هذا الأسبوع حمل للمتابعين للتطورات على الارض في شمال سيناء مفاجات ودلالات على تطورات ميدانية في الصراع الدائر على الارض بين المسلحين وقوات الجيش
فبعد العملية الاستثنائية في أقصى غرب سيناء والتي كانت تحمل في أوضح رسائلها قدرة المسلحين على توسيع ارض المعركة ونقلها بعيدا في أقصى الغرب ، وخطورة المنطقة وقربها الشديد من المجرى الملاحي لقناة السويس ومع التسليم بخلو منطقة بئر العبد من اي تواجد للولاية بها
جاء رد الجيش بنفس التفكير فذهبت القوات لترد في أقصى الشرق حيث نشأة ونشاط عناصر ولاية سيناء، لكنه ايضا رد تقليدي وفي المربع الخطأ اذ ذهبت القوات لتهاجم سوق السبت الاسبوعي بمدينة رفح وهو المتنفس الوحيد الذي يتزود منه المواطنون باحتياجاتهم ، وجرت كالعادة حملة اعتقالات عشوائية للعديد من الأبرياء وبلا ذنب او جريرة ، فاقتادت القوات 19 مواطنا افرجت لاحقا عن سبعة وتم تحويل 12 الى الكتيبة 101 بالعريش.
هنا جاء رد المسلحين مختلفا وفي معركة كسر العظم التي يجني حصادها المر المواطن البسيط في سيناء ، عمليات متوالية انتقامية في كل محيط مدينة رفح ثم تنفيذ عملية اغتيال جديدة في قلب مدينة العريش ، راح ضحيتها ضابط اتصال من الجيش ، وبدا يظهر جليا ان المسلحين انتقلوا الى أهداف ميدانية ترمي الى بسط نفوذهم
وكان توالي العمليات ضد القوات في محيط رفح وكرم القواديس كأنه رسالة بعدم السماح للقوات بتنفيذ عمليات اخرى في هذا المنطقة ، ومقابلة العائدون من القوات في رحلة عودتهم حتى استهداف سيارات الإسعاف في اخر نقاط الشيخ زويد
ثم قيام المسلحين بنصب أكمنه لهم وسط وأطراف مدينة العريش وتفتيش سيارات والبحث عن مطلوبين لديهم وممارسة الامر بالمعروف والتنبيه بتعليمات على اصحاب المحلات والقهاوي ، تبع ذلك ما تناقل من اخبار عن امتناع القوات من نقل التعيينات والأطعمة في المدرعات والطلب من الجنود التحرك لاستلام تعيينهم مما زاد من وتيرة استهداف الأفراد
وزاد على ذلك سلك المدرعات في حركتها داخل مدينة العريش طرقا جانبية ، واجتناب الطرق الرئيسية المعتادة خوفا من العبوات الناسفة ، وحمل ذلك وعمليا تجنيب المدرعات ولو بقدر ما ، وفقدان القوات عنصرا مهما من أدوات الصراع ، مع الملاحظة ان الاستعانة بالطيران واستخدامه في الاسناد اثناء الاشتباك او كتغطية للقوات اثناء الحملات قلت بشكل ملحوظ
الحالة تنذر بالخطر الشديد ودخول مدينة العريش ضمن مناطق الانفلات والفوضى الأمنية اصبح ظاهرا ، حتى فجع الجميع في الساعات الاولى من صباح اليوم بقيام مسلحين بتنفيذ عملية إعدامات ميدانية في مواطنين اثنين احدهما يدعى “راضي سلمان ناصر البريكي” ونجله الشاب “سلمان” ، حيث ذبح الاب واعدم الابن رميا بالرصاص، دون توضيح سبب او مبرر للقتل، كل هذا تم في وسط مدينة العريش وفي اكبر ميادينها على الإطلاق.
ووسط تجمع الأهالي الذين سلموا للامر دون اعتراض ، ويظهر ذلك سطوة المسلحين وقدرتهم على زرع الرعب في قلوب الناس الذين اتصلوا بالقوات وأبلغوا بالمشهد فلم يتحرك لنجدتهم احد ، ثم انصرف المسلحون بعد تنفيذ احكامهم بكل هدوء الى حيث يتواجدون، دون ان يقول احد انه تمت ملاحقتهم او محاولة القبض عليهم.
انها مرحلة جديدة تعيشها المدينة البائسة تترك فيها لقدرها المشئوم وحيدة بعد ان تخلت القوات عن دورها خوفا من ان تكون هذه العمليات أفخاخ لها فيكون خروجها سببا في استهداف المدرعات بعبوات زرعها المسلحون فتركت الأهالي يعيشون لحظة الرعب الكامل حيث يتم إعدام مواطن ذبحا وإعدام الاخر رميا بالرصاص
ثم الانصراف وكانهم كانوا في مهمة اعتيادية بسيطة، هنا قدم المسلحون رسالة تهديد لكل من يفكر في التعاون مع القوات ، ورسالة اخرى انهم اقدر على الحركة من هذه القوات المسلحة والمدرعة وكثيرة الاعداد وفي اهم الميادين ، غابت الطائرات عن المتابعة وغابت القوات عن الملاحقة وترك المواطن البسيط ليعيش لحظة الرعب الكامل وتركت العريش لتدخل مرحلة المجهول ، ولعل القادم اكثر رعبا ٠
هنا يبرز سؤال أين هي المسئولية السياسية والوطنية لهذا النظام الذي جاء بدعوى محاربة الاٍرهاب الذي كان محتملا فأصبح اليوم لا يحتمل ، وصنع العدو الذي بشر به ، ثم هو الان يترك المواطنين فريسة لهذه الحالة من فوضى الرعب ورعب الفوضى ،،، ام انه جاء خصيصا بالقوات وقتل وقصف عشوائيا ودمر دون سبب وأزال مدينة من الوجود ليصل بالبلد الى هذه الحالة
ولتدخل العريش مرحلة الفوضى والتهجير،، انها المرارة من مأساة وطن وأرض وبشر دون ان تظهر في الأفق بوادر دور لعاقل يحافظ على ما تبقى ، حتى يبدو ان معادلة سيناء مع السيسي وانقلابه في مصر فقط هي المعادلة الصفرية فلا أمل في تخفيف حدة هذا الصراع وانهاء المعاناة ما دامت هذه العقلية تحكم وتسيطر٠