين وليس ضد أن يتزلجوا حاليًا  ولكن تجري حاليًا محادثات مع مشتري محتمل. يقول بولس:"لن نسمح ببعض الأشياء في الكنيسة السابقة على سبيل المثال، كازينو أو ملهى ليلي. ولكن طالما أنه لم يعد معبدًا للرب، افعلوا به ما تريدون."

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023