في ظل تنديد دولي واسع بمجزرة التريمسة، يعود المراقبون الدوليون إلى قرية التريمسة اليوم الأحد لمتابعة تحقيقاتهم في المذبحة التي وقعت الخميس الماضي وأثارت ردود فعل غاضبة عالميًا.
وقال المراقبون في بيانهم مساء أمس السبت إنهم توصلوا إلى أن الهجوم الذي تعرضت له التريمسة "استهدف بشكل رئيسي مساكن معارضي النظام".
وأكد المراقبون أنهم عثروا على "برك دماء" في عدد من مساكن القرية، ومضيفين "أنه يبدو أن الهجوم استهدف مساكن معينة تعود بشكل رئيسي إلى منشقين عن الجيش وناشطين."
وأشار المراقبون إن القوات الحكومية استخدمت الدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر أثناء الهجوم على التريمسة، مما يعتبر انتهاكًا لبنود خطة كوفي عنان، المبعوث الدولي إلى سورية.
إلا أن الحكومة السورية تصر على أن ما جرى في التريمسة كان عبارة عن "عملية عسكرية نوعية ناجحة قُتل فيها عدد كبير من الإرهابيين، وليس بينهم أي مدنيين"، و يقول جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية السورية اليوم الأحد إن قوات النظام لم تستخدم الأسلحة الثقيلة في التريمسة وأن ما جرى اشتباك بين قوات نظامية وأخرى مسلحة ونفى استخدام النظام للقوات الجوية, مؤكدًا إن النظام استخدم الأسلحة الخفيفة فقط.
وكانت مجلة الديلى تليجراف عن نقلت شهود مجزرة التريمسة ممن نجوا من المجزرة قول أحد الناجيين ويدعى أبو فارس:" البداية كانت الساعة الرابعة والنصف فجرا حين بدأت تسقط القذائف، كنت نائما، استيقظت على أصوات الانفجارات، كانت الكهرباء قد قطعت قبل يوم عن القرية وأطفئت الأنوار وكذلك نفدت بطاريات شحن الجوالات، وقطعت معها الاتصالات الأرضية، لا يوجد مجال لطلب النجدة أو الاتصال بالعالم الخارجي” يبتعد قليلا أبو فارس ويدعو الله أنه لم يصب بأذى، يضيف أبو فارس قائلا:” كان القصف عنيفا جدا على المواطنين ولا ندري مالذي يجري، لكن بعد ساعات كل شيء كان صامتا ، خرجت للخارج كان الدمار في كل مكان والجثث كذلك تحت الركام ومعظم البيوت قد دمرت."
و على صعيد المنظمات الحقوقية أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان أمس السبت مذبحة التريمسة, ودعت إلى تحقيق جنائي، مطالبة في بيان لها بتشكيل لجنة تحقيق جنائية لتقصي الحقائق حول هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي وقعت في سوريا.
وأضافت أنه يتعين إصدار قرار ملزم من قبل الأمم المتحدة وفق الفصل السابع في حال رفض الحكومة السورية التحقيق. كما رأت أن الصمت الدولي تجاه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي يمنح الرئيس السوري بشار الأسد ترخيصا لمزيد من القتل.